- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ايها الزائر توقف قليلا عند العمود 172
بقلم: عبدالمنعم فرج الله الاسدي
هنا اوصت ان يوارى جسدها الثرى... حيث احبت هذه الارض..
كل شيء هنا يشدك الى عالمها الملكوتي التي ارتحلت اليه راضية مرضية..
وما بين زحمة ملايين الاقدام الثابتة في خطاها نحو الحسين العظيم عليه السلام.. وما بين هدوئها المعهود، ترقد بسلام في قبرها الشاخص دونما اي دلالة عليه.. ماري بيير فالكمان.
سيدة فرنسية مسيحية.. احبت الاسلام فاعتنقته وهي لم تتجاوز العشرين ربيعا.. واحبت الحسين بكل جوارحها فاحبها الحسين واختارها لتكون احدى رسله الى الانسانية.. فكانت على قدر المسؤولية.
هنا اوصت مريم ابو الذهب ان ترقد رقدتها الابدية.. وان يتم تصوير عمليات النقل من باريس الى النجف الاشرف والتشييع والدفن بفلم وثائقي وان يعرض هذا الفلم على طلبتها في الجامعة الفرنسية كآخر درس لها عن الاسلام.. في يوم اربعينيتها.. لتعرفهم من خلال ذلك باربعينية الامام الحسين عليه السلام.
سعت هذه المستبصرة الخلوقة الى محاربة الفقر والجهل في الباكستان وافغانستان حيث أودعت ٢٠٪ من تركتها في مؤسسة للصرف على بعثات لطلبة الدراسات العليا من الفقراء الباكستانيين للدراسة في باريس، و٤٠٪ لمساعدة ضحايا العنف من نساء الباكستان و٤٠٪ على المعاقين الفقراء
وساهمت في مشروع كرسي اليونسكو لجامعة الكوفة وحاضرت في كليات الآداب والتربية الاساسية والقانون والسياسة في جامعة الكوفة كما حاضرت في مؤسسة اليتيم الخيرية والمكتبة الأدبية المختصة ومؤسسة المرأة العراقية في النجف الاشرف.
ثلاث سنين صارعت فيها المرض العضال لكنه صرعها في الاول من تشرين الثاني 2017 في باريس.. واستحقت التشييع المهيب الذي كان حينها في النجف الاشرف.. واستحقت كذلك كل تلك الوعود بتشييد مقام لها يخلد ذكراها على طريق ياحسين... لكن قبرها اليوم مركون على حافة الطريق دونما اي شيء يرمز اليها او يعرف الزائرين بها.. كالالاف الهامة المركونة على قارعة الطريق في عراقك يا عراق.
الرحمة والرضوان لروحك الطاهرة ايتها السيدة فالكمان.. والخلود الابدي لمجدك يا حسين.
أقرأ ايضاً
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب
- دور الاسرة في تعزيز الوعي بالقانون عند افرادها
- فلسفة الموت عند الإمام الحسين (عليه السلام)