حجم النص
بقلم:هادي جلو مرعي تتنوع البرامج التلفزيونية في شهر رمضان المبارك، وفي الغالب يكون للدراما السهم الأكبر من الإهتمام والتسويق، بينما تحضر البرامج الترفيهية التي تحول الشهر الى نوع من الترف ومناسبة الخاصة بالإستمتاع وتمضية الوقت، وهناك إستمرار لنهج التغطية السياسية المرتبطة بالأحداث المتتابعة على مستويات عدة يتقدمها الملف الأمني الأكثر إثارة للحزن والباعث على القلق لدى قطاعات شعبية وسياسية. تهتم العديد من القنوات الفضائية بالحوارات السياسية، وقد لاحظت إنها في العراق كذلك تتصدر سلم الأولويات، ومنذ أعوام يعكف الزميل عماد العبادي على تقديم برنامج (سحور سياسي) يستضيف فيه شخصيات نافذة في الحكم والمعارضة وبرلمانيين وبعض مثيري الجدل وحتى الشغب من السياسيين، وقد باشر ومنذ مطلع شهر رمضان المبارك في تقديم حلقات جديدة من برنامجه المعروف على قناة السومرية بعد أن كان يقدمه على قناة البغدادية المغلقة بقرار سياسي، وسبق للعبادي أن قدم برامج عديدة من أشهرها برنامجه (حوار بلا أسوار) من قناة الديار الفضائية. يحاول العبادي تسليط الضور على القضايا محل الجدل في العراق خلال الفترة الراهنة، والمشاكل التي تضرب الدولة على المستويات كافة الإقتصادية والأمنية ويحاول أن يفتح ملفات معقدة وشائكة وبعضها مسكوت عنه، لكنه لايتكلف في طرح الأسئلة، ويبقيها في إطار شعبوي قريب الى نفس المواطن على العكس من برامج نخبوية تستهدف طبقات إجتماعية معينة، أو تستضيف شخصيات سياسية وإعلامية ومثقفين ومبدعين، ويتجه عماد العبادي الى نوع من الإعلام المتصل بهموم المواطنين العاديين لكنه يطرح أسئلة هولاء المواطنين على السياسيين من الضيوف، ويركز في البحث عن إجابات مقنعة، بينما ينشغل في بعض الأحيان بإستفزاز الضيف وجره الى منطقة محرمة عادة لكنه يلمح له بأنه هو الأقوى، ولاداع لأن يقلق وماعليه سوى أن يقدم جوابا مقنعا، فليس من نية لديه لكسر هيبة الضيف. البرامج الحوارية لاتفقد قيمتها في شهر رمضان لأن إهتمام الناس بالقضايا المصيرية لاينقطع، وقد تتغير التسميات والعناوين والتوقيتات، لكن الهواجس تبقى معلقة بتحديات جسيمة متطاولة لاتنتهي ولهذا تعالج البرامج الحوارية مثل سحور سياسي تلك الهواجس، وتقترب منها وتكون، في بعض الأحيان ممثلا عنها.
أقرأ ايضاً
- صفقات القرون في زمن الانحطاط السياسي
- ديمقراطية سامة وتصلب شرايين سياسي
- ديمقراطية سامة وتصلب شرايين سياسي