- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
تفجيرات مريدي .. المسمار الأخير في تابوت الحكومة!
حجم النص
بقلم:سيف أكثم المظفر عربة خشبية تحمل ما تبقى من إنسان، أعيته الدنيا، وغلبته الهموم باحثا عن لقمة عيش، بين ركام الإنسانية المفقودة، والضمائر المعطوبة، والشرايين الممزقة، وأرواحا مسافرة، مشاهد تتكرر، كلما علت أصوات السياسيين، واشتد نباح الخارجية، تداخلت المصالح والسياسات، ننعى أنفسنا منذ الصباح الباكر، بحثا عن الموت، فهو قادم لا محال، بوجود سياسيون أنذال، تراكم الحقد على جبهاتهم، وأستأصل الشر في أعماقهم، أصحاب الوجه الكالحة! متى الرحيل؟ بعد مخاض عسير، بين الفرقاء السياسيين، على الرغم من تشبث البعض بالسلطة، وعدم التنازل عنها، لكن مع كثرة الضغوط الداخلية والخارجية، توجب التغيير، ولدت الحكومة الحالية من رحم مجلس النواب، على واقع مأساوي، حيث داعش تحتل ثلث العراق، وأقتصاد يتهاوى يوم بعد يوم، وفساد ينخر بمفاصل (شبه دولة)، ومازالت نفس الأيدلوجية، تسيطر على المشهد العراقي. يخرج علينا رئيس الحكومة، بمقترحات ومبادرات، هي أشبه بأحلام وردية، صعبة المنال، لا تستند إلى واقع حقيقي، وتفتقر إلى قراءة جدّية، لحل مشاكل العراق، السياسية والأمنية والاقتصادية، غياب الرؤية الواقعية، يؤدي إلى فشل تام، لأي إصلاح قادم، مبني على رؤى أحادية الجانب وقاصرة النظر. تدخل رؤساء الكتل النيابية، في مبادرات، لحل الجمود السياسي، ومحاولة فرض الحلول بالقوة، وبضغط جماهيري، ساعد على أتساع فجوة الخلاف بين مؤيد ومعارض لهكذا تدخلات، عدّها البعض تجاوزاً على الدستور، الذي أعطى شرعية لهذه الدولة، وألزم الجميع على احترام خيارات الشعب. على رئيس الوزراء أن يفهم إن الحل هو بالجلوس إلى الطاولة المستديرة، والتفاهم الشامل، والتغيير الجوهري، من خلال خلق تحالف جديد ومنسجم، من الوسط القوي، الذي يشكل سند قويا، يستطيع من خلاله، تحريك عجلة الحكومة، بالاتجاه التوافقي، الذي يضمن تغيير شامل ومتوازن من جميع المكونات، بأشخاص إداريين حقيقيين، يملكون من الخبرة العلمية والعملية، في إدارة شؤون البلاد، بما يضمن إخراج الوطن، من الحالة الانقسام السياسي، و المحاصصة الطائفية. تتشارك جميع المكونات في زرع بذرة الأمل، التي يبحث عنها العراقيين، بعد معانات كبيرة، ودماء كثيرة، سالت من أجل أن ينعم هذا البلد بالأمن والاستقرار، المفقودين لحد هذه اللحظة، فهل هناك بوادر خير، تجمع ما تبقى من ضمائر السياسيين الصالحين! في رسم البسمة على وجوه الأيتام والأرامل وأبناء هذا الوطن الجريح. متى لا نرى جرحانا، وهي تنقل بعربة دفع خشبية؟ متى لا نرى أشلاء مقطعة تغطى (بكراتين) ورقية؟ متى لا نسمع دوي انفجار هنا أو هناك؟ متى نرفع خيمة الحزن، لننصب خيمة الفرح؟ فما عادة شوارعنا تتحمل هذا المشهد المروع، كل صباحا ومساء، متى...متى؟
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً