- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الوطنية المؤمنة..ووصف ما لا يوصف
حجم النص
بقلم:المهندس زيد شحاثة يسهل لمن يملك براعة في فن التصوير, أو صناعة السينما, أوأي صنف من فنون الكتابة, أن يصف كثيرا من المواقف أوالأفعال.. لكن ليس دائما. بعض المواقف أوالأحداث, لا يمكن وصفها, ليفهمها الأخرون, فهي مواقف لتُفهم يجب أن تُعاش أو تٌشاهد رأي العين, ويحصل التفاعل معها أنيا, تحمل خليطا من المشاعر والإنفعالات الإنسانية التي تُحس وجدانيا.. مواقف ليست كالمواقف المعتادة في حياتنا. مثلت صدمة سقوط الموصل, وشعورالإرباك والحيرة التي سادت المجتمع العراقي, نتيجة للفشل الذريع للمنظومة الحكومية, في الإستجابة للحدث, وإنكشاف سيل الأكاذيبوالأوهام, التي كنا نعيشها, فجأة وبدفعة واحدة.. كل ذلك مثل نقطة مفصلية, في حياة العراق كبلد. مواجهة تلك الصدمة, تطلبت موقفا, ورد فعل بنفس قوة الحدث, فكان التسديد الإلهي, بفتوى المرجعية بالجهاد الكفائي, والتي كانت غير متوقعة وصادمة, وخصوصا للاعبين كبار, إقليمياأو دوليا.... لمن لم يفهم منهم, حقا دور المرجعية, لدى أتباع أهل البيت, وطبيعة المسؤوليات, الملقاة على عاتقها, كراعي أبوي للامة, بفلسفة وسطية, لا إجبار فيها. ما يصعب وصفه, هو نماذج من الإستجابة الشعبية لهذه الفتوى العظيمة.. فبين أبطال تركوا عوائلهم, وهي بالكاد تجد ما تأكله, وذهبوا للجهاد, وأم دفعت بزوجها أو إبنها الأخر, ولم تمضي إلا بضعة أيام, على انتهاء عزاء شهيدها الأول.. أو أب وأولاده يقاتلون معا.. فهل يفهم هؤلاء المنحرفون, ومن خلفهم.. أيأناس يقاتلون؟! أي مواقف هذه؟! وكيف توصف؟! بل ومن يمتلك الجرأة لمحاولة وصفها؟! وهل يمكن ذلك؟! هذا فيض من غيض, من نماذج تفيض تضحية وفداء, ومشاعر وطنية بالفطرة.. بعظهم بالكاد يقرأ أو يكتب, وبعظهم الأخر يحمل شهادة عليا, ويقيم في بلد أوربي, حيث الحياة المرفهة.. فهل فعلا تظنون حقا, أنما يجمعهم هو فقط عصبية مذهبية؟! ساذج من يظن ذلك. إن لم تكن هذه المواقف, وطنية حقيقية, نابعة من إيمان نقي.. فما هي إذن؟ وما هي الوطنية؟ وما هوالإيمان؟.