حجم النص
سامي جواد كاظم لا اعلم لماذا اذا ذكرنا فاطمة عليها السلام وما جرى عليها حتى من غير ذكر الاسماء ترتعد فرائص القوم؟ الشيخ عبد المهدي الكربلائي اشار في خطبة الجمعة 14 جمادى الاولى الى استشهاد فاطمة وانها استشهدت بسبب اعتداء تعرضت اليه وهي في دارها ولم يشر لا من بعيد ولا من قريب الى هوية المعتدي، وهذه الحادثة مروية في كتب التاريخ وهي من المسلمات، بل ان هنالك احداث تاريخية تجعل من يطلع عليها يستفهم عن اسبابها، فمثلا عندما يذكر البخاري ان فاطمة ماتت وهي واجدة على الاول والثاني، فمن حقنا نسال لماذا وجدت؟ وانها ماتت وعمرها ثمانية عشرة سنة فاننا نسال ماهو سبب الوفاة ؟ وان قيل اين قبرها سيذكر التاريخ انها اوصت ان لا يعرفه احد ولا يسير خلف جنازتها احد، هذه الاحداث الا يحق لنا ان نسال ماذا جرى على فاطمة بعد وفاة ابيها؟ وان قيل انها بضعة الرسول فلماذا لم تشر مصادرهم عن سيرتها بعد ابيها وكيفية وفاتها؟ ولله حكمة فيما جرى على فدك وكيف تناقلت ملكيتها بين الاغتصاب والبيع والهبة والاسترداد طوال الحكم الاموي والعباسي وهذا ايضا يجعلنا نسال ما حكاية فدك؟، وايضا عندما نقرا امنية الخليفة الاول عند وفاته انه لو لم يكشف عن بيت فاطمة، فماذا يعني انه كشف عن بيت فاطمة ؟ موقع ايلاف موقع غايته الفتنة والطائفية وهو معروف الهوية لاسيما جل كتابه من البعثية ومنهم اسامة مهدي الذي فضح القوم وخليفتهم باثارة ما ذكرت مصادرهم بخصوص الاعتداء على بيت فاطمة، فكانه اثبت ما تجنبه الشيخ الكربلائي مراعاة لشعور القوم ولكنه لا يجامل على حساب معتقد ثابت في الاسلام، بانه ذكر ان هنالك اعتداء على بيت فاطمة من غير ذكر هوية المعتدي، الا ان اسامة مهدي يحتفظ بالادلة الموثقة على هوية المعتدي فذكره بالاسم، والدليل مصادرهم ومنها هذه القلة. ما رواه ابن قتيبة الدينوري في الامامة والسياسة 1/ 30، (وأنّ أبا بكر تفقّد قوماً تخلفوا عن بيعته عند علي كرّم الله وجهه، فبعث اليهم عمر فجاء فناداهم وهم في دار عليّ، فأبوا أن يخرجوا، فدعا بالحطب، وقال: والذي نفس عمر بيده، لتخرجنّ أو (لأحرقنّها) على من فيها!!. فقيل له: يا أبا حفص! إنّ فيها فاطمة؟! فقال: وإن!!…)، ومثله وبالاسم رواه كل من أبو الفداء إسماعيل في المختصر في أخبار البشر 1/156، ابن جرير الطبري في تاريخه 3/198 مصنف كتاب المحاسن وأنفاس الجواهر، البلاذري في أنساب الاشراف 1/ 586 ج 1184 دار المعارف، الشهرستاني في الملل والنحل: 1 / 56، العقد الفريد / ج5/ 12 طبع مكتبة الرياض الحديثة، وأيضاً روى المسعودي في (إثبات الوصية): ((.... فأقام أمير المؤمنين(عليه السلام) ومن معه من شيعته في منزله, بما عهد إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فوجهّوا إلى منزله فهجموا عليه وأحرقوا بابه واستخرجوه منه كرهاً وضغطوا سيدة النساء بالباب حتى أسقطت محسناً وأخذوه بالبيعة فامتنع...(المصدر:153 -155). ودائما الشعراء يوثقون التاريخ بشعرهم وجاء شاعر مصر حافظ ابراهيم ليقول: و قولـة لعلـي قالـهـا عـمر أكرم بسامعها أعظم بملقيـها حرقتُ دارك لا أبقي عليك بها إن لم تبايع و بنت المصطفى فيها واخير ليعلم موقع ايلاف ومن يكتب لموقع ايلاف ان قضية فاطمة عليها السلام قضية محورية في الاسلام ولا يمكننا ان ننكر ماجرى عليها واما اذا كان هنالك من قال براءيه بخصوص الحادثة ومن غير الاستدلال بالموثق من المصادر فهذا لايعنينا فان كان واحد من الشيعة شكك فالعشرات من ثقاتكم اكد. وحتى نلم الجراح فلنتجاوز الاسماء ولكننا نبقي لشعائرنا الاحياء فليس من المنطق ان نجامل على حساب مشاعرنا ولا يجاملونا بالبحث في تاريخهم قبل تاريخنا، فلو ادعى الشيعة ما ليس هو بحاصل فطالبوهم بما تثقون به من مصادر.
أقرأ ايضاً
- شط الكوفة المقدسة معلم سياحي وموقع اثري مميز
- كيف نلجم أصوات الفتنة التي تدفع العراق إلى التفكك
- عن الشبيبي ونواب الفتنة