- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الفأس والذبابة... والخروقات الامنية
حجم النص
بقلم: محمد حسن الموسوي الفأس آلة حادة قاتلة لكن السؤال هل يمكن استخدامه لإصطياد ذبابة؟ قطعاً لا. لماذا؟ لأنه وبكل بساطة لم يصنع لكي يستخدم في إصطياد الذباب, لكي نصطاد ذبابة علينا استخدام الالة المناسبة المُعدَة لإصطيادها وليس الفأس. أدلف الى صلب الموضوع فأقول ان السياسة الامنية المتبعة منذ عدة سنوات في العراق والتي ركيزتها الاساسية_ كما نلمسه_ نشر اعداد هائلة من القوات الامنية ومن تشكيلات متنوعة من جيش وشرطة وقوات تدخل سريع وغيرها مدججين بالأسلحة المختلفة بما فيها الثقيلة كالمدرعات والدبابات والطائرات في شوارع وسماء المدن العراقية لأجل حفظ الامن واصطياد الارهابيين, اقول ان هذه السياسة اشبه بما تكون بمحاولة إصطياد ذبابة بفأس وهي محاولات غير مجدية ومرهقة وتستنزف الجهود والطاقات والاموال. لقد اثبتت حالات الاختراقات الامنية المتكررة والتي تحدث بين فينة واخرى وبأوقات زمنية متقاربة رغم الكم الهائل من القوات الامنية الموجودة على الارض أن المعركة الامنية في العراق هي معركة استخباراتية بالدرجة الاساس, فمن يملك المعلومة اولاً يحقق الاختراق, وعلى ذلك المطلوب ليس نشر القوات الامنية بالطريقة التي نشاهدها الان والتي لن نستطيع بها كبح جماح الارهابيين الذين باتوا يصولون ويجولون بشوارع مدننا,ويختارون زمان ومكان تنفيذ عملياتهم الاجرامية بسهولة ومن دون رادع حقيقي يخيفهم او يفشل مخططاتهم, بل المطلوب تقوية الجهد الاستخباري, واعادة هيكلة اجهزتنا الامنية الخمسة واعني بها المخابرات, ومكافحة الارهاب, والامن الوطني, واستخبارات الجيش واخيراً استخبارات الداخلية, هذه الاجهزة هي الادوات الحقيقة التي يمكن بها ومن خلالها اصطياد الارهابيين وملاحقتهم والقضاء عليهم, اذ لايمكن لدبابة او لمدرعة او لمدفع ثقيل ان يكتشف ارهابي متخفي بين الناس. انها حرب المعلومات,المنتصر بها من يحصل على المعلومة اولاً, وهي المهمة التي ينبغي أن تقوم بها اجهزتنا الامنية الخمسة سالفة الذكر والتي يجب ان تناط قيادتها الى أشخاص مهنيين ولائهم الاول والاخير للعراق, وهمهم الأوحد حماية أمن الوطن والمواطن
أقرأ ايضاً
- نظرية القوات الامنية
- إبراهيم والفأس والأصنام .. تجربةً في عالم الأحزاب.
- السيستاني يحطم كبيرهم, ويضع الفأس في رأسه !!