حجم النص
بقلم / مسلم ألركابي يبدو إن الأزمة التي يعيشها نادي كربلاء اليوم أصبحت أزمة متجذرة , لأنها أزمة لها تاريخ طويل , فقد تعاقبت العديد من الإدارات على نادي كربلاء , وكان القاسم المشترك بين كل هذه الإدارات هي الأزمة نفسها والتي بقيت ملازمة للجميع بعد أن فشل الجميع في إيجاد حلول ناجعة لهذه الأزمة المستديمة , وتتلخص هذه الأزمة بعنوان واحد كبير هو العجز المالي الذي يعاني منه نادي كربلاء , والذي ربما يشترك معه بنفس الأزمة العديد من الأندية الأهلية والغير مؤسساتية ,حيث تعيش هذه الأندية تحت رحمة وزارة الشباب والرياضة ,فحينما كانت هناك ميزانيات انفجارية كانت وزارة الشباب والرياضة تتعامل مع هذه الأندية وفق أسلوب القطارة (قطرة... قطرة) , في الوقت الذي تحتاج هذه الأندية إلى إمكانيات مادية كبيرة لكي تستطيع أن تواكب حالة التطور التي حصلت جراء دخول الاحتراف الرياضي في عالم الرياضة العراقية , وبعد أن استطاعت الأندية المؤسساتية أن تجعل بورصة اللاعبين تشتعل كما يقولون بلغة أهل السوق , كانت الأندية الأهلية تئن تحت وطأة ثقل هذه البورصة مما جعلها أمام أمرين لا ثالث لهما أما أن تغلق أبوابها وأما تحاول أن تستعين بمصادر أخرى تعنيها على مواصلة العطاء , وهكذا بقيت أندية المحافظات ومن خلال إداراتها تحاول أن تعيش وسط حالة الضنك والعوز ,بعدان امتهنت إداراتها مهنة التسول والوقوف طويلا أمام أبواب المسؤولين في الحكومات المحلية في المحافظات , ربما هنالك من يتهم إدارات هذه الأندية بالتقصير اتجاه فرقها الرياضية , ويعتبر ذلك التقصير خلل إداري بل يسميه فشل إداري بحت , حيث لا يمكننا أن نغفل الدوافع الشخصية والانتخابية لمثل هذه الاتهامات والتي تطول إدارات الأندية في المحافظات , واليوم ونحن نعرف إن الدولة والحكومة في عراقنا الجديد تتجه نحو النظام اللامركزي من خلال عملية نقل الصلاحيات من الوزارات إلى الحكومات المحلية ومن الوزارات التي ستنقل صلاحياتها هي وزارة الشباب والرياضة وهنا تكمن المشكلة , لا نعرف كيف ستتعاطى الحكومات المحلية في المحافظات مع الأندية الرياضية الأهلية ؟؟؟ هذا السؤال الذي يؤرق الجميع اليوم فقد أثبتت التجربة إن الحكومات المحلية في محافظاتنا العزيزة لا زالت تعتبر الرياضة شيئا غير ضروري بل تعتبر الرياضة مفصل هامشي في حياة المجتمع ولا نغالي حينما نقول إن البعض ربما اعتبر الرياضة رجس من عمل الشيطان , فكيف ستتمكن هذه الأندية أن تواصل نشاطاتها مع حكومات لا تعترف بالرياضة أساسا ,ولدينا اليوم أكثر من دليل وبرهان على إهمال وتجاهل الحكومات المحلية للرياضة في محافظاتها , فلازلنا نسمع كل يوم شكوى نادي النجف وكذلك استغاثة نادي كربلاء وبقية الأندية في المحفظات , ربما هناك خصوصية لناديي كربلاء والنجف على اعتبار إن الناديين يلعبان بالدوري الممتاز بكرة القدم ويمثلان محافظاتان لهما خصوصية دينية ودنيوية في حياة المجتمع العراقي , فقد تعاملت الحكومة المحلية في محافظتي كربلاء والنجف مع إدارة الناديين بطريقة تنم عن عدم فهم حقيقي لما تمثله الرياضة وكرة القدم بالذات لجماهير الناديين , حيث كانت حالة الإهمال واللامبالاة لمعاناة الناديين هي السمة البارزة في تعامل الحكومة المحلية في النجف آو في كربلاء على حد سواء مما ولد حالة الإحباط لدى إدارات الناديين , واليوم لم يحصل أي تغيير , ربما أحيانا نشاهد انفراج نسبي بأزمة هذا النادي أو ذاك وهذا الانفراج ناتج عن مزاجية مفرطة يتعامل بها المسؤول الحكومي بالمحافظة مع الملف الرياضي , حيث لم نشاهد منهجية واضحة وطريقة تعامل مهني وقانوني مع مسألة تأمين احتياجات الرياضة في هذه المحافظة أو تلك , حيث نشاهد بين الفينة والأخرى , إن هذا المحافظ قد تبرع بكذا مبلغ لإدارة النادي لشراء تجهيزات أو تأمين سفر الفريق أو تقديم معونة مالية أو ذلك من الأمور التي لا تغني ولاتسمن من جوع , نحن اليوم نبحث عن قانون ومنهج وتعليمات واضحة تجعل هذه الأندية ترتبط بصورة مباشرة بالحكومات المحلية , ولذلك على الحكومات المحلية أن تجد التشريع القانوني الذي يضمن تقديم الدعم المادي للأندية الغير مؤسساتية في المحافظات , وفي عدى ذلك ستبقى هذه الأندية تئن تحت رحمة ومزاج ونرجسية هذا المسؤول أو ذاك ,نحن نعرف إن المسؤول يفتخر ويفرح حينما يشاهد مدينته ومحافظته تبرز في ميدان ما من ميادين الحياة سواء كان هذا الميدان فني أو أدبي أو رياضي أو علمي أو تربوي , هذا يجب أن يكون محط اهتمام المسؤول ,لأنه بالنتيجة إن الانجاز في أي ميدان من هذه الميادين سوف يحسب له وعليه يجب أن يقدم كل ما يستطيع لإدامة زخم الانجاز , واليوم نادي كربلاء احد أندية الدوري الممتاز يعيش تحت خط الفقر , فلو جمعت عقود كل لاعبيه لما وصلت إلى عقود ثلاثة أو أربعة لاعبين من فريق أندية المؤسسات , ومع ذلك نشاهد إن فريق نادي كربلاء يقدم مستوى طيب في مبارياته ,حيث إن الكادر التدريبي واللاعبين هم من يواصلون تقديم العروض الطيبة رغم قساوة الظرف الذي يعيشه النادي والذي بات معروفا للقاصي والداني , لكننا نشاهد في الجهة المقابلة مجلس محافظة كربلاء يتعامل مع الأمر وفق نظرية (الأذن الطرشة).فقد بحت الأصوات وعلت الاستغاثات ولكن يبدو إن الجميع قد وضع قطن العالم كله في أذنه , فلم يكترث احد لما يمر به نادي كربلاء , ولكي لا نبخس الناس أشيائهم علينا أن نذكر بكل اعتزاز موقف السيد محافظ كربلاء الأستاذ عقيل الطريحي الذي قدم كل ما يستطيع للنادي ولكن مثلما يقول المثل الشعبي (االفتك جبير والركعة زغيرة) والأمثال تضرب ولا تقاس , فمتى نشاهد صحوة حقيقية صادقة من مجلس محافظة كربلاء لانتشال نادي كربلاء من الانهيار , فقد أصبحت المسؤولية ملقاة على أعناقكم أيها السادة أعضاء مجلس المحافظة , فالجمهور الرياضي والذي كنتم تراهنون عليه أيام الانتخابات اليوم يدق لكم جرس الإنذار ليقول لكم بكل صدق وصراحة ووضوح إن فريق نادي كربلاء يمثل مدينة سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام وعليه يجب أن نرتقي بكل صدق وإخلاص لكي نقدم الدعم اللازم والمطلوب لفريق نادي كربلاء , فهذا النادي لا يمثل شخصاً بحد ذاته ولا يمثل إدارة ولا يمثل مسؤولاً بل يمثل مدينة ليست كباقي المدن مدينة من أبهى أسمائها كربلاء أصلها ثابت فرعها في السماء.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً
- البيجر...والغرب الكافر