- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
متوحدون رياضيا .. مختلفون سياسيا
حجم النص
بقلم:يحيى النجار أصبحت العروبة هذه الايام سلعة تباع وتشترى في ظل التراجع الكبير في مفهومها ومضمونها العابر للطائفية السياسية التي تتحكم في دول الخليج ومجمل الدول العربية الاخرى وأضحت الحكومات اسيرة للتدخل الخارجي الذي يأتي من دول الجوار ودول الدرجة الاولى! هذا من الناحية السياسية اما النواحي الاخرى فهي تتأرجح بين المصالح الشخصية والمنافع الانية الدنيئة. فما حصل ويحصل الان في اولمبياد ريو 2016 يحكي لنا حقيقة مايجري على الساحة العربية، فالمعلقون العرب من خلال الفضائيات الرياضية وعندما يبرز على الساحة فريق عربي او رباع او ملاكم او سباح او راكض او رامي يقيم هذا المعلق او ذاك الدنيا على رؤوس المشاهدين بالصراخ والتشجيع بان هذا الفريق او هذا الرياضي عراقي او قطري او سعودي او مغربي او تونسي او مصري او بحريني او كويتي ويشنف اسماعنا بان هذا الفريق او الرياضي يمثل العرب كل العرب وما هذا الا دليل على وحدة العرب!! طيب لماذا اذن لانسمع او نرى مثل ذلك عند الحديث عن السياسية ؟ هل العرب متوحدون رياضيا ومختلفون سياسيا ؟ بينما دول العالم من حولنا جميعا يعتزون بأنتماءاتهم القومية والوطنية سواء بالسياسية او بالرياضة وسواها. لماذا نحن فقط من ينكر انتمائه وقوميته ويقدم عليها الانتماء الطائفي ؟ لماذا نتقاتل بالسياسة ونتوحد بالرياضة ؟ ذلك يبين مدى الخلاف والاختلاف الكبير بين الحكام العرب وبين الشعب العربي النقي المحب للسلام والحرية والعابر للطائفية السياسية التي مزقتنا ودمرت كل شيء جميل في حياتنا واخرتنا قرونا بدلا من التقدم الى الامام كما تفعل الشعوب الارض قاطبة. تحية اكبار واجلال لكل الرياضين العرب من مشرق الوطن الى مغربه الذين رفضوا ان يلاعبوا الرياضيين الاسرائليين الصهاينة في دورة الالعاب الاولمبية في ريودي جانيرو البرازلية، انه شعور شعبي عربي مخلص بعيدا عن حكوماتهم التي ستعاقبهم عندما يرجعون الى ديارهم ديار العرب اوطان من الشام لبغدان.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً