بقلم: زيد الحسن
من يعتقد ان قضية فلسطين شائكة وصعبة الحل واهم، ومن يتبصر في تاريخ الاحتلال لارض فلسطين ويتمحص متجرداً من العاطفة قليلاً سيلاحظ ان فلسطين بيعت فعلا وتم قبض الثمن، ولم تباع لمرة واحدة بل بيعت مرات ومرات، وفي كل مرة ثمنها يمنح هنا او هناك.
المجازر تتكرر والاطفال تذبح والنساء تتشرد منذ سنين طوال، والمشهد الاحمر يعاد دوماً والضحية واحدة والجلاد واحد، والاخوة وابناء العم منقسمون بين خائف ومطيع وبين ماكر ورعديد، ليس فيهم ساذج وليس فيهم شجاع، ولا فيهم (سياسي) او (قائد)، انهم مجرد حكام لكراسي اعوادها من اميركا قد دهنت، وبتجويع شعوبها قد زينت، وبجماجم التخاذل قد ارتفعت، ولزوالها هم لايصدقون.
اليوم الاول للطوفان حلقت ارواح الاطفال نحوا السماء، شجبنا واستنكرنا ونددنا، والى هذا اليوم بعد مرور اسبوعين نحن نندد وارواح الاطفال تحلق نحوا السماء لكن هذه المرة تصحبها قناعة ان اصحاب التنديد والوعيد مجرد (فقاعة).
يفتقد العرب الشعور بالمسؤولية، المسؤولية الوطنية، ومن قتل هذا الشعور يعلم جيداً ومقتنع الاقتناع كله ان مصير الشعوب العربية اصبح بين يديه، وما تنديدنا واستنكارنا وتظاهراتنا الا كطنين أجنحة الذباب لديه، فهو يبتسم لان المخطط يسير وفق ما رسم، بل المخطط نجح وبجدارة وهذه هي الغاية المختارة.
قد يقول قائل ان بلدنا جريح وهو في طور التطور وتضميد الجراح، ومازلنا لا نمتلك تلك القوة التي يمكننا استخدامها في الرد على العدوان، اقول لك ياصاحب القول؛ ولن تضمد جرحاً ابداً ولن تكون قوياً يوماً، ولن تكون ذو سيادة يوماً، وانت خاشع قانع ذليل، ومصير ثرواتك بيدهم وهذا هو (الدليل)، فهم الحاكم الناهي في دينارنا والدرهم، في نفطنا في زراعتنا في صناعتنا وفي نومنا وصحونا واياك ان تغفل.
كم جميلة هي الصراحة، وكم لطيف قول الحق، وعلينا فعلا ان نقولها، كحكومة او شعب، نحن لا نستطيع فعل شيء، نحن نستنكر ونندد ونشجب، وهكذا جرت العادة ودعونا وشأننا فنحن اصبحنا نحسن العبادة، واعلموا اننا شعوب مسلوبة الارادة، هل وصلت الفكرة ؟ ام علي التوضيح بزيادة؟.