حجم النص
بقلم:زهراء الطفيلي باتت مشكلة تجريف البساتين وقطع الاشجار واحدة من المشكلات الخطيرة التي تهدد المساحات الزراعية في محافظات العراق كلها سيما كربلاء، إذ تحولت الاراض الزراعية الخضراء إلى كتل كونكريتية بواسطة تجريف أشجارها وقطعها واحياناً حرقها لأجل تحويلها الى أحياء سكنية، وبهذا فأن اصحاب فكرة التجريف يسلبون أهم ميزة لكربلاء كونها مدينة الفواكة والرمان، فمن اشجارها الخضراء الزاهية ونخيلها، اصبحت اليوم مجرد اراضي جرداء استعداداً لتحويل جنسها الى مناطق سكنية تحت مرأى ومسع الجهات المعنية. إن التجريف ينذر بكارثة بيئية غير مسبوقة في حالة استمراه بهذه الوتيرة المتصاعدة، ففي الوقت الذي تقوم به بلدية كربلاء بحملة لتشجير بعض شوارع المدينة فأن حكومة كربلاء المحلية تتغافل عن عمليات التجريف التي تجري على قدم وساق من دون حساب أو مراقبة، ولابد من وضع حلول لهذا الموضوع لان في حالة استمرارها فأن كربلاء على موعد قريب جدا تكون فيه خالية من بساتينها واشجارها نخيلها سيما نلاحظ هناك توجها ملحوظا من قبل اصحاب البساتين وانخراطهم بمهن اخرى بعيدا عن الزراعة. وقد ساعد هذا على تزايد البناء العشوائي للدور السكنية والذي يودي الي زيادة خطر التصحر والاخلال بالنظام البيئي، فضلا عن انخفاض الثروة الزراعية والقضاء على الغطاء النباتي بما له من اضرار بالغة على البيئة وعلى جميع اشكال الحياة. ومن أجل تقويض هذه الظاهرة يتوجب على الحكومة وضع حلول جذرية و ترغيب المزارعون في استثمار مساحاتهم الزراعية بدلاً من تجريفها عبر دعمهم بكل الوسائل المتاحة التي من شأنها ان تكون حافزا للفلاح للعمل في الارض الزراعية كما عليها ان تشرع قوانين صارمة بحق كل من يحاول تجريف الاراضي الزراعية. ولابد على وسائل الإعلام أن تقوم بدورها في توعية المزارعين بشكل خاص والمواطنين بشكل عام في التنبية إلى خطورة هذه الظاهرة والعمل الجاد للقضاء عليها من خلال إعلانات تقدم محتوى توعوي إرشادي توجيهي وغيرها من الوسائل التي توصل الرسالة للمواطنين .