من المتعارف عليه ان الدول تهتم ايما اهتمام بالتربية والتعليم وهذا القطاع ركيزته الاساسية توفير البنى التحتية المتمثلة بمباني المدارس وفق مواصفات عالمية تحدد سعة الصفوف وعدد الطلاب ونوع البناء لتخرج اجيالا تتسلح بالعلم لتقود الدولة ومؤسساتها كما رسم لها في المستقبل، لكن لدينا في العراق ومنها في كربلاء المقدسة حصلت في العام 2009 حملة كبيرة لبناء المدارس او تأهيل التي تحتاج الى اعادة تأهيل واعادة بناء المدارس الآيلة للسقوط، وما زالت شحة المدارس تعاني منها كل المحافظات ومن هذه المشاريع وجدت جهات جبلت على استغلال وسرقة المال العام ثغرات كثيرة في عقود تنفيذها وقامت بهدم الكثير من المدارس بحجة انها آيلة للسقوط واحالتها الى مقاولين وهؤلاء تركوا المشروع واوقفت بذرائع كثيرة، ثلاث نماذج فقط اخترناها لتكون شاهدا على اهمال الطلبة وتهجيرهم من مدارسهم منذ 13 عاما والى الان يعانون هم وعائلاتهم من تلك الافعال التي اضرت كثيرا بالمستوى العلمي للطلبة.
يشرح الحاج ابو ياسر الامر لوكالة نون الخبرية بقوله " في العام 2009 اعتبرت مدرسة السيدة زبيدة الابتدائية ومدارس النظامية والفرزدق وغيرها من المدارس الآيلة للسقوط، ولكن بعد تهديم مدرسة السيدة زبيدة تبين ان ركائزها وسقوفها قوية بل ان حديد التسليح ظهر وكأنه وضع حديثا في الخرسانات وقد تم التصرف به وبيعه من قبل جهات والى جهات لا نعرفها، ومنذ ذلك التاريخ والى الان مرت 13 عاما على تهديمها وهجر طلبتها لانهم لم تحدد لهم مدرسة اخرى ليداوموا فيها دواما ثانيا او ثالثا بل تركت الامور على عاتق الاهالي للحصول على ورقة قبول من مدارس اخرى، وقد تعرض الطلبة وذويهم الى مجموعة مشاكل ومنغصات اثرت بشكل كبير على الطلبة وعائلاتهم، ومنها انني اضطررت الى اجبار اثنين من بناتي على ترك الدراسة لان المدارس البديلة تعد بعيدة عن سكني ولابد من عبور شارعين تجاريين فيهما زخم مروري وحصلت فيها حوادث مرورية كثيرة ادت الى اصابة او وفاة عدد من الطلبة، فضلا عن تحملهم للاجواء الباردة والامطار والوحل في الشوارع نتيجة سوء الخدمات وعدم اكساء الشوارع وتسببت باصابتهم بامراض الشتاء مثل الانفلونزا ونزلات البرد واضطرار العائلات الى استئجار سيارات خاصة وتحمل نفقات كثيرة اثقلت كاهلهم، او تأجير التكتك لايصال ابنائهم وهذا فيه مخاطر كثيرة كونه بدون ابواب ويعرضهم للاصابة، وهي اسباب دفعتني وغيري الى اجبار ابنائنا على ترك الدراسة وخاصة البنات، والمشروع ما زال متروكا وقامت الشركة المنفذة بوضع جدران وتركتها لضروف التعرية والاندثار".
وطالب ابو ياسر من الجهات المعنية مثل مديرية تربية كربلاء او مديرية المباني التابعة لوزارة الاعمار والاسكان وبالاخص من محافظ كربلاء نصيف الخطابي الذي يراه مهتما ومتابعا لكثير من المشاريع في المحافظة على ان "تأخذ المحافظة زمام المبادرة وتعيد بناء تلك المدارس التي شيدت بناء على اسس جغرافية في المناطق الشعبية ذات الزخم البشري والحيوية وانقاذ الاف العائلات من التضرر وتقليل الزخم على المدارس التي التحق بها الطلبة المهدمة مدارسهم الذي وصل عدد الطلبة في صفوفها الى 50 طالبا بدل العدد المعمول به وهو 25 طالبا وهو ما يسبب قلة التركيز وصعوبة اداء المدرسين وقلة استيعاب الطلبة واصبح المستوى العلمي متدني ما يضطر العائلات لدفع اجور دروس خصوصية لابنائهم لمساعدتهم على النجاح".
من جانبه اشار حسن ابو براء في حديثه لوكالة نون الخبرية انهم "منذ 13 عاما ينتظرون اعادة بناء مدرسة السيدة زبيدة التي كانت من اجمل المدارس واكثرها متانة وقوة وبيعت موادها الى اشخاص لا نعلم من هم وكانت مساحتها كبيرة وبنائها بطبقتين، وتستوعب اعداد كبيرة تصل الى 400 طالب وطالبة، واصبح ابنائنا وبناتنا مشتتين بين المدراس وانا ادفع مبلغ 90 الف دينار اجور خطوط السيارة لبناتي الثلاثة اللواتي انتقلتا الى مدرسة جديدة في منطقة اخرى ليكملن دراستهن، والمدارس الجديدة تفصلها عن منطقتنا شوارع تجارية فقد حصلت حوادث دهس كثيرة اودت بحياة عدد من الطلبة، وهذه المدرسة المهدمة المتروكة اصبحت وكرا للرذيلة والافعال المخلة بالاعراف والتقاليد فاصبحت وكرا لشاربي الخمر والافعال المنحرفة والشاذة التي لا نستطيع ذكرها، وقد تستخدم من قبل عصابات الجريمة المنظمة لترتكب فيها جرائم الخطف او المتاجرة بالاعضاء البشرية او الارهاب، واصبحت خطرا كبيرا على اهالي المنطقة ونحن نخشى كل يوم ان نجد ما يهز امن المنطقة السكنية من هذه البناية، وقد عجزنا عن المناشدات ولم نجد جوابا واخر ما ابلغنا به مختار المنطقة ان المدرسة ستتحول الى متنزه للمنطقة وليذهب ابنائنا وبناتنا الى الجحيم".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- ظهور إصابة طفيفة في بساتين كربلاء بحشرة سوسة النخيل الحمراء
- تعرف على حالة الطقس في كربلاء المقدسة
- أستراليا تدرس حظر استخدام وسائل التواصل للأطفال أقل من 16 عاما