- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
قناة الحرة و حقوق النسوان ... ركض ركض ع الحور العين
بقلم:ناصر سعيد البهادلي
ارتأيت هنا ان اعطي للموضوعة نكهة من الفكاهة فكما قيل شر البلية ما يضحك، فيبدو ان قناة الحرة – ان سلمنا بنظرية المؤامرة – تنتهج نهجا غايته ضرب المنظومة القيمية الاجتماعية العراقية اتساقا مع ادبيات الحرب الناعمة المسلطة على شعوب المنطقة لهزيمتها من الداخل تحقيقا للمقدمات اللوجستية المفضية لانتاج الشرق الاوسط الجديد، وقبل الخوض في الموضوعة التي طرحت في برنامج شنو رأيك - يوم الجمعة قبل الساعة الثامنة مساءً - الذي قدمه الانسان الاستاذ المهذب ازمر مستضيفا الدكتورة ايراد الجبوري لابد ان نطرح على البرنامج هذا بعض الملاحظات:
للاسف ومع الاحترام الشديد للدكتورة ايراد الجبوري وجدنا طرحها ينتمي الى التسطيح الثقافي ودونما الولوج في اعماق الاسباب والمسببات، بل يخال للمشاهد ان ما تفضلت به من طرح مشابه للشعارات التي تطرح في ساحات التظاهر والتي تتسم بالتعميم غالبا وكلمات حق يراد بها باطل.
التوقيت المنافي لاولويات الحاجات للمجتمع العراقي، فاهم الاولويات اليوم هو الصراع الوجودي للهوية العراقية ازاء الهويات الاخرى فرعية ووافدة، وهذا الصراع يطال الرجل والمرأة على حد سواء، وبالتالي فطرح قضية حقوق المرأة وجعلها الشغل الشاغل نجده غير متلائم مع تحديات الواقع العراقي.
اغفال متعمد او غير متعمد لتبيان المرجعية التي نحتكم لها، بل بقيت معلقة في الهواء وان شممنا رائحة المرجعية الفكرية الغربية في ثنايا الطرح، وهذا ما يتنافى مع ابسط قواعد المنطق فالامور باعتباراتها، اي ان مرجعية المجتمع العراقي هي منظومته المعرفية والفكرية المشكلة لنظمه القيمه الاجتماعية.
اغرب ما تفضل به استاذ ازمر من تبرير للكوتا النسائية في مجلس النواب قوله هو تمكين المرأة!!!، وفاته ان التمكين هذا يجب ان يكون طوعي لا قسري باعتبار ما يعتمدوه من مساواة في الحقوق والواجبات – والذي لا اذهب اليه – بين الرجل والمرأة، فياترى اليست الكوتا منافية لمبدأ المساواة الذي ينادون به ؟؟!!، بل والاغرب رد الدكتورة الكريمة بجواب نقضي مفاده ان من يصل الى مجلس النواب من الرجال هو لايعبر عن ارادة المجتمع باعتبار قانون الانتخابات ومنح اصوات الزيادة لاعضاء اخرين في القائمة!!!، ولكأنما هذه الجريمة الانتخابية التي اضطلعت بها احزاب المحاصصة يتبناها المجتمع العراقي او مثقفيه على الاقل لتصلح كمورد تبرير الى الكوتا!!!، فعلى الرغم من ان القضيتان منفصلتان لكن حتى ان جمعناهما تجوزا فلا يصلح لخطأ ان يبرر بخطأ اخر.
من نافلة القول ان النظام الديمقراطي هو المحاولة الاقوى للمجتمعات البشرية في تجسيد ارادتها بطريقة حكم مجتمعها، ولذا كانت القوانين معبرة عن ارادة المجتمع، بل ويمكننا القول ان قوانين الدولة هي انعكاس للاعراف والقيم الاجتماعية في الدول الديمقراطية، ومن هنا وجب على القيادات الاجتماعية ولاسيما القيادة المعرفية ان تحث الخطى لترقية الوعي الاجتماعي ومعرفته لكي يعتمد قيما اجتماعية تنسجم مع المواكبة الحضارية للانسان، وبلحاظ الخصوصيات التي تتوفر عليها المجتمعات، فعلى سبيل المثال ربما البعض ينظر الى ان النظم الحاكمة في الغرب هي التي تمثل المنتج الارقى والاكثر تحضرا ويجب اتباعها والتماهي معها، سيصدم هذا البعض حينما يجد دعوته هذه هواء في شبك ازاء كثير من القضايا لانها تتعارض مع هوية مجتمعه، فمن ذا يستطيع ان يجبر المجتمع العراقي على تقبله بالزواج المدني كزواج يكتسب الشرعية الاجتماعية ؟؟!!! وغيرها من القضايا الكثيرة، وعلى ذلك وجب على قيادات المجتمع ولاسيما الفكرية والمعرفية ان تنتج وعيا اجتماعيا يتسق مع متطلبات المجتمع رقيا وتحضرا ووفق خصائص المجتمع الذاتية من قيم منسجمة مع القيم الانسانية.....
واخيرا الى الفكاهة....
يقال ان مسافرا في ايام زمان حينما كان السفر على الاقدام ادركه الليل فتوجه الى بلدة قريبة لايعرف بها احد، ولخلو ذلك الزمان من الفنادق ذهب الى المسجد ليصلي المغرب والعشاء طبك وتمدد في المسجد ليريح جسده من عناء السفر وليأخذ قسطا من النوم، وصادف في المسجد رجلا اخر كان ينشد النوم كذلك الا انه كان متخما ويحتاج الى تيس او ضرطة (اعتذاري للقاريء) ليريح انتفاخ بطنه من التخمة، ولهذا فان الرجل المتخم كان بين الفينة والفينة يدعو ربه وبصوت متوجع من الم التخمه قائلا " ربي فد ضرطة الهي فد تيس" مما يسبب ايقاظ صاحبنا المسافر من النوم مع كل توجع ودعاء من الرجل المتخم، واستمر حال الازعاج هذا الى صلاة الصبح، وحينها نهض صاحبنا والرجل المتخم لاداء الصلاة، وفي حال القنوت اخذ الرجل المتخم يدعو ربه قائلا " الهي اسألك الجنة وارزقني الحور العين" فما كان من صاحبنا المسافر الا وينفلت من صلاته ويقطعها ليقول للرجل المتخم " ولك من المغرب للصبح ضرطة ما اطاك وهسة ركض ركض على الحور العين " (مثل بغدادي وقصته).
فعن اي حقوق للمرأة نتحدث ؟؟ وحقوق الدولة والمجتمع والقانون والوطن والانسان نسيا منسيا ؟؟!!!