حجم النص
بقلم: حيدر رحيم حالة وانت تصفها تصاب بالقشعريرة حينما يتلذذ أناس بهجر نهج قائدهم وسميّهم الذين طالما كانوا يحتمون تحت مظلته ويتكؤون على مسنده. انت الشفيع وانت الامير وانت المولى والنصير وانت وانت انت…. الخ من ألقاب الإمام علي (ع) التي يتبرك بإطلاقها بعضٌ ممن حسبوا انفسهم من ابناء هذا المذهب. ولكن ما أن يودوا اجهاد أنفسهم بكتابة منشور او مقال او يطلقوا لألسنتهم حرية التحدث في مختلف اللقاءات سرعان ما تحول ذلك الموالي (الشيعي) الى محرّك بحث لموسوعة من العلماء الغربيين، فتراه وبكل احترافية مُجيداً لأسمائهم متقناً لكلماتهم والأنكى والأمرّ انه ينقلها حرفياً دونما نسيانٍ او أضافة مما يعكس مدى اهتمامه العالي والواسع بها. فالبراعة برأيه التجول يين أروقة الثقافات والأفكار في مختلف الدول والأمصار. للآن لا مشكلة فالثقافة بحسب ما يرون تعني: (ان تعرف شيء عن كل شيء وكل شيء عن شيء).. ولكن أتراه يجرؤ او يتعب نفسه في حفظ أو قراءة نصٍ من خطبة او حكمة او رسالة لأميره الذي يدعي انه (مفخرة له) متصفحاً بضع وريقاتٍ من نهجه الشريف نهج البلاغة ؟! لا أدري هل نعيش عصر تبادل الأدوار لنترك هذا المجال مفتوحاً أمام علماء الغرب ليحفظوا ويخططوا ويحللوا علوم أهل البيت (ع) كيفما وحيثما يشاؤون، بينما انشغل الاخرون بتقليب فضلات ثقافة علمائهم ومفكريهم المتأصلة من أسسنا ومفاهيمنا لينطبق عليهم المثل الشعبي: (يشتري مني ثلج ويبيع عليَّ ماي بارد). أتساءل: هل ترك لنا أمير البلاغة شيئا ًمن المعرفة لم يدنُ منه أو يمر عليه ليوفيَه حقه ؟!، ليتبجح علينا القريب والبعيد بمقولات بائسة مجرد انها نُسبت لغربيين ملحدين و لاكتها الألسن التي تدعي الثقافة بهتاناً وزوراً. تباً لتلك الثقافة اذا لم تكن متضمنة تلك المفاهيم والقيم الانسانية الرفيعة التي تُستقى من منهلٍ واحد ليس الا وهو بيت محمد (صلى الله عليه وآله). لذا أقول: عودوا الى رشدكم يا دعاة التشيع وكفاكم هجراً وخذلاناً لنهج سيدكم ومولاكم. تمعنوا قليلاً.. مع نموذج من خطبة الوسيلة عالية المضامين فليأتِ ملهميكم بمثلها ان كانوا صادقين.. (..لا كنز أنفع من العلم، ولا عز أنفع من الحلم، ولا حسب أبلغ من الأدب، ولا نصب أوجع من الغضب، ولا جمال أحسن من العقل، ولا قرين شر من الجهل، ولا سوأة أسوء من الكذب، ولا حافظ أحفظ من الصمت، ولا غائب أقرب من الموت).
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً