- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
تشيع طالباني ..تعصب قومي ام حنكة سياسية .
بقلم: علاء السلامي.
لربما انتظر بعض المراقبين للمشهد السياسي العراقي ساعة تشيع الرئيس العراقي السابق مام جلال (للفترة من 2005 لغاية 2014 او لغاية 2012 اذا لم نحتسب السنتين الأخيرتين من عمره الرئاسي نتيجة إصابته بجلطة دماغية ) بداية لحلحلة الازمة بين بغداد واربيل عقب استفتاء الاستقلال الذي أجرته الأخيرة في 25 من أيلول سبتمبر وصوت من خلاله 93% بنعم.
الرياح جائت بما لا تشتهيها السفن، طائرة الخطوط الجوية العراقية التي كانت تحمل جثمان الرئيس العراقي السابق تهبط في مطار السليمانية ليعلن عن تشيعه بحضور شخصيات سياسية عراقية بارزة تفاجئ البعض منها بلف النعش بعلم كردستان ليغادر احتجاجاً على هذا الإجراء الذي وصفوه بالمخالف للأعراف الدبلوماسية الدولية في هذه المناسبات فضلا عن اساءتها للدولة العراقية، وليبقى الاخر متمما إجراءات التشيع أخذ بالحسابات العلاقات مع الساسة الكورد الذين انقسموا بين لملمة ماحصل حيث قال المتحدث باسم الاتحاد الوطني الكردستاني، سعدي بيره أن "هذه الإجراء حدث سهواُ ولم يقصد به الإساءة للعراق أو إثارة الرأي العام".
والافصاح المباشر، من خلال كلمة نائب رئيس وزراء إقليم كوردستان قباد طالباني التي القاها بمناسبة انتهاء مراسم دفن جثمان والده " ان كوردستان تمر بمرحلة حساسة، ويجب ان نتوحد لنتجاوزها، وأضاف ان "والدي اختار النضال وكوردستان بدلا من أسرته، وبدلا من حياة اعتيادية".بحسب مانقلته وكالة شفق نيوز.
تشيع الرئيس العراقي السابق جلال طالباني في السليمانية ولف جثمانه بعلم كردستان الذي قد يعتبره البعض حنكة سياسية كان رسالة واضحة وضوح الشمس في يوم تموزي حار للجيران العراقي والإيراني والتركي وللعالم اجمع بان الاستقلال سيكون حيز التطبيق أي كانت نتائجه ومعارضيه والا لماذا اصر القادة الكورد على لف الجثمان بعلم كردستان ما اشار الى تقديم مرجعيته الحزبية الكردية وان كانت أدنى دوليا على مرجعيته الرسمية العراقية باعتباره كان رئيسا لكل العراق لسنوات.
ان التعصب القومي في اتخاذ القرارات السياسية المصيرية التي تمس حياة الشعوب سيؤدي بالتالي الى التطرف والانعزال دوليا وسياسيا وبالتالي الى نتائج لربما لايحمد عقباها ليس من خلال القتال فحسب بل حتى عن طريق العزلة الاقتصادية التي يفرضها المجتمع الدولي وما القرارات الاخيرة المتخذة بشان الاقليم الا دليل على ذلك لذا لابد من مراجعة واتخاذ التحوطات التي تمنع اي شعب من العودة الى الوراء حتى وان يكن الموضوع تحقيق حلم ما لان غالب الاحلام لا تتحقق على الارض فبعضها يبقى حبيس الفكر البشري ضمن عالم مثالي ليس له وجود.