أحيانًا يكون العلم مؤلمًا للغاية، خاصةً إن حمل العالِم على عاتقه إثبات فرضية أو نظرية من خلال تجربتها على نفسه شخصيًا! فالكثير من العلماء المشهورين مثل إسحاق نيوتن وماري كوري، قاموا بالتجربة على أنفسهم، لأن التجربة على أي شخصٍ آخر يعتبر خرقًا كبيرًا للأخلاقيات، في حين تطوّع آخرون للتجارب لأسباب مختلفة، منها إنسانية، أو مادية، أو للحصول على نتائج أسرع.
في هذا المقال، نُسلط الضوء على علماء ضحُّوا في سبيل العلم بتعريض أجسادهم لتجارب كانت لتكون مميتة!
تجارب غريبة طبّقها العلماء على أنفسهم!
جون ستاب
حوّل العالم جون تساب جسده إلى فأر تجارب لاختبار تجارب عنيفة على نفسه. فقد كان ستاب طبيبًا جراحًا وضابطًا في القوات المسلحة، واعتاد أن يربط نفسه في زلاجة صاروخية، أو يُطلق جسده بسرعة ضخمة تصل إلى سرعة الصوت ثم يضغط الفرامل بشكلٍ مفاجئ، وذلك في سبيل اختبار تحمل جسم الإنسان للتباطؤ المفاجئ في السرعات. وعانى على إثر ذلك من كسور عظام في أنحاء متفرقة في جسمه، وانفصال مؤقت في شبكية العين.
ماري كوري
كانت الاكتشافات الإشعاعية التي حقّقتها ماري كوري خلال حياتها، هي نفسها التي قتلتها في نهاية المطاف. فقد طوّرت ماري وزوجها بيير كوري، نظرية النشاط الإشعاعي واكتشفت عنصري البولونيوم والراديوم المشعّين. وحصل الزوجان على جائزة نوبل في الفيزياء سنة 1903. وتوفي بيير في حادث طرق في عام 1906، في حين توفيت ماري في عام 1936 إثر مرض فقر الدم اللاتنسجي، وهي حالة تنتج عن تعرض الخلايا للإشعاع لفترة طويلة.
إسحاق نيوتن
لإدارك فكرة الألوان، قام إسحاق نيوتن بطعن نفسه في عينه بإبرة ضخمة لرؤية تأثير ذلك على الألوان وملاحظة الاختلافات في الرؤية.
ألبرت هوفمان
مُكتشف عقار ISD الشهير، حيث قام هوفمان بتجربة العقار على نفسه أولًا، واكتشف ما يُمكن أن يُسببه من هلوسة شديدة وخطيرة على سلامة الإنسان.
باري مارشال
الطبيب باري مارشال قام بتناول كبسولة تحتوي على نوع معيَّن من البكتيريا للتحقق من فرضيته بشأن تسبيب هذا النوع للقرحة المعدية، وأخفى الطبيب هذا الأمر عن كل من حوله حتى تأكد بالنهاية من أن هذه البكتيريا هي المسأولة عن القرحة المعدية بعد أن ظهرت عليه أعراض التهاب معدي، وحاز على جائزة نوبل في نهاية المطاف.
ستابين فورث
أراد العالِم ستابين إثبات أن مرض الملاريا ليس معديًا، لذلك قام بتجربة واحدة من أكثر التجارب جنونًا على الإطلاق، حيث قام بتجفيف قيء مصاب بمرض الملاريا، ثم قام بوضعه في عينه، وبدأ بملاحظة التغييرات على نفسه لفترة من الزمن، ولم يُصب بالمرض.
لكن ستابين كان محظوظًا لأنه لم يلتقط العدوى، فبعد 50 عامًا من أبحاثه، تم التوصل إلى أن حمى الملاريا تنتقل عبر الدم وكان من الممكن أن يُصاب بالمرض.
رالف ستينمان
عالم المناعة والأحياء رالف ستينمان، حوَّل مرضه بالسرطان إلى فرصة لإثبات نظريته. فعندما تم تشخصيه عام 2007 بمرض سرطان البنكرياس، كان يعتقد أن نوعًا من الخلايا يُسمى الخلايات التغصنية لها القدرة على محاربة المرض. وبالفعل، قام بتطوير علاج مناعي ذاتي من هذه الخلايا وتمكَّن من محاربة خلايا السرطان بهذا العلاج لفترة طويلة نسبيًا. وعاش ستينمان أطول مما كان يتوقع، لكنه لسوء حظه مات قبل ثلالة أيام من حصوله على جائزة نوبل في عام 2011.
ديفيد بريتشارد
الباحث في جامعة نوتنغهام كان لديه فرضية حول الديدان الخطافية التي كانت شائعة بين سكان غينيا الجديدة، رغم عدم معاناتهم من اضطرابات في المناعة، وهل كانت هذه الديدان مسؤولة عن العلاج؟ لذلك قام بتجربة الأمر على نفسه من خلال إصابة نفسه بالديدان الخطافية، واكتشف فيما بعد أن فرضيته صحيحة، وأصبح العلماء يدرسون إمكانية استعمال الديدان الخطافية في علاج اضطرابات المناعة الذاتية.
جون هالدان
قام العالم جون هالدان بتجربة ضغط الغازات على نفسه للتعرف على اختلاف الضغط مع اختلاف الغاز، وأثر ذلك عليه وتسبب بحدوث تمزق في غشاء طبلة أذنه.
جوناس سالك
عندما حان الوقت لاختبار لقاح شلل الأطفال، قرر الدكتور جوناس سالك تجربة الأمر على نفسه وعائلته. وفي عام 1947م، قام بحقن نفسه، وزوجته، وأطفاله الثلاثة باللقاح، وأثبت بعد ذلك نجاحه. ورفض سالك أن يوقع على براءة اختراعه، ليبقى اللقاح متاحًا للجميع، وبقي واحدًا من أكبر العاملين في المجال الإنساني في التاريخ.
قنديل بحر
في عام 1961م اقتنع العالِم والطبيب في الجيش جاك بارنز، أن نوعًا من القناديل الصغيرة مسؤولٌ عن تسبيب مرض غامض للسكان في شمال أستراليا يُسمى “متلازمة إيروكاندجي” وينتج عنه غثيان، آلام في العضلات، تقيؤ، وفي بعض الأحيان الموت. ولإثبات نظريته، قام بلسع نفسه بالقنديل، وأُدخل للمستشفى نتيجة اللسعة، وأثبت أن نظريته صحيحة. بفضله، بات الناس اليوم في أستراليا يتخذون الحيطة والحذر لتجنب لسعات القناديل السامة.
همفري ديفي
في عام 1799، قام الكيميائي الشاب همفري ديفي بسلسلة من التجارب الذاتية التي استنشق فيها جرعات متزايدة من أكسيد النيتروز، والمعروف باسم غاز الضحك. وكان ُعرف عنه بأنه يقفل على نفسه في حجرة مليئة بالغاز ويستنشقها لساعات، وهو ما كاد أن يقتله في كثيرٍ من الأحيان.
وأوصى ديفي باستعمال الغاز بالتخدير، لكن الناس سخروا منه واستعملوه في “حفلات الغاز الضاحك” التي كانت تُقيمها الطبقة المخملية في بريطانيا. ولا يزال الأمر بحاجة لوقتٍ طويل حتى يتمكن الأطباء من استعمال غاز الضحك بالتخدير.
المصدر
أقرأ ايضاً
- الخضار الأعلى كثافة بالمغذيات
- تركز على الحاسوب والرياضيات والهندسة العتبة الحسينية: خريجو مدارس "STM" سيصبحوا بصمة سوق العمل في العالم
- مخاطر زيادة فيتامين D على الصحة