بقلم:د.غالب الدعمي
في موضوع سابق تحدثت عن رسالة ماجستير في قسم علوم القرآن تبحث في تأثير أبوال والبان الإبل في علاج سرطان الدم وتمت إجازة هذه الرسالة من قبل اللجنة العلمية في جامعة صلاح الدين ومناقشتها ومُنح الطالب درجة الامتياز، وستمنحه ربما هذه الرسالة صلاحية فتح عيادة مختصة في علاج سرطان الدم، اللوكيميا، وحينها أعترضت على الدراسة كونها تجريبية وتقع ضمن الاختصاصات الطبية، ولا علاقة لعلوم القرآن بها، ولم يكن اعتراضي يهدف إلى التقليل من شأن أبوال الإبل ومقامها، ولو قدر للطب أن يثبت أن لهذه السموم فوائد علمية فسأكون أول المبادرين لتوزيعها على خلق الله إعماماً للفائدة.
ووصلتني في حينها رسائل على الخاص تنتقد أسلوبي في الطرح فلا يجب عليّ الخوض في مثل هذه الموضوعات كوني مختصاً في الإعلام، بعض هذه الرسائل وصلتني من اساتذة في الجامعات العراقية، ووصل الأمر في بعضهم إلى شتمي بأسلوب ناعم وإلغاء صداقتي والتشهير بي، على الرغم من أني لم أشتم البعير ولم انتقد بوله كما أني ما أفتيت بحرمة لحمه وشحمه ولم أزل أقر بأن للبعير عيون حوراء ورقبة طويلة ويتبختر في مشيته كما الغزلان وفيه خصلة الصبر التي فقدناها نحن البشر.
واليوم أعلن اعتذاري من البعير والحصان والحمار بل ومن الدجاج والنعام لأني لم أكن أعرف أن وزارة العلوم والتكنولوجيا السابقة المختصة في البحوث العلمية يديرها مئات الموظفين من خريجي علوم القرآن على الرغم من أن فيها أكثر من ألف وستمئة باحث في اختصاصات علمية إلا أنهم لم ينجزوا مشروعاً واحداً منذ (2004) ولغاية اليوم بحسب تصريح وزير التعليم العالي، فضلاً عن أنها لم تؤدِ غرضها الذي أنشئت من أجله.
والطامة الكبرى أن فيها المئات من اختصاص علوم القرآن يديرون هذه الوزارة ويفتون في أشياء ليس لهم سابق معرفة بها، ولا بد من إبعادهم عنها ونقلهم إلى وزارات أخرى تتناسب وتخصصاتهم الفريدة من أجل أن يسهموا في خدمة البلد، كما أُحيي وزير التعليم العالي والبحث العلمي على شجاعته في إفصاحه عن سر البلاء الذي أصاب البلاد والعباد وسبب الكوارث التي عمّت في سمائه وفضائه وأسهمت في رفع درجات حرارة (الأعراب)، وليس غريباً أن ترى العجائب في بلد حمورابي وسنحاريب وآشور بانيبال، ففيها المطهرجي يتولى إدارة التكنولوجيا واللباخ مستشار أول في وزارة الإسكان، والاستاذ الجامعي ينتظر عطف المزور، وعلى قول الكابتن عبد الكاظم الحمامي قبل استيزاره وزارة النقل: (الله اليستر من الجايات).
أقرأ ايضاً
- عمائم النصر والشهادة
- و اخيرا تم انصاف خريجي كليات العلوم العاملين في مجال التمريض بارجاعهم للعمل في اختصاصاتهم الدقيقة في المختبرات
- أحلام خريجي العلوم العاملين بالتمريض تتهدم على أعتاب وزارة المالية و الأمانة العامة لمجلس الوزراء