بقلم | فاطمة المغربية
قام متحف الإمام الحسين عليه السلام التابع للعتبة الحسينية المقدسة بنقل نسخة لمرقد الإمام الحسين عليه السلام تحت إشراف مدير المتحف السيد علاء ضياء الدين إلى مجموعة من الدول الأوربية ليحل بالعاصمة البريطانية لندن في حسينية الرسول الأعظم، حيث كان الهدف تقريب شيعة أوروبا من الجو الروحاني كما هو في مقامه الشريف، ليكون صلة تواصل مع ريحانة المصطفى الإمام حسين عليه السلام.
لقد كان لي حظ كبير أن أزور المعرض يوم السبت 28/04/2018 على الساعة ثانية بعد الزوال. شكرا للعتبة الحسينية المقدسة التي فتحت لي الفرصة للخوض في ذلك الإحساس الذي انتظرت أن أعيشه على أرض الواقع بكربلاء من خمس سنوات منذ أن تشيعت فلربما هناك حكمة أن يكون من هنا أول نقطة قبل الوصول لكربلاء، هو رؤية مسبقة عن ذلك الإحساس الروحي.
كان مزيجا من المشاعر و أنا أدخل صالة حسينية الرسول الأعظم في منطقة گولدن گرين بلندن.
نظرت لذلك المرقد ووقفت مكاني دون حركة كان هناك أطفال مع مدرسين يلتقطون صورا قرب نسخة المرقد مع مسؤول من الحسينية وشيخ. بقيت انتظر انتهاءهم من التقاط الصور والدموع لم تتوقف من عيني وشفتِي ترتجف وقلبي موجوع و يخفق بقوة، كان هناك تناغم بين الوجع و الدموع و بين ارتجاف شفتي السفلى لقد تجمدت في مكاني وإختلطت علي مشاعر متناقضة فهمت بشكل دقيق طبيعتها هي إحساسي بالفرح والحزن.
الفرح لأني رأيت شي يخص إمامي الحسين عليه السلام فكيف لو وصلت لنسخة المرقد و كيف لو كنت بمقامه بكربلاء، فطلبت من ربي أن لا يحرمني من الزيارة. مرات وجع و مرات أحس سعادة وأنا انظر للراية الحمراء مكتوب بها باللون الأبيض اسم سيد الشهداء، فكنت أنظر مرة للراية و مرة أخرى لنسخة المرقد والدموع على خذي كل ما أعرفه أن تلك الدموع المنهمرة هي دموع فرح وخشوع ورهبة من قدسية الوضع الذي أراه أمامي. كأن كل هذا من أجلي أنا فقط، خُدلت لكن ربي لدعائي ولرغبتي الجامحة في الزيارة أرسل لي نسخة من المرقد و راية القبة الشريفة.
أعيش حالة من إختلاط المشاعر هناك أيضا حرقة بقلبي كوني عندما مشيت على قنطرة الوصول بآخرة خطوة لم أجد أي يد تمد لي لأصل، لقد تم رفضي. للأسف فكل من لجأت إليهم شغلهم الدين وخدمة الحسين والعتبات المقدسة والحوزات فأين أنا من كل هذا ؟ أداروا ظهورهم لي و لم يبالوا لقد كسروا خاطري، حتى أقرب الناس إليّ لم يساعدوني.
أعلموا جميعا يا خدام الإمام الحسين عليه السلام أني أنا الإنسانة الضعيفة التي تخطت كل العقبات الصعبة لمدة خمس سنوات منذ أن تشيعت حيث صبرت كل هذه السنين لأقرر الآن الزيارة مددت يدي فرفضت بقسوة و بدون رحمة و سرعان ما رفض الطلب، فما كان لي سوى البكاء ماذا لإمرأة بوضعي سوى البكاء و أنا أسترجع كل السنوات التي توجعت فيها لحال العراق كنت حزنا حقيقيا رفضت تماما أن أسعد أو أبتسم إلا لما ينتصر صوت المرجعية والحشد على الدواعش، بالحب الصادق أصبحت أكتب كلماتي وأشعاري بدمع عيني للعراق للحشد للمستشهد للجندي المقاتل، أحسست حزن الأم التي فقدت إبنها و هو يحارب شعرت إحساس الطفل الذي تيتم و لم يحظى بحضن أبيه الشهيد، لست أنا من يفرح بما يحيط به و شعب البلد التي حبها يسري في دمي موجوع.
كنت متيقنة من نصرهم وأن ترفع راية الحق، وقتها سأزور أئمتي وأسجد بأرض كربلاء المقدسة، ولما حان الوقت لقيت الكل سعيد و أنا من تلبس بي الحزن أعتدت عليه أصبح رفيقي وللأسف هم رفضوا طلبي بالوصول
أنا المحبة للعراقيين وللعراق كان بإمكان أي شخص أن يساعدني و لكن لا أحد منهم فعل شيئا من أجلي، فلم أجد سبيلا سوى السكوت والبكاء، مسحت دموعي و أنا أسترجع كل ذلك حاولت المشي لما رحل الأطفال و المدرسين، لمست نسخة المرقد بيد ترتجف كان شعور غريب وأنا أتمنى أن أغمض عيني و أفتحها وأجد نفسي بكربلاء بمقامه المقدس، فقلت أكيد ربي سيجعلني من الحجاج والزائرين.
لن أحزن نقلت نسخة من الضريح إليّ أنا لكي أراها، أخدت صورا و ذهب لمست الراية حمدت الله أنه كتب لي ذلك فهذا أفضل من لا شئ، على الأقل تمكنت من أن ألمس رايتك التي كانت ترفرف فوق قبتك المقدسة هذه بشرى خير.
أحسست وقتها بهدوء في نفسي كأنه أحد قال لي أهدئي يا محبة آل البيت عليهم السلام ستزورين، هذه الزيارة الصغيرة بداية للزيارة الكبرى لكربلاء
وهذه فاتحة خير للمشي رغم العقبات نحو الأعتاب الشريفة.