- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
انطباعات مُتشكّلة .. رواية (جريمة في الفيس بوك) للدكتور علاء مشذوب
حجم النص
بقلم // مهدي الدهش صدر حديثا للكاتب والروائي العراقي الدكتور علاء مشذوب، رواية جديدة تحمل عنوان }جريمة في الفيس بوك{ عن دار ومكتبة عدنان. ومن المعروف عن المؤلف الإنتاج الغزير في مجالات متعددة وذات تنوع فني وأدبي وسينمائي، فقد عمل على تأليف العديد من الكتب والدراسات التي تهم القارئ العربي سواء المتخصص في مجالات الإخراج السينمائي والتلفزيوني أم المطالع لمؤلفات الرواية والقصة ضمن سياقاتها المُتعددة. وهنا يدعوني الجانب الثقافي البحت لتقديم هذه الورقة الانطباعية لا النقدية، حول هذا المُنجز الجديد والمؤثر، بعد أن أتممت قراءته، والتي قضّيت فيها ساعات من الإبحار في عالم يفضي دائما لكشف خبايا النفس البشرية وشطحاتها اللامتناهية عبر أسطر شيقة، حاول الكاتب من خلالها رسم الوجه الإنساني بلا رتوش. يحمل العنوان بين طياته إشارات حول مضمون الرواية وما تحمله من نص سردي مُتفاعل مع جملة من الأحداث التي ارتسمت على أرض الواقع. والتي كان لها انعكاس تسرب من خلاله للعالم الافتراضي (الفيس بوك) وهو من مواقع التواصل الاجتماعي كما معلوم. وحفل هذا العالم بشتى التناقضات والتجاذبات العديدة، ما بين المُتفاعلين فيه وباتجاهات متباينة. جاء العنوان في حالة من الغرابة الروحانية في تعبيره الصارخ عبر كلمة (جريمة).. وهنا أقف للتأشير على مسألة بالغة الحساسية، وهي قيام القضاء العراقي باستصدار أمراً يقضي باعتبار وسائل التواصل الاجتماعي جزء من وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، حاله كحال القنوات الفضائية والاعلامية، حيث يُجرّم بها الكاتب قولاً وكتابةً، إذا كان فيه رأي صريح أو سب أو تشهير، أو أية إشارة قد لا يرتضيها الشخص المعني. تحمل الرواية لغة أقل ما توصف بأنها سلسة ومُبسّطة، لا غنى للقارئ المعاصر عنها اليوم. كونها تكون قريبة جدا من مستويات مُختلفة من حيث الحصيلة الثقافية والنفسية بالنسبة للمتلقين. وهذا يساعد كثيرا على تحقيق الألفة ما بين القارئ والكتاب، وتحديدا (الروايات) التي قد يعزف عنها الكثير من شباب اليوم ولأسباب شتى، وبشكل خاص قضية الصياغة اللغوية النصية وصعوبتها في تخمير الفكرة عند المُطالع العادي. وهنا نجح الصديق الدكتور علاء مشذوب في خلق الجملة التعبيرية وساعد المُطالع على تجاوز هذه المحنة، من خلال بساطة الاسلوب التشكيلي للجملة والتعابير التي تعامل بها في تشكيل الحدث داخل النص السردي المُحكم عبر صفحات روايته هذه. تحمل هذه الرواية تحديداً، شهادة صادقة للعصر الذي نحتشي بحيثياته نحن اليوم. وهي وثيقة صادمة وفاعلة، ليس لعصرنا تحديدا ولكن للزمن القادم أيضا، ويمكننا أن نطلق عليها (رواية توثيق وأرشفة)، لكثير من مجريات الأحداث ما صغر منها وما كبر وبشكل خاص للهامة منها والخطيرة التي تشكّلت وتجسّدت في البلد منذ أعوام ليست بالبعيدة. لا اغالي كثيرا أو أبتعد ــ بتقديري المتواضع ــ بالقول بأن الرواية هذه قد جاز لها أن تكون من روايات الفن السابع ــ إذا أمكنني التعبير بذلك ــ فكلّما أمعن النظر بصفحاتها وبناء شخصياتها داخل الحدث عبر النص وتشكلاته، أحسب نفسي جالسا أمام شاشة سينمائية، وأن الشريط السينمائي يجري من خلفي وهو يُلقي بمشاهده الناضجة على لوحة العارضة البيضاء. في الختام، أصدقائي المُتابعين، معلوم لديكم بأني لستُ ناقداً أكاديمياً للنصوص السردية، ولكن يمكنني القول بأني قارئ مُتذوّق للفن والأدب والحس الذي تحملهُ النتاجات من هذين الجانبين المهمين في الحياة ولها وللفرد أيضاً، ومن ذلك أنطلق للتعبير عن آرائي وأحاسيسي التي تُبنى وتتشكّل عبر دواخلي من مُنطلق التلقائية العفوية ومن دون تكلّف، فأحولّها إلى كلمات وتعابير ذوقية حسية اسطرّها على تلكم الورقة البيضاء تجسيدا للشرف الإنساني وحفضا للناس أشيائها.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً