سامي جواد كاظم
كتاب الغباء السياسي تاليف الكاتب والصحفي محمد توفيق المصري استعرض في كتابه السياسيين الاغبياء الذين حكموا مصر وعلى مر التاريخ واختصارا لما جاء في الكتاب فانه ذكر اربع طرق لوصول الغبي سياسيا الى كرسي الحكم قائلا (يمكن أن يصل بها غبي أو متغابٍ إلى كرسي الحكم في مصر، أولها التوريث، الذي يكون مباشراً حينما يكون الغبي الوريث الشرعي في النظام الملكي، والثانية من خلال التوريث غير المباشر، ويحدث في النظام الجمهوري حينما يرى رجال الرئيس أن مصلحتهم تقتضي أن يصبح نجل الرئيس المتوفى رئيساً بتزييف وعي الشعب)
والطريقة الثالثة بعد ثورة لم تكتمل، (نتيجة لظهور الشعور باليأس بين الجمهور، وتفشي روح الإحباط بين الناس وانتشار الفوضى، مما يدفع الناس للقبول بأي شخص يوفر لهم الأمن).
الطريقة الرابعة (في حالة الرحيل والموت المفاجئ للرئيس، دون أن يكون هناك اتفاق مسبق على خليفته، وهنا يخرج من الكواليس فجأة شخص لا يستشعر أحد فيه الغدر، بل يظن الجميع أنه غبي وتسهل السيطرة عليه، لكنه في حقيقة الأمر متغاب، وينتظر اللحظة المناسبة ليقفز فوق كرسي السلطة).
اقول الاكثر شيوعا في منطقتنا العربي هي الطريقة الاولى والثانية، وان كان للرابعة امثلة منها تسلط طاغية العراق على العراق واثبت انه اغبى حاكم في المنطقة، ولكن لو اننا اردنا ان نضيف طريقة اخرى لهذه الطرق حول وصول الغبي السياسي الى الحكم فاننا سوف لا نعدو نظام سانت ليغو للانتخابات والذي اثبت جدارة منقطعة النظير في تسلط الاغبياء على دفة الحكم في البلدان التي اعتمدت هذا النظام.
هذا النظام فيه مزية عن ما ذكره الكاتب انه نظام ديمقراطي اي ياتي الغبي بتصويت الشعب ومن ثم الالتفاف على الوعود التي قطعها على نفسه المرشح، ليعبث بمصير البلد ومن يعترض يقال له انت انتخبته.
وهنالك امر ديمقراطي مهم وهو الاصوات التي تنتخب رئيسها فان الفائز يكون بمستوى ثقافة الشعب، وطالما ان صوت البروفسور او الدكتور او الخبير هو نفس صوت المتخلف الذي يبيع صوته ببطانية او كارت ابو العشرة وغالبية الشعب ليسوا بروفسورية او خبراء فتكون النتيجة لمن ينتخبه المرتشي ليفوز الراشي، وهنا تبدا معاناة حقبة زمنية مدتها اربع سنوات تكون مثقلة بالاجرام والفساد الناتج عن الغباء السياسي.
في بلدي هنالك ظاهرة غريبة وهي مثلا من يقوم بتبليط شارع تتعالى الاصوات لان يكون رئيس وزراء، او يفتتح ملعب فيقام استطلاع ما رايكم لو يكون رئيس وزراء، او لديه انجازات غلى مستوى معين لا علاقة لها بالسياسية وله عشيرة او عائلة مشهورة فتبدا المطالبة بتنصيبه رئيس وزراء، هنا لا ننتقص احدا ولكن عالم السياسة لا يقبل هكذا اشخاص مهما كان نزيه لان النزيه اصلا مرفوض في عالم سياسة اليوم، فان السياسة تصنع منه غبي عندما يدخل في دهاليزها.
بقي امر مهم عندما يكون السياسي غبي وجبان والشعب لا يستطيع تغييره فماذا يقال عن الشعب في هذه الحالة ؟
أقرأ ايضاً
- صفقات القرون في زمن الانحطاط السياسي
- ثورة الحسين (ع) في كربلاء.. ابعادها الدينية والسياسية والانسانية والاعلامية والقيادة والتضحية والفداء والخلود
- ظاهرة الحج السياسي