- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
سائرون الى المجهول .. بغباء الملاحون
بقلم : بركات علي حمودي
قصف الفجر ما هو الا دليل على غرق الدولة بسبب عدم وحدة القرار و ضياع البوصلة و عدم وجود قيادة حقيقية للبلد تنتشلهُ من واقعه المزري الذي اصبح مثار سخرية حتى اكثر الدولة فشلاً في العالم مثل الصومال و اليمن .. نعم ،، نحن دولةً فاشلة و فشلنا تأتى من فساد طبقتنا الحاكمة لسنوات عدة ،، فساد ازكم انوف الشعب حتى اصبح ( البعض الأغلب ) منه ينتظر (14/تموز) جديد كي يُعيد رسم شكل الحكُم او بثورةً شعبية حدثت فعلاً حاول إخمادها سرية قناصي الفاسدين و كواتمهم و جيوش إلكترونية كانت مهمتها حتى المس بأعراض المعارضين للفاسدين . اي دولةً هذه عندما لا تعرف من بالضبط رأس الدولة الحقيقي ومن هو صاحب القرار العسكري و الأمني ومن يتحمل إدارة القرار المصيري ؟؟ اي دولةً هذه عندما يتم قصف مقرات ( الاحتلال او التحالف الدولي ) سموه كما شئتم ،، تُدين الحكومة و البرلمان القصف على هذه المقرات و بنفس الوقت تُدين الحكومة و البرلمان ( امريكا ) حين تقصف هنا او هناك رداً على قصف مقراتها ليسقط الشهداء الذين لا ناقةَ لهم ولا جمل الا حب العراق حين انضموا للأجهزة الأمنية ؟؟ اي تخبطٌ نعيش في دولةً ضاع فيها القرار بين فاسداً و فاشل و عميل لشتى الجهات ؟؟ لماذا نتخبط و المرجع السيستاني دلنا على الطريق عندما قال ان البرلمان القادم هو المعني بالقرارات السيادية في الإشارة لموضوع اخراج الامريكان ،، لكن يبدو ان البعض لا يروق له هذا الكلام ! ولماذا نبقى اسرى الصراع الخارجي بين دولتين تأبيان ان يكون الصراع بينهما وجهاً لوجه ؟؟ (( لا بل ان احداها يُغازل الثاني حين يأتي وقت ( التزاوج السياسي الدولي ) بعد كل انتخابات في هذين البلدين .. وما الاتفاق النووي الا دليل على مغازلة اوباما لايران قبل دخولها القفص الذهبي قبل ان يأتي ترمب و يخرجها منه بكش عاع قويةً منه )) ! اما العراق ،، الطرف الضعيف في هذا الصراع ،، فهو الأرض الخصبة لتصفية الصراع هذا و بادوات لكلا الطرفين ولا داعي لسرد الأحداث و العناوين ،، فحتى الأطفال يعرفون ان هناك صراع داخل العراق ندفعه من دماء ابناءنا ومن استقرارنا السياسي و الأمني و حتى الاقتصادي ،، اقتصادٌ لم نهنأ ببحبوته طويلاً .. فقد شيّد الفاشلون الممسكون بالسلطةِ داراً بلا أساس متين يُقيه من اعاصير الزمن و الصراعات و الهزات ،، فبعد سنوات من ( الرفاهية النسبية مقارنةً بفقر التسعينات و حصاره ) سيعود اقتصادنا ربما كما كان في التسعينات من تضخم اقتصادي و بطالة عمل كبيرة ،، فالفاشلون الان ربما سيتجهون للسحب من الاحتياطي النقدي في البنك المركزي ( بعد هبوط أسعار النفط ) من اجل سداد الالتزامات الداخلية من رواتب الموظفين و ايضاً لتمويل الاحزاب الفاسدة التي ستجد من موضوع ( كسر الوديعة النقدية ) باب جيد للفساد بعد فساد مزاد العملة سيء الصيت و تهريب النفط و الكمارك و العقود و و و إلخ اذاً ،، ان تم السحب من الاحتياطي النقدي فأننا ربما سنجد بين ليلة و ضحاها دينارنا قد اصبح شبيه بالتومان الايراني من حيث القيمة النقدية و ليكون راتب الموظف ( المحسود ) من سنوات كراتبه في تسعينات القرن المنصرف بلا فائدةً منه تذكر ليعود الموظف ليبحث عن عمل إضافي بعد الظهر كما كان في زمن صدام ( اخو هدلة ) الذي صدّع رؤوسنا بشعاراته القومية ،، ليرثهُ آخرون باسماء أخرى ليصدعوا رؤوسنا كذلك بشعاراتهم ( العنجورية ) ! وبين صدام و هؤلاء.. فليس عندنا حيلة غير ان نلعن امريكا التي اتت بصدام ( بقطارها )عام 1963 فعاثَ بالأرض فساداً و حرباً ،، لتسقطهُ ( بدبابتها ) بعد 40 عاماً ،، لتأتي بهؤلاء كي يجهزوا على بقايا رُكام بلداً اسمهُ ( العراق ) .