- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
تجربتي الشخصية من والى مطار بغداد الدولي .. اهداء لكاظم فنجان وزير النقل الجديد ..
حجم النص
بقلم: علي الموسوي / هولندا ستتفاجئ عند وصولك الى قاعة مطار بغداد بحالة الفوضى وارتفاع اصوات الموظفين وكأنهم في كراج العلاوي ؟!! وما يلفت الانتباه هو حالة عدم استقرار مسؤول الجوازات في مكانه فتارة تجده ينادي المسؤول الأمني وأخرى خبير الحاسبات(الكومبيوتر) لانه يجهل استخدام الجهاز أو لديه تشابه في الأسماء ؟!! لذا يجب على المسافر المسكين أن ينتظر من دون ان يبدي أي اعتراض والا سيثير حفيضة الضابط وبعدها شنو يصير... الله العالم!!! المهم تدعو الله الا يصادف حظك العاثر هبوط طائرتين في وقت واحد، عندها ستفلت أعصاب الجميع وسيكثر القيل والقال الا من بعض الخيرين والطاعنين في السن... ؟!! بدوري تقدمت من بعض المزعوجين... بويه عمي خالي.. رحمه الوالديكم.. عله كيفكم لا تزعلون الموظف ؟ هذا هم وليدكم.. خطيه كل هاي الزحمة على راسه من الصبح لليل وانتو مو راضين!!.. عمي لو حديد هم يموع.. التبريد خربان.. والعربانة تمشي صفح!!.. ضابط يراقب الجميع من بعيد واذا به يقترب مني ويهمس في اذني... استاذ تفضل على هاي البوابة.. بصراحة وبيني وبينكم لعب قلبي لان اني اعرف نفسي هوايه مسوي وكاحة ويه الفاسدين والله اليستر ؟! ما هي الا ثواني واجد الابتسامة العريضة مرسومة على وجه الضابط وكانه يعرفني منذ 40 عاما.. شكرا الك استاذي الكريم على النصائح الي قدمتها للمسافرين!! تصدك لو مو انت تحجي وياهم جان هسه الهوسه للظالين ؟! عفوا استاذ اني وين شايفك ؟... لا لا أكيد يخلق من الشبه أربعين ؟ لان اني مغترب وانت مشتبه.. اني تصورتك المسؤول الفلاني ؟ لا ابدا ابعد عن الشر وغني لو.. تصافحنا واهلا وسهلا بك في بغداد.. انتهت مرحلة الجوازات وذهبنا لاستلام الحقائب.... وفقا للقوانين المعمول بها في جميع المطارات ستجد قطعة الكترونية معلقة فوق حزام استقبال الحقائب مكتوب عليها رقم الرحلة وقادمة من أي بلد ؟ الا في مطار بغداد اللادولي فانك ستجد القطعة والمعلومات مثبتة ولكنك ستتفاجئ مرة أخرى بان الحقائب تاتي على حزام آخر.. ولا ينتهي الامر الى هذا الحد لانك ستجد نفسك مجبر على مساعدة رجال ونساء تائهين، يتوسلون بك! مااعرف ليش الكل جان يسألني ؟! ربما لاني كنت كاشخ ولابس قاط ورباط ؟ لو يمكن علمود عيوني خضر.. الله العالم!! استاذ الله يخليك مين تجي الحقائب ؟ عمي بروح ابوك شلون اروح اركب الباص وووو استلم ؟ تأخذ حقيبتك وتذهب الى وسائل النقل ومعك مجموعة من اهلنه الطيبين.. ستجد سيارات المسؤولين والوفود تنتظر بكل احترام للضيف او المسؤول القادم من باب المطار!! الا المسافر العادي المسكين فسيكون لهيب حر الصيف أو الأجواء المتربة والمغبرة في انتظاره ؟ عند اكتمال العدد 12 نفر صعدنا الى السيارة... السائق.. شباب لمو الكروة واكرامية السائق ؟!! عندها انبرى أحد المسافرين غاضبا.. اني هذيج السفرة اجيت وجان الباص الأحمر ابو طابقين ينقل المسافرين بلاش ليش هسه لازم انطي فلوس ؟؟ سائق التاكسي يجيب.. عمي آني سائق والسيارة مال الشركة.. وهذا وصل الشركة والباص الأحمر مخصص بس لمسافرين الخطوط الجوية العراقية!!.. في تلك اللحظات كنت متشوق جدا لرؤية مشروع شارع المطار الذي حدثنا عنه امين بغداد السابق صابر العيساوي والذي كلف خزينة الدولة العراقية أكثر من 250 مليون دولار!!! انه أجمل شارع في العالم وانه نموذج لعنوان التقدم الحضاري في العراق ؟ وانه لا مثيل له في العالم ؟!! الله وكيلكم خريط ماكو مثله.. شارع في قرية هولندية نائية أجمل من هذا الشارع بأضعاف ؟!! المهم وصلنا الى ساحة عباس ابن فرناس ؟ وعند وقوف السيارة واذا بهجوم بشري على صندوق السيارة لا ينتهي الا بعركة مصلاوية بين الديج والواوية!! احدث نفسي... معقولة احنه بالعراق ؟ هذه الامور لا تحصل حتى في أكثر الدول فقرا وتخلفا ؟!! بعد استقبالي لاهلي ومعارفي سرعان ما نسيت تعب السفر ولكني أتفاجئ مرة أخرى بقصص وتجارب مثيرة للشفقة ومؤلمة لجميع المواطنين ؟؟ وأخيرا انتهت سفرتي واتجهت الى المطار للتتكرر المأساة مع التفتيش بواسطة الكلاب الذكية ؟ والموظف المسؤول عن هذه الكلاب الذي يرى في نفسه خبير في أكثر العلوم تعقيدا ؟ لذا تجده يتبختر في مشيه ويدخن سيكارة بعد كل دورة تفتيش ليرتاح بعدها على الكرسي ؟؟ ولازم الكل صاموط لاموط واليحجي يموت ؟!! وصلنا الى قاعات المطار بعد المرور بعدة نقاط تفتيش وانا اتمتم وأكرر اللعن على الفاسدين والسياسيين الدواعش.. أكملت معاملة السفر بعد وقوفي طويلا في صف تسليم الحقائب والسبب الانترنت مقطوع من المركز كما ذكروا لي ؟؟ والموظف يبشرنا لا تخافون احنه عندنه تنسيق ويه الطيارة حتى لو تتأخر ؟!! دخلنا في قاعات المغادرة وانا ابحث عن دورة المياه.. دورة مياه المعوقين مغلقة ؟ والاخرى في الجهة الثانية عليها زحام وصف طويل!! أمري لله الواحد القهار.. انتظرت حتى جاء دوري ولكن بمجرد دخولي للتواليت وجدت المياه طائفة وحنفية المغسلة مكسورة ؟! والله ثم والله كنت أبكي من داخلي.. خرجت لاجلس في القاعة.. اخذني الفضول لزيارة السوق الحرة فوجدت الأسعار بالفعل حرة ولا أحد يقف أمامها كل المعروض أغلى من السوق بدرجات، واما العطور فهي مخبأة وممنوع اللمس!! وعند سؤالي لماذا هذا الغلاء فقالوا استاذ احنه شركة خاصة والايجار عالي جدا!! عندها اعلنت ادارة المطار بتأخير الطائرة 6 ساعات فذهبت الى الكافتريا واذا بي اتفاجئ بالاسعار الخيالية التي لا مثيل حتى في أفضل مطارات العالم.. كوب الشاي والقهوة 3 يورو وسندويج كباب معفن 7 يورو سندويج جبنه 4 يورو والحبل على الجرار!! تكرر سؤالي لماذا هذا الغلاء وسوء الخدمة... تجاوب معي الموظف وفتح قلبه لي وتحدث بمرارة.. استاذ تصدك ان ايجار هذه الكافتريا ب 30 الف دولار شهريا!!! فقلت له مازحا تقصد ايجار المطار كله ؟ فأقسم انه يقول الحقيقة!! صعدت الطائرة وانا أودع بغداد الحبيبة على أمل اللقاء بها وهي باحسن حال..
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً