- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
فلسفة رفع منسوب الكلام وخفضه .
د.لطيف القصاب
يُروى أن حكيماً سومرياً أبصر جمعاً من العراقيين يزعق بعضهم بوجوه بعضهم الآخر فتساءل قائلا: لماذا ترتفع أصوات هؤلاء الناس هكذا ؟ فأجابه أحدهم بالقول: إن الضوضاء تشتد وتيرتها كلما انخفضت درجات الهدوء...فردّ عليه الحكيم متسائلاً أيضاً: ولكن لِمَ تصرخ بوجه رفيقك الذي لا يبعد عنك إلا بأشبار قليلة ؟
ثمّ أردف الحكيم معللاً: عندما يغضب شخص من آخر سيتباعد قلباهما بمسافة شاسعة، ولكي يستطيعا عبور تلك المسافة الشاسعة ليسمع كلٌ منهما صاحبه لابدّ أن يرفعا من صوتيهما، وكلما اشتدت سَوْرة الغضب ازدادت حدة الصوت هذا هو السرّ يا عزيزي...
يا عراقيّ تأمّل معي في جواب هذا السؤال المختلف: ما الذي يحدث عندما يقع شخصان في شَرَك الحب؟ هل تتوقع أن يصرخ أحدهما بوجه الآخر ؟ أبداً أبداً... بل سيتحدثان برقّة وهدوء هل تعلم السرّ في ذلك؟ السرّ ياعزيزي في الحبّ الذي يستدعي القرب... فكلما ازدادت المحبة خفتت الأصوات... وفي النهاية لن يكون هناك داعٍ للكلام، حتى الهمس سيختفي هو الآخر ليحلّ محله النظر...
أحبابي (أيها العراقيون) عندما تختلفون في أمرٍ ما وأنتم تتناقشون أو تتجادلون، لا تسمحوا لقلوبكم بالتباعد والتناشز ثانيةً... لا تسمحوا للكلمات أن تفرقكم ثانيةً...
عن الأدب الهندي المترجم بتصرف
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً