مثلما لفت انظارنا تلك الاشارة البارزة الى شخصية اقترنت بالرجل الثاني في معركة الطف وانجبت ابطال شجعان قدموا انفسهم قرابين للإمام الحسين دفاعا عن الدين والعقيدة والإنسانية التفت رجل المرور حازم فاخر الى ان هناك شخصيات في قضية الإمام الحسين عليه السلام ومعركة كربلاء لم يبرز دورها بحجم الصبر والصمود الذي بذلته، ومنها شخصية زوجة ابي الفضل العباس عليه السلام السيدة ام الفضل رضوان الله عليها، فقرر ان يسمي موكبه بهذا الاسم ويعرف الناس بها، فكان هذا الاسم واليافطات التي علقت وفيها السيرة العطرة لتلك السيدة الجليلة الطاهرة محط انظار الكثير من الزائرين.
المعلومة والخدمة
يشرح صاحب موكب السيدة ام الفضل حازم فاخر لوكالة نون الخبرية، قصة موكبه بالقول تأسس الموكب في العام 2008 بإسم آخر بمنضدة وتقديم الشاي والماء فقط لقلة التمويل والخبرة، ثم زادت الاموال والخبرات فبدأت معالم التغيير تظهر عليه، حيث كان الموكب دار سكنية امامها حديقة تعود لابن عمي اقيم عليها الموكب ولا استطيع التصرف بها، وببركات الحسين مكنني الله سبحانه وتعالى ان اشتريهما واستغل خبراتي في الحدادة واصدقائي منهم نجار ومنهم مصمم، فبدأت تأسيس سردق من الحديد والخشب مربع الشكل ومرتفع السقف ليعطي للزائر الراحة التامة ويشعره بأنه في دار سكنية وليس موكبا، كما تخلصنا من ضرر الامطار والبرد في الشتاء والحر وصعوبة تكييف السردق في الصيف.
طراز اسلامي
لم يكتفي فاخر بعد ان سمى موكبه بإسم السيدة أم الفضل زوجة العباس عليه السلام ببناء موكب من مواد شبيهه بالبناء العادي بل تعدى الامر الى البناء بالاعتماد على طراز اسلامي، فلفت نظره تصميم لموكب في شارع السدرة فصوره وهي عادته في تصوير المواكب وتفقدها لاضافة اي شيء طريقة او اسلوب يخدم الزائرين، فنصب تكية ومنبر حسيني واريكات ومبردات ومراوح تبرع بها اصدقاء له ومطبخ حار على غرار المطاعم الحديثة، مشيرا الى ان المنبر الحسيني خصص لالقاء محاضرة خاصة للتعريف بالسيدة ام الفضل زوجة العباس بن ابي طالب وسيرتها ودورها في حياة العباس ومعركة كربلاء ووفاتها ونلقي ايضا وصايا ونصائح وتوجيهات للزائرين تخص امور دينية واخلاقية واجتماعية تحث الجميع على التكاتف والتعاون والطاعة.
جيل حسيني
فاخر اضاف بصمة اخرى الى بصمات موكبه عندما قرر ان تكون الخدمة محصورة باعمار الشباب والصبيان والاطفال حيث جمع تلك النخبة الرائعة الذي يعملون كخلية نحل من ابناء اخوته واقاربه والجيران واصدقائهم ومعارفهم، مشترطا موافقة ذويهم من جهة والتزامهم بالدراسة والتفوق فيها ومراقبة تصرفاتهم ليكونوا بذرة سليمة نخط لهم طريقهم نحو التكامل والصلاح، فتراهم ينقسمون الى وجبتين صباحية ومسائية حسب دوام مدارسهم، وهؤلاء يوجهون على مدار ايام الخدمة بالالتزام بالصلاة بشروطها وحث اقرانهم على السير الى كربلاء ونصرت الحسين، وحسن الخلق مع العائلة والاقارب والجيران واحترام الكبير، مشيرا الى ان مواقف مؤثرة منا ان سيدا معمما كان يمر قربنا ونحن صغار السن ويسلم علينا ويصافحنا ويسالنا عن احوالنا فزرع بأنفسنا الثقة بأننا مهمون ونافعون، فضلا عن كلمات كثيرة من والده وكبار السن من اقربائه لا زالت ترن في اذنه زرعت في روحه العشق الحسيني فقرر ان ينقل ما نقش على حجر روحه في صغره الى من هم في تلك الاعمار.
انترنت وتجهيزات
وتابع ان الموكب افتتح مكتبا للاتصالات المجانية فوضع خطوط انترنت خاصة بالموكب عندما علم صاحب الخطوط انها للموكب جهزها بنصف السعر وهي مجانية للزائرين مفنوحة للاتصلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي فجذب الكثير من الزائرين العرب والايرانيين والعراقيين على الاستعانة بتلك الخطوط والاتصال بذويهم والاطمئنان عليهم خلال 24 ساعة يوميا.
واضاف ان عدد العاملين في الموكب يبلغ عددهم ثلاثون شابا وطفلا يقوم بتجهيزهم بصدريات من النوع المستخدم في المطاعم وقبعة رأس كتب عليهما اسم الموكب، اضافت الى نفسياتهم شعورا بالتميز، كما ان عملهم مقسم الى اعداد الطعام والفاكهة والحلويات والتوزيع وسقي الماء، وعلى الرغم من ان عملهم وجبتين الا ان الكثير منهم يصر على العمل 24 ساعة في ايام العطل الرسمية.
الطعام والتوقيتات
ولفت حازم فاخر الى ان زوجات المسؤولين عن الموكب يجهزن الطعام له بأفضل ما يكون لان طبخ الطعام في البيوت له نكهة خاصة، اما الكص الذي يقدم فيوجد شخص متبرع بكميات الصمون كاملة، منوها ان الوجبات هي عبارة عن بيض وشوربة ومخلمة ولبلبي وسياح ومياه معقمة وشاي وحليب، وبعدها وجبة الغذاء تمن ومرق وخبز حار، وفي وقت العصر نقدم فواكه وحلويات وخبز عروك، وفي فترة العشاء نقدم وجبة خفيفة مثل الجبن والبطاطا المقلية والباذنجان والعروك والشاي والفاكهة، مشيرا الى ان توقيات تقديم الطعام تكون حسب حركة الزائرين، مشددا الى ان عدد الزئرين ارتفع الى 500 زائر يوميا تقريبا، وتمويله من اصحاب الموكب حصرا وقبل ايام من بدء الزيارة وكذلك تبرعات لا تخطر على بال من بركات سيد الشهداء، وتسابق الجيران في تجهيز وجبات طعام كبيرة وكثيرة رجاء للثواب.
شاب حسيني
طالب في السادس الاعداي يخدم في الموكب منذ خمس سنوات ارتفعت عنده وتبرة العشق الحسيني فأصبح لا يتخلى عن الخدمة في الموكب ولا يفارق التفوق الدراسي، انه عبد الله جاسم ذو الاربعة عشر عاما الطالب في الاول المتوسط الذي يتنقل بين الدوام المدرسي والخدمة في الموكب، فاصبح يجلب كتبه الى الموكب فيخدم لساعات ويحضر دروسه في الموكب وقد تفوق دراسيا في السنوات الماضية، مشددا ان الواجب اهم من المستحب والواجب هو ان اكون متفوقا في الدراسة لان الامام الحسين يريدنا ناجحون ومتفوقون ومتميزون لان ثورة الاصلاح هي للنجاح والتميز، مستدركا ان السنين السابقة كانت ايام امتحانات ولم التحق بالخدمة في الموكب عندما يرحل الى كربلاء المقدسة، اما هذا العام فرتبت اموري على الالتحاق الى مدينة التضحية والشهادة وخدمة الزائرين.
قاسم الحلفي - البصرة
تصوير: عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- صراع دولي وشبهات فساد.. هل تفشل الاتفاقية العراقية الصينية؟
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)
- انتخاب المشهداني "أحرجه".. هل ينفذ السوداني التعديل الوزاري؟