- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
المسرحيات مستمرة وأبطالها كومبارس
كتبه: د. موفق عبد الوهاب
رياضتنا تُعاني وفي محنة، نقولها بكل صدق والأسباب يعلمها القاصي والداني لكن أحدها يكمن في أن الحكومة تنظر لها بعين صغيرة ودورها كـ الكومبارس في الدراما، لذا فهي تنظر لها ولأهلها بعين العطف عندما تحتاجها لدواعي انتخابية أو إعلامية، مستقبلها مجهول وكل شيء يتعلق بهذا الشأن غامض طالما بقيت الحكومة لا تعي أهميتها ودورها المجتمعي والحضاري، فما نسمعه عما يجري خلف الكواليس أكثر مما نشاهده على أرض الواقع.
إن ضعف إيرادات الأندية، سوء الأوضاع المالية للدولة بشكل عام وأمور عدة أخرى تتعلق بعمل الإتحادات واللجنة الأولمبية ووزارة الشباب والرياضة أثرت سلباً على العاملين في الرياضة وتفكيرهم بمستقبلها، على الرغم من قناعتنا بوجود حراك لتصحيح مسارها، لكنه لا يلبي الآمال والطموحات، وكنا نتأمل أن تكون إنتخابات إتحاد كرة القدم بداية لإعادة الأمل في نفوس محبيها لكونها مرتكز وأساس حقيقي لتجسيد عملية الديمقراطية، لكن واقع الحال يشير إلى إحباط كبير وقد تتم العملية الإنتخابية وقد لا تتم بفعل الخروقات والشكاوى، ونرجو ألا يصل الحال لتدويل القضية.
الحديث المتكرر غير مُجد ولا نميل إليه، لكن وجب أن نُذكر بأننا إعتدنا على التحرك وإتخاذ خطوات جادة عقب وقوع الكوارث! وهنا نتساءل: لماذا لا نساعد أنفسنا أسوة بالآخرين في بناء رياضة بلدنا؟، لماذا لا نجد مصادر آخرى غير الحكومية؟، ونقوم بالبحث عن ثرواتنا الحقيقية الكثيرة في مجال كرة القدم على سبيل المثال، إذ نمتلك كثير من المواهب الإدارية والفنية والتسويقية التي من الممكن الإعتماد عليها لوضع خططنا المستقبلية. لكن في ظل فوضى بعض إدارات أنديتنا التي لا يحكمها أي قانون، علينا أولاً النظر في تجاوزها المدة القانونية لوجودها، ومن ثم الإنطلاق لتعديل كيان الإتحادات ومنها إتحاد الكرة العراقي مع ترتيب الاولويات وتغيير الفكر والثقافة الإستهلاكية السابقة التي أنتجت لنا شخوصاً غير مؤهلين، لذا فإن الحلول الترقيعية والمحسوبيات والمحاباة على حساب وطن بأكمله يجب أن تمضي دون رجعة، ما مطلوب الآن وقفة جادة وصادقة مع النفس وإلا فإننا ماضون من سيء إلى أسوأ، لا سيما وأن العملية الإنتخابية القادمة للإتحادات الرياضية على وفق ما يجري في الغرف المظلمة ستكون محسومة بفضل المحاولات لإحباط أية معارضة حقيقية هدفها الإصلاح وتحسين الوضع الحالي، وبفضل تبرير بقاء واستمرار أشخاص غير مرغوب بهم في الوسط الرياضي منذ سنوات عدة لكنهم باقون ولن يستطيع أحد زحزحتهم من كراسيهم التي يعشقونها إلا بقدرة القادر، والخاسر الأكبر هو الرياضة العراقية.
إن ما سيحدث في بعض إنتخابات الأندية والإتحادات الرياضية القادمة سيناريو مخطط له مسبقاً عبر إجتماعات سرية وعلنية يتم خلالها إختيار الأعضاء المتفق عليهم والمرغوب بهم كونهم مرتبطين بعضهم مع البعض الآخر بمصالح شخصية ولتذهب مصلحة الرياضة أدراج الرياح بإعطاء الفرصة تلو الآخرى للفاشلين، ومحاربة الكفاءات الشابة والنجوم، لماذا؟ وإلى متى؟ لا نعلم والله أعلم.
المسرحيات مستمرة وأبطالها ليس الكبار، بل من يعشق ضلالهم وتكتلاتهم مدفوعة الثمن، المعارضة الرياضية فاشلة وقد لا تستطيع التغيير في الإنتخابات القادمة لكونها مستفيدة في الخفاء، كما أنها ليست معارضة أصيلة، بل تقليد. لذلك نقول على الرغم من إن ناقوس الخطر يدق لكن في نفس الوقت فإن الفرصة سانحة للتغيير وإصلاح ما يمكن إصلاحه حتى ولو بنسبة بوجود أشخاص أكفاء متخصصين حريصين على الرياضة والبلد, ولديهم القدرة على وضع آلية وهيكلة جديدة للرياضة العراقية.
أقرأ ايضاً
- أزمة الدولار المستمرة
- ظافر العاني وظهر الدبابة الأمريكية.. إساءات مستمرة للعراق وشعبه
- تظاهراتنا مستمرة .. إرادة الشعب ومنهجية المرجعية الدينية