بقلم /مجاهد منعثرمنشد
الحُسينُ وارثُ أنبياء الله ورسلُه آدَمَ و نُوحٍ و إِبرَاهِيمَ و مُوسَى وعِيسَى و مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللهِ , ووارثُ ولي الله وحجته أَمِيرِ المُؤمِنِينَ. وهو نورٌ فِي الأَصْلابِ الشَّامِخَةِ وَالأَرْحَامِ المُطَهَّرَةِ لَمْ تُنَجّسْه الجَاهِلِيَّةُ بِأَنْجَاسِهَا وَلَمْ تُلْبِسْه مِن مُدْلَهِمَّاتِ ثِيَابِهَا، ابنَ مُحمَّدٍ المُصْطَفَى، و ابنَ عَليٍّ المُرْتَضَى، وابنَ فاطِمَةَ الزَّهراء، وابنَ خَدِيجَةَ الكُبْرَى , من بَني طه وَحاميــمَ وَياسينَ , وبَني الطُّورِ والنَّحْـلِ والمُرْسَلاتِ وَنُوْنِ, و بَني الذِكرِ وَما أُنـزِلَ في أُمِّ الكِتابِ , و ابنِ الرُّكنِ والبَيتِ الحَرامِ , وحُجَّةَ اللهِ على كُلِّ الأَنامِ.
مَولايَ أَبَا عَبدِاللهِ مِن دَعَائِمِ الدِّينِ وَأَركَانِ المُؤمِنِينَ، فهو الإِمَامُ البَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الهادِيُ المَهدِيُّ , صاحب المناقب والعلا والدين والتقى.
سار إلى العراق وظهر كَبَدْرِ التَّمِّ تُجْلى بِهِ دَياجي الدُّجونِ , وصل يسئل - ما اسْمُ هذي الأَرْضِ؟
قالوا: كَرْبَلا يا ابْنَ الأَمينِ , ونحن مِنْ مُعينِ.
بكى ودُرّ مِنْ علْمِهِ المَكْنونِ قائِلاً: حانَ حيني في ثراها فادْفُنوني بعد إنْ يَقْتُلوني.
ـ يامن تَنْصُروني , اتْرُكوني و اسْمَعوني: ليس قصد الــقَومَ إلا أن يَقْتُلوني.
- فَأجابوا: لا وَمَنْ خَصَّكَ بالفَضْلِ المُبينِ , لا رَجَعْنا أَوْ سَنَسْقِي الــقَومَ كاساتِ المَنونِ.
قتلوه ذَوي البَغْي وَالفُسوقِ بعد أن قال لهم أَما أَخْـرَجْتُموني كُرْهاً وَكَاتبْتُموني , هل بينكم ابْنُ بِنْتٍ نَبِيٍّ غَيري ألا فَاعْرِفوني , ونادي القَوْمِ عَلى أيِّ بِدْعَةٍ تَقْتُلوني.
عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّتِ الْمُصيبَةُ ,جسده مقطع بِأَرْضِ فَلاةِ ,عَطاشاً بِالْعَراءِ وبجنبه نهر فُراتِ ,عَاري الْــجِسمِ مَسلوبُ الثِّيابِ , وَالسّبايا في بُكاءٍ وَانتحابِ , ضاقَتْ عَلَيها بَعْدَه سُبْلُ الرُّحابِ , إذ بناتُ المصطفى يُسْــحَبْنَ في إثْرِ الرِّكابِ , حافِياتٌ مُتعَباتٌ بينَ سهول وهِضابِ.
يا أَيُّها الشَّهِيدُ، أَيُّها المَظْلُومُ...
سَأَبْکيك ما دمت حيا , ستبكيك عيني بالعبرات , وأذكرك كلما الشمس أشرقت , وأَبْکيك اذا حان غُرُوبُها , وَبِاللَّيلِ اذرف الدمع وَبِالْغَدَواتِ. وَأَجْرَيْ دَمْعَ الْعَيْنِ فِي الْوَجَناتِ.
كيف لا أبكيك ؟
فَيْضُ دَمْع السماء فَوقَ الغُصونِ , وقد هَوى المُخْــتارُ بَيْنَ صَحْبِهِ يَبْكي بِدَمْعِ عَيْنٍ هَتونِ ,سأبكي تَريبِ الخَدِّ دامي النـَّــحرِ مَرْضوضِ الجَبينِ.
يا مُعَفَّر الجِسْمِ بالْعَراءِ حريا بي أن أمزج الدَّمْعَ بالدِّماءِ وأنا أذكر الطِّفْلِ بين يديك تلقي دِماهُ إلى السَّماءِ.
كيف لا يفيض دمعي غزيرها , وأنت تقصد الخِيامَ وَدَمْعُك كَاللُّؤلُؤِ المَكْنونِ, و يُعَلَّى رأسُك رُمْـحا وَيُهدى إلى يزيدِ اللعينِ.
وأما آلُ رَسُولِ اللهِ تُدْمى نُحُورُهُمْ ,و تُسْبى حَريمُهُمْ ,و السبايا مُنْهَتِکاتِ عاثراتٍ بالخطى ما بَيْنَ هَضْبٍ وإكامِ , يسألن قومهن يَا قوم هَل من مُحامِ؟
سأبكي وأبكي على رأسك المنحور الذي كالـبَدْرِ في جُنْحِ الظَّلامِ , حر سيصلى نَسلِ اللئامِ في يَومِ القِيامِ.
أقرأ ايضاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- الضرائب على العقارات ستزيد الركود وتبق الخلل في الاقتصاد