حجم النص
بقلم / مسلم ألركابي ينشغل الشارع الكربلائي ومنذ فترة ليست بالقصيرة بموضوعة ربما تكون جديدة عليه وهي قضية استجواب محافظ كربلاء من قبل مجلس المحافظة وهذه القضية هي بحد ذاتها تعتبر صيغة من صيغ الديمقراطية في عراقنا الجديد ,ويعترف الجميع بأننا كمجتمع عراقي نعتبر من المجتمعات الحديثة العهد بالديمقراطية وصيغها رغم إننا نعيش في زمن التغيير بعد سقوط صنم الديكتاتورية في نيسان 2003 ,ونحن هنا لسنا في معرض الحديث عن الديمقراطية وفلسفتها ,وهذا الأمر متروك لأصحاب الشأن الذين يجيدون تقييمه بشكل أفضل ,لكننا نود أن نقول إن مدينة كربلاء بكل ارثها وتاريخها وقدسيتها ومكانتها هي مدينة ليست من استحقاق جهة ما أو حزب ما أو شخصية ما أو مؤسسة ما , فهي مدينة من استحقاق السماء قبل أن تكون من استحقاق الأرض وهذه الميزة قد أعطاها الله جلت قدرته لكربلاء حينما شرفها وجعلها مدينة مطهرة بأزكى واطهر الدماء ,ألا وهي دماء عترة النبي محمد (ص) , ومن هنا نقول علينا أن ندرك أهمية أن يتصدى شخص ما أو حزب ما أو مؤسسة ما للعمل في هذه المدينة , ونحن نعرف أيضا إن الحكومات المحلية والتي أنشأت بعد عام 2003 هي حكومات خدمية بحتة , فمجلس المحافظة هو مجلس خدمي بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى ,ومن أولى مهمات هذا المجلس بل من أقدس واجباته هي تقديم الخدمة لأبناء المدينة وزائريها , وهذا بحد ذاته شرف ما بعده شرف , لكننا نشاهد في الفترة الأخيرة إن مجلس المحافظة تحول إلى مجلس سياسي محض , مما جعله يبتعد شيئا فشيئا عن مهمته الأساسية وهي تقديم الخدمة للناس , فهذا المجلس هو نتاج أصوات الناس, فهو استحقاق للناس, قبل أن يكون استحقاق لأحزاب أو كتل سياسية , فالمواطن اليوم يتمنى أن يشهد مجلس المحافظة تنافسا بين أحزابه وكتله على تقديم الخدمة الأفضل للناس, لا أن يتحول المجلس إلى ساحة صراع سياسي لكتل تبحث عن مكاسب ضيقة هنا أو هناك ,المواطن الكربلائي البسيط اليوم, لم يعد يهمه الصراع المحتدم حول قضية استجواب محافظ كربلاء ,حيث يتحدث المواطن الكربلائي في مجالسه العامة اليوم عن ضرورة أن تكون هذه الحماسة وهذه الزوبعة والتي تدور رحاها اليوم بين الأقطاب السياسية في مجلس المحافظة تنتهي إلى تقديم أفضل الخدمات لكربلاء وأبناءها ,لا أن تكون هذه الصراعات وهذه التجاذبات بين أقطاب مجلس المحافظة هي مجرد صرعات للكسب والاستثمار السياسي ,فقد سئم المواطن الكربلائي حالة التردي والتراجع في كل مفاصل الحياة الخدمية والتي يعيش تفاصيلها كل يوم ,فمن يريد أن يبحث عن تقديم أفضل الخدمات لكربلاء ومن يزايد اليوم على كربلاء وارثها وتاريخها وقدسيتها عليه أن يتفانى في تقديم الأفضل ,وان لا يجعل الناس تنشغل بقضية استجواب يشوبها الغموض بكل تفاصيلها ,علينا اليوم أن نجعل الأمور واضحة أمام الناس وان نعطي كل ذي حق حقه ,(وان لا نبخس الناس أشيائهم) ,فمن يتحدث عن توجيه أكثر من 100 سؤال للمحافظ في استجوابه ,ومن يتحدث عن احتفاظه بتساؤلات واستفسارات للمحافظ ,نقول أين كانت هذه الأسئلة والاستفسارات خلال العام ونصف من تولي الطريحي وجعلها تتراكم ولتبرز في هذه الفترة ؟!! , اليوم كربلاء بحاجة إلى محافظ يقود المدينة بكل حزم ونزاهة وإخلاص ,محافظ يخشى الله أولا والمدينة بكل ارثها وتاريخها وقدسيتها ثانيا ,محافظ لا يخضع للابتزاز السياسي ,محافظ يقود المدينة لبر الأمان ,محافظ يقود لا محافظ يُقاد , وكان الله ومدينة سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام من وراء القصد
أقرأ ايضاً
- ظهور إصابة طفيفة في بساتين كربلاء بحشرة سوسة النخيل الحمراء
- تعرف على حالة الطقس في كربلاء المقدسة
- كربلاء تعمل على تخصيص مواقع جديدة لمعامل الاسفلت