- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لن تهنئوا بها أبدا ولن يتمّ لكم ذلك ..
بقلم: أياد السماوي
كنت متوّجسا وقلقا منذ اللحظة التي خضعت وانصعت بها لضغوط مسعود بارزاني في تولية فؤاد حسين حقيبة وزارة الخارجية , وحينها قلت مع نفسي دع الرجل ولنرى أداءه في الملّفات الأخرى , فليس من الحكمة والعقل أن نحكم عليه من خلال قضية واحدة , لربّما هنالك أمور مفروضة عليه وليس بالإمكان تجاوزها , وإن كنت من الناحية المبدئية لا أقرّ هذا .. لكنّ الأيام قد أثبتت يا سيد مصطفى أنّ كلّ ما قيل عن علاقتك بمسعود لم يكن مجرّد أقاويل أو إشاعات , بل هي حقائق كشفها هذا الاتفاق المذّل والمهين الذي أبرمته مع حكومة الإقليم خلافا للقانون , كما كشف قرارك بتجديد عقود شركات الهاتف النّقال حقيقة تورّطك شخصيا بأكبر صفقة للفساد في تأريخ الفساد في العراق والمنطقة , وحتى تعلم متى غسلت يداي منك سبعا , هي في قرار تعيينك لوزير التجارة السابق اللص محمد العاني شريك محمد الحلبوسي بالفساد وسرقة المال العام رئيسا لصندوق أعمار المناطق المحرّرة , حينها أدركت إنك تسير على خطى أسلافك في الفساد بل وربّما بشكل أسوء منهم ..
فمثل هذا الاتفاق الذي أبرمته مع رئيس وزراء حكومة الإقليم الخارجة عن القانون مسرور بارزاني والذي تمّ باتصال تلفوني بينك وبينه , لم يسبقك إليه فاسد قبلك , وهذه سابقة تسّجل بأسمك يا سيد مصطفى الكاظمي حاليا والشطري سابقا .. ولهذا يا سيد مصطفى لم أعد قادرا أن أنفي أي اتهامات قيلت عنك قبل أن تكون رئيسا للوزراء ..
وحتى تعلم يا سيد مصطفى أنّ صلاحياتك الدستورية التي منحها لك الدستور العراقي , لا تسمح لك مطلقا أن تتصرف بأموال العراقيين بهذا الشكل غير القانوني .. فالقانون الذي رفض تصرّف وزير المالية الكردي فؤاد حسين إرسال الأموال إلى الإقليم مع عدم وجود قانون للموازنة لسنة 2020 وأمر باستقدامه , هو ذات القانون الذي سيرفض إرسال أي مبلغ للإقليم مع عدم وجود قانون للموازنة .. وأنا أتحداك يا سيد مصطفى وكلّ المحيطين حولك أن تجد سندا قانونيا يجيز لك أو لوزير المالية السيد علي عبد الأمير علاوي إرسال دينارا واحدا للإقليم خارج قانون الموازنة .. هذا من جانب ومن جانب آخر هل تمّ عرض هذا الاتفاق على مجلس الوزراء للتصويت عليه ؟
وهل تخبرنا يا سيد مصطفى من أين ستأتي بهذه الأموال لحكومة الإقليم التي تبيع نفطها لإسرائيل تحت علمك ودرايتك ؟
فإذا كان في خزية الدولة مثل هذا الفائض من الأموال , أليست السماوة والناصرية وباقي محافظات العراق الجنوبية التي فتك بأهلها وباء الكورونا اللعين أحق بهذه الأموال ؟
أما أن تقوم بإرسال كتاب إلى وزير المالية السيد علي عبد الأمير علاوي تطلب فيه تنفيذ الاتفاق الذي تمّ بينك وبين مسرور ( الكبير ) , فهذه خيانة للقسم الذي أقسمته بالحفاظ على أموال العراقيين وستحاكم عليه بتهمة تبديد المال العراقي عن عمد.
ختاما .. أوّجه كلامي للسيد وزير المالية المحترم السيد علي عبد الأمير علاوي وأقول له .. أشقى الأشقياء من يدخل جهنم بذنب غيره , قدّم استقالتك من هذه الحكومة الفاسدة وحافظ على تاريخك وتاريخ عائلتك ولا تكن جسرا لعبور لصوص المال العام.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً