اعلن المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة، الاربعاء، عن تبني مسابقة وطنية كبرى بعنوان مسابقة "إقرأ" تشارك بها عموم المدارس والجامعات في العراق وتخصص لها جوائز قيمة وتشكل لها لجان متخصصة ويقدم لها دعم كبير، ويركز فيها على دقة اختيار الكتب التي تعرض للقراءة في المسابقة بما يتناسب مع مختلف التوجهات الفكرية لجميع مكونات الشعب العراقي.
مسابقة "إقرأ"
وقال المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، في كلمته خلال حفل الاحتفاء والتكريم للطالبة "زينب حسان عباس" الفائزة بالمرتبة الاولى على العراق في مسابقة تحدي القراءة الدولية التي ستقام ادوارها النهائية في دولة الامارات العربية المتحدة، وحضرته وكالة نون الخبرية، انه "بمناسبة تتويج ابنتنا الطالبة المهذبة (زينب حسان عباس) وبكل اعتزاز وافتخار اعبر عن عميق شكري وتقديري واعتزازي واعتزاز العتبة الحسينية المقدسة للطالبة وشكرنا وتقديرنا لابويها وعائلتها الكريمة التي لاشك انها بذلت جهودا استثنائية حتى وصلت الى هذه المرتبة الاولى التي نفتخر ونعتز بها لانها تمثل قدوة للآخرين والاهتمام بالقراءة التي تبني ثقافة وعقل وتطور الطالب والفرد والمجتمع، وايضا نقدم شكرنا الى مديرية تربية كربلاء والعاملين فيها وجميع الملاكات التعليمية والتربوية، وشكر خاص ومضاعف الى قسم التربية والتعليم في العتبة الحسينية المقدسة وادارة مدرستها ومعلماتها اللواتي اجهدن انفسهن ببلوغ الطالبة (زينب حسان) هذه المرتبة".
واضاف، انه "مما لا يخفى على الجميع ان للقراءة ثمار ومعطيات كثيرة من اهمها انها وسيلة لمزيد من الاثراء العلمي والفكري والمعرفي للإنسان وتوفر له فرصة الاطلاع على اراء وتجارب ومنجزات العقل البشري وتطور شخصيته الثقافية والسلوكية والنفسية والاجتماعية والقدرة على التحاور مع الآخرين والدفاع عن افكاره ومعتقداته وتحفز العقل للتفكير والتأمل والعمق في الحياة وغير ذلك من المعطيات الكثيرة والمهمة في حياة الفرد والمجتمع، وحيث ان الحصول على الكتاب في الوقت الحاضر اصبح يسيرا وفي متناول الجميع فنحتاج الى التنبيه على ظرورة الاعتناء بالقراءة الجادة والممنهجة والمركزة والمقصود بها القراءة في الكتاب بخلاف القراءة في مواقع التواصل الاجتماعي التي قد تعطي بعض المعلومات والافكار ولكنها عادة ما تكون مشتتة وغير ممنهجة وغير رصينة، ولابد من توفير البئية المشجعة على القراءة وخصوصا للطلبة، وهنا اذكر امورا يمكن ان تحقق بعض هذه الاهداف، ومنها ان علينا العمل على تثقيف الطلبة خصوصا والمجتمع عموما على اهمية القراءة في حياتنا، وكذلك تقديم نموذج القدوة للآخرين من خلال حرص الاستاذ والاب والام داخل البيت وخارجه على القراءة، وايضا اهتمام الاسرة بشراء الكتب واشعار افراد الاسرة بأهمية الكتاب في حياتهم، والاهتمام العام للمجتمع من مختلف مؤسساته الجامعية والتعليمية والثقافية بالكتاب واقتناء مختلف الكتب في مجالات العلوم والمعرفة وتسهيل الحصول عليها".
