- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
المَرجعيّة .. تُسقِط ُ القِناعَ عنْ وجهِ الـخَوَنَة !؟.
حجم النص
بقلم:نجاح بيعي أسـقـطـت الـمـرجـعـيّـة الـديـنـيّـة الـعـلـيـا , القِناع عن وجه مَن حَسِبوا أنفسهم , أنهم المدافعون عن المذهب وانهم رعاته , وأنهم مُقرّبون من المرجعية وأنهم أبنائها. أسقطت القناع عن وجه مَن نال حظا ً من الجهاد (الزائف) الذي زيّن تاريخه به , أبان مقارعته الديكتاتورية في عهد النظام السابق , وتصدّوا للمسؤولية الآن وصاروا من أصحاب القرار , واتُمِنوا على مصائر الناس وأموالهم , بل فضحتهم وكشفت حقيقتهم وأظهرتهم للعيان كــ (خَـوَنَـة). فالعتاب تمّ , والتوبيخ لزِم , و العقوبة حَتم. \" كَأَنَّكَ لَمْ تَكُنِ اَللَّهَ تُرِيدُ بِجِهَادِكَ وَ كَأَنَّكَ لَمْ تَكُنْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَ كَأَنَّكَ إِنَّمَا كُنْتَ تَكِيدُ هَذِهِ اَلْأُمَّةَ عَنْ دُنْيَاهُمْ وَ تَنْوِي غِرَّتَهُمْ عَنْ فَيْئِهِمْ فَلَمَّا أَمْكَنَتْكَ اَلشِّدَّةُ فِي خِيَانَةِ اَلْأُمَّةِ أَسْرَعْتَ اَلْكَرَّةَ وَ عَاجَلْتَ اَلْوَثْبَةَ وَ اِخْتَطَفْتَ مَا قَدَرْتَ عَلَيْهِ مِنْ أَمْوَالِهِمُ اَلْمَصُونَةِ لِأَرَامِلِهِمْ وَ أَيْتَامِهِمُ اِخْتِطَافَ اَلذِّئْبِ اَلْأَزَلِّ دَامِيَةَ اَلْمِعْزَى اَلْكَسِيرَةَ..\". فإذا كان امير المؤمنين (ع) قد توّعد أحد ولاته الخونة بالعقوبة المناسبة له , وهو ممن جاهد معه وحُسِب عليه , بسبب استحواذه على ما تحت يده من الأموال العامة , فيا ترى هل ستعاقب المرجعية هؤلاء الخونة , من المتصدّين للعملية السياسية في العراق , وأتمنوا على أموال الشعب العراقي , واستحوذوا عليها سلبا ً ونهبا ً وتهريبا ً , بوقت فيه الشعب العراقي في أحوج ما يكون له ؟؟. المرجعية ومن مقام تكليفها الشرعي , الذي هو الحفاظ على بيضة الإسلام , وحفظ وجه المذهب , ورعاية شؤون المسلمين (الشيعة خصوصا ً) ورعاية ومصالحهم الدينية والدنيوية , ورعاية المصالح العليا للبلد بشكل عام , تعد الراعي الأول للمسيرة السياسية الجارية في العراق , فإلى جانب مهامها التعليمية والإرشادية , وتثقيفها الديني , هو إبداء رأيها في المنعطفات الرئيسية المهمة في حياة الشعب , وفي المنزلقات والاختناقات التي تصيب المسيرة السياسية , والتي تتطلب تدخلها للإرجاع الأمور الى نصابها , ويعتبر دورها هذا من الأدوار الرئيسية المناطة بعمل المرجعية. فالمرجعية قاومت الاحتلال بطريقة (سلمية) حفظت بها الدماء. وأجبرت المحتل بإعداد الدستور , من خلال إجباره (والأمم المتحدة) بانتخاب جمعية وطنية لكتابته. وحثت الجماهير على الانتخابات , وضغطت على القوى السياسية بانتهاج السبل الدستورية والقانونية , بانتخاب حكومة تمثل جميع مكونات الشعب العراقي. فالمرجعية هي صاحبة الفضل الأول بوضع السكة السليمة , التي تجري عليها عربة العملية السياسية في العراق. وكانت حاضرة بكل مفصل من مفاصل هموم الناس اليومية , فكانت حاضرة في دفع الاقتتال الداخلي , الذي سببه الإرث الثقيل لحكم البعث المقبور لأكثر من ثلاث عقود , وحاضرة في صد الاعتداء على الأموال العامة , بحجة الاقتصاص من النظام السابق , وحاضرة في حث الموظف للرجوع لوظيفته , ودعم خطوات إرجاع النظام العام للدولة , من خلال التشجيع على تفعيل الأجهزة الأمنية , وسيادة القانون , وحضور حكومة ذا سلطة ونفوذ. وكانت حاضرة في احداث النجف. وحاضرة في احداث تفجير مرقد العسكريين (ع). وحاضرة في احداث جسر الأئمة. وحاضرة في تظاهرات عام 2011. وحاضرة وحاضرة وحاضرة , وكل واحدة من هذه الإحداث كان من الممكن أن تودي بالعراق والعراقيين الى الهاوية بلا رجعة!. وعلينا ان لا ننسى أو نغفل موقفها الحاسم والمشرّف يوم أصدرت فتوى الجهاد (في 13 / 6 / 2014) ضد قوى الظلام والتكفير المتمثل بـ (داعش) الفتوى التي حفظت الحرث والنسل والعرض والشرف والوطن لكل العراقيين بلا استثناء. فالعراق , كل العراق مدين للمرجعية الدينية العليا , بالفضل والإمتنان , وأنها فعلا ً نعمة ربانيّة وهبها الله تعالى للعراق , متمثلة ومجسدة بشخص سماحة السيد (السيستاني) دام ظله الوارف. من هذا المنطلق الذي عليه المرجعية , علينا أن نوقن ونحرز أنّ المرجعية ستوجه العقوبة الملائمة لهؤلاء الخونة (ممن خانوا الأمانة والشعب والوطن والمذهب) , وخصوصا ً بعد أن لمسنا منها ومنذ عام 2003 وللآن , عدّة إجراءات عقابية بحقهم جميعا ً , تنوعت حسب ما ترتئيها مناسبة , توزعت لا على سبيل الحصر , ما بين الفتوى والبيان والتوضيح والرسالة, والإجابة على الأسئلة والاستفسارات , وتدرجت ما بين الحالة الشديدة والأشدّ , وكذلك اللقاءات وحجبها , والمنع التام وغيرها. وشملت هذه الإجراءات كافة أصناف المتصدين للعلمية السياسية. وكلنا نتذكر صرخة المرجعية في خطبة جمعة 04/12/2015 م , حينما قرنت معركة داعش مع معركة الإصلاح الحقيقي الذي نادت به , والتي لا تقل خطورة عنها , وأن المعركة هي بالحقيقة معركتان. ودعت الشعب لأن يكون على يقين , بانهزام داعش , وبنفس الوقت أكدّت على انتصار الشعب العراقي في معركة الاصلاح , واقامة الحكم الرشيد , حيث أن من متطلبات إقامة هذا الحكم هو طرد مجاميع الفاسدين , وتخليص البلد منهم , ولا يتم ذلك إلا ّ بتوجيه عقوبة تصدر من جهة عملاقة , هي بحجم مقام وتاريخ المرجعية الدينية العليا. \" وهذا يجعل المرء على يقينٍ بأنّ هذا الشعب المضحّي والصابر سينتصر على أعدائه وستنهزم عصاباتُ داعش ويتحطّم جبروتها وطغيانها وظلمها على صخرة صمود وصبر وتضحية الأبطال في القوّات المسلّحة والمتطوّعين وأبناء العشائر الغيارى، كما من المؤكّد أنّ هذه الإرادة الصلبة والعزيمة الراسخة ستكون العامل الأساس لغلبة وانتصار الشعب العراقيّ في معركة الإصلاح وإقامة الحكم الرشيد وتخليص البلد من مجاميع الفاسدين الذين جعلوا العراق منهباً ومسلباً لنزواتهم وأطماعه \". نجاح بيعي
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً