- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
رياضة العشائر ... عشائر الرياضة !!!
حجم النص
بقلم / مسلم ألركابي تعتبر الرياضة بكل تفاصيلها احد معالم الدولة المدنية بل هي من أهم معالم التمدن والتحضر الذي يسعى إليه المجتمع ولذلك تسعى المجتمعات والشعوب بمختلف توجهاتها الفكرية إلى تكريس مفاهيم الرياضة المبنية على الحب والطاعة والاحترام والوئام والمحبة والسلام من خلال ممارسة تلك المجتمعات لمختلف ضروب الرياضة حيث نشاهد المجتمعات المتمدنة والمتحضرة تجتهد كثيرا من اجل تنظيم الحياة الرياضية لمجتمعاتها من خلال مجموعة متناسقة ومتناغمة من التشريعات والقوانين المستمدة من دساتير تلك المجتمعات ويبدو أننا كمجتمع عراقي لا زلنا نحلم بدولة مدنية بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى لأننا نعاني من عملية إرباك شديد لمفهوم بناء الدولة بعد أن اختلطت السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية مع بعضها البعض ونحن ندرك ونفهم إن مفهوم الدولة المدنية ينبني على أساس عملية الفصل بين السلطات الثلاثة ولذلك بات من الصعب علينا أن نقول أننا في دولة مدنية بعد تعدد مصادر القرار إضافة إلى حالة العسر التشريعي والتي تعاني منها مؤسساتنا التشريعية مما يجعلنا كمجتمع نفتقد إلى العديد من القوانين والتشريعات التي تنظم مجمل حياتنا في هذا البلد ,ومما لاشك فيه إن حياتنا الرياضية هي جزء من حياتنا العامة عانت هي الأخرى من غياب القوانين والأنظمة والتشريعات التي تنظم حركة الرياضة في البلد مما جعل الرياضة العراقية تعاني اليوم من حالة التشظي والتشرذم والانقسام فالمجتمع الرياضي العراقي للأسف أصبح اليوم موزع بين مؤسسات وتجمعات ومنظمات وقبائل وعشائر مختلفة ومتصارعة ومتنازعة مع بعضها البعض وهذا الأمر أدى إلى ظهور سلطات متعددة يلجأ إليها الرياضي لفض خصومته ونزاعه مع الآخرين رغم أننا كمجتمع يمتلك دستورا يعتبر الرياضة حقا مكفولا ومن حقوق المواطن العراقي لكننا فشلنا في عملية استثمار الرياضة بإشاعة روح المدنية والتحضر بين المجتمع الرياضي على اقل تقدير , ترى حقا أننا نمتلك قوانين وتشريعات يمكنها أن تقنن وتشرعن حياتنا الرياضية كما يدعي البعض ؟؟؟!هذا السؤال الكبير والخطير بنفس الوقت تكمن فيه مشكلتنا ومصيبتنا الكبرى في حياتنا الرياضية حيث لا زلنا نتعكز على قوانين أكل الدهر عليها وشرب والأدهى من ذلك كله هو أننا غير متفقين كمجتمع رياضي حول هذه القوانين وهذا الاختلاف جعلنا نتشتت ونتشرذم إلى تجمعات وعشائر ومؤسسات وكيانات وجماعات متصارعة ومتنازعة وهذا شيء طبيعي جدا , فحينما يغيب القانون الواضح والصريح والذي يقطع الشك باليقين نصبح عشائر متصارعة على المناصب والمكاسب وعليه فلا غرابة حينما نشاهد رئيس نادي عراقي ومن على شاشات التلفاز يعلنها صراحة بأنه يحتمي بعشيرته لأنه بالأساس مهدد من قبل منافسيه وخصومه!!! ولا غرابة أن نشاهد حكما كرويا يقاضي رئيس نادي عشائريا حيث أصبح المضيف والديوان هو محكمة رياضية ومن نوع خاص وهذه المحكمة ربما تكون قراراتها أقوى من محكمة كاس الدولية , هذه السلوكيات العشائرية الغريبة تعكس حالة الفوضى التي يعيشها المشهد الرياضي العراقي إضافة إلى انقسام المجتمع الرياضي إلى تجمعات وكيانات غريبة ومريبة , مثلما انبثق مجلس أندية العراق بعملية ولادة قيصرية مشوهة ربما سنشاهد بعد حين انبثاق مجلس اتحادات العراق على غرار مجلس أندية العراق ومثلما تحزب مجلس أندية العراق ووقف بالضد والند من وزارة الشباب والرياضة بعد أن رفع شعار (لا) لوزارة الشباب والرياضة وباللون الأحمر ربما سنشاهد بعد حين مجلس اتحادات العراق وهو يرفع شعار (لا) للجنة الاولمبية الوطنية العراقية وباللون الأحمر أيضا!!!,هذه هي العشائرية التي غزت رياضتنا العراقية وباتت تهدد كيان ومستقبل رياضة البلد , بعد أن تم إبعاد أصحاب الشأن الرياضي الاختصاص بصورة مقصودة لكي تفرغ الساحة للطارئين والانتهازيين في تصدر المشهد الرياضي العراقي والذي تحول بفعل هؤلاء إلى مضيف وديوان لحل النزاعات الرياضية العشائرية ,وكان الله والعراق من وراء القصد . مسلم ألركابي [email protected]
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً
- هل ماتت العروبه لديهم !!!