ودعا الشيخ عبد المهدي الكربلائي، بمقترح طرحه على قسم التربية والتعليم التابع للعتبة الحسينية المقدسة الى تبني "اقامة مسابقة بعنوان (إقرأ) لعموم مدارس وجامعات العراق وتشكيل لجان متخصصة لاقامة هذه المسابقة الوطنية واختيار كتب متعددة في المعارف والعلوم وتخصيص جوائز مناسبة لها، وتقديم الدعم الكبير لهذه المسابقة من خلال توفير مقدماتها من الكتب المتنوعة في معارفنا وثقافاتنا ونشرنا، مع ظرورة دقة الاختيار للكتب التي تعرض للقراءة في المسابقة بما يتناسب مع مختلف التوجهات الفكرية لجميع مكونات الشعب العراقي ليشترك جميع ابناء وطننا العراق في هذه المسابقة".
تربية كربلاء
من جانبه اكد مدير تربية كربلاء عباس عودة في كلمة خلال الحفل، ان "يكون هذا الاحتفاء بمستوى يحضره قائد المسيرة التربوية الشيخ عبد المهدي الكربلائي واسميه هكذا لاهتمامه الكبير بالجانب التربوي وقد عودنا على ذلك دائماً، وعندما يكون هناك اهتمام بالمتفوقين والموهوبين والمتميزين تنهض البلاد، وبعد توفير المتابعة والتدريب في الجانب التربوي تبنى الاوطان، وعندما نلاحظ الاهتمام المميز من العتبة الحسينية بالجانب التربوي فهذا يعني ان هناك نظرة اساسية ومهمة وفاعلة في بناء اسس المجتمع الذي يبدء بنائه من الطفل والتحاقه بالروضة ومرورا بالابتدائية والمتوسطة والاعدادية، فأين منه من بيده القرار لتحسين التعليم وتطويره؟ واين منه من يضع موازنة للتربية والتعليم لينهض من جديد؟، ويضع خططا تدريبية ومناهج تحاكي التطور العالمي الذي يتسارع يوميا وهذا المحفل الرائع والحضور الكريم هو رسالة الى كل من بيده القرار ان يكون فاعلا وان يجعل التعليم اولا".
الاف التلاميذ
اما رئيس قسم التربية والتعليم في العتبة الحسينية المقدسة الدكتور عادل نذير الحسناوي، فاشار الى ان "من مصاديق بناء الانسان في مشاريع العتبة المقدسة هو التأسيس لنظام تربوي يتفاعل ويتكامل مع ما موجود من جهود رسمية على مستوى التربية والتعليم، واستطاعت مجموعة الوارث التربوية ان تلفت الانتباه الى مخرجاتها وتأسس لوعي جديد يتشكل ضمن جيل يحمل على عاتقه بأمانة وصدق واخلاص كل القيم التربوية والاسلامية الاصيلة، وتمكنا ان نرى ثمار ذلك على مستوى العلم والاخلاق في مخرجات مدارسنا، وما احتفائنا اليوم بطالبتنا "زينب حسان" الا مصداق من مصاديق تكرس الفعل التربوي والتعليمي، واستطعنا ان نؤسس لمجموعة من المثل الاصيلة والقيم الطيبة والتوجهات العلمية على مستوى التلاميذ واولياء الامور وهي مناسبات تعد فرصة للاحتكاك باولياء الامور وتنبيههم الى ان مشاريع العتبة المقدسة التربوية والتعليمية التي تلبي حاجة الناس وطموح المرحلة الراهنة، واستطعنا من خلالها طرح رؤية العتبة المقدسة وتوجهاتها التربوية ان نبين ان تلك المشاريع ليست الغاية منها هو الربح المادي وانما صناعة جيل وانسان، لاسيما في طريقة الانفاق عليها، واستطعنا ان نستوعب في هذه المشاريع بحدود (6000) تلميذ، ونؤكد على سعينا لرفع مستوى طلبتنا الى مصاف الدول المتقدمة او دول المنطقة"، مشددا على ان "مشاريع العتبة المقدسة ليست ندا للمشاريع الحكومية او تتقاطع معها بل داعمة لها وتتكامل معها وتتآزر لتكامل الانسان".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير: مرتضى الاسدي
أقرأ ايضاً
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)
- في حي البلديات ببغداد: تجاوزات ومعاناة من الكهرباء والمجاري ومعامل تلحق الضرر بصحة الناس (صور)