- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
رسالة من يهود العراق لمن يريد الهجرة من العراق؟!
حجم النص
بقلم:المهندس سرمد عقراوي لم يكن بالسهل على دولة اسرائيل على جر يهود العراق الى مغادرة العراق لانه بلد ابوهم ابراهيم العراقي وامهم ساره العراقيه كما ان اليهود في العراق كانوا يتمتعون بحياة مرفهه وعلاقات جيده مع المسلمين والمسيحيين ومنه فلقد نصت القوانيين العراقيه آنذاك على تقبلهم في المجتمع بل مشاركتهم للحياة السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه ومنه ففي العراق مثلا وبعد اعلان دستور عام 1908 انتخب اليهودي العراقي ساسون حزقيال عضوا في " مجلس المبعوثان " وتجدد انتخابه في دورات المجلس جميعها حتى قيام الحرب العالمية الأولى، كما عين كأول وزير للمالية سنة 1921 واستمر يشغل هذا المنصب لعدة دورات وزاريه متتالية، بل أن قانون المجلس التاسيسي العراقي الصادر عام 1922 قد نص في الفقرة الثانية من المادة الثالثة على أن يكون من بين اعضاء المجلس التأسيسي العراقي اثنان (2) من يهود بغداد و واحد (1) من كل من الموصل والبصرة وكركوك، كما نصت المادة التاسعة من قانون انتخاب النواب رقم احد عشر (11) لعام 1946 على أن يمثل اليهود ثلاث(3) نواب في قضاء مركز بغداد واثنين(2) في قضاء مركز لواء البصرة ونائب في لواء الموصل الى جانب من يمثلهم في مجلس الأعيان. امام هذه التحديات اضطرت دولة اسرائيل الى استعمال اسلوب العنف (الارهاب) لتخويف يهود العراق واجبارهم على الهجرة الى اسرائيل ؟!. وهنا يعترف ديفيد بن غوريون لصحيفة " كمفر " الناطقة باللغة اليهوديه اوربيه والمسماة باليديشية والصادرة في نيويور بتاريخ 11 /7/1952 بقوله: بدايه اعترافات بن غوريون " انني لا أخجل من الاعتراف بأنني لو كنت املك ليس فقط الارادة، بل القوة ايضا، لانتقيت مجموعة من الشباب الأقويات والأذكياء والمتفادين والمخلصين لافكارنا والمشتغلين بالرغبة، للمساهمة في عودة اليهود الى اسرائيل، ولارسلتهم الى البلدان التي بالغ فيها اليهود بالقناعة الاثمة، وستكون مهمة هؤلاء الشباب ان يتنكروا بصفة اناس غير يهود ويرفعوا شعارات معاداة السامية انني استطيع ان اضمن لنه من ناحية تدفق المهاجرين الى اسرائيل من هذه البلدان سوف تكون النتائج اكبر بعشرات آلاف المرات من النتائج التي يحققها الاف المبعوثين الذين يبشرون بمواعظ عديمة الجدوى ". نهاية اعترافات بن غوريون في كتاب صدر عن دار النشر السفاردية عام 1972 في القدس تحت عنوان " الخروج من العراق " لمؤلفه اسحاق بار موشيه مدير الإذاعة الاسرائيلية، وصف فيه حالة اليهود العراقيين عند وصولهم الى اسرائيل والمعاناة التى لا قوها، والتمزق النفسي والعائلي الذين عانوا منه واللامبالاة التي جوبهوا بها والإحتقار الذي كان سمة كل من استقبلهم هناك، فيقول كنت اتجول بين القادمين كلما منحت لي الفرصة وابحث عن معارفي وأهلي واصدقائي، لقد تحول الجميع الى أعزاء قوم ذلوا واستبيحوا مرتين ن مرة بيد حكومة العراق ومرة بيد حكومة اسرائيل التي لم تدرك خطورة ما قامت به تجاه طائفة يهودية من اعرق وأعظم الطوائف بالعالم. " لقد تعرضنا في اسرائيل لحرب حضارية سافرة، كان الجهل يخيم على عقل كل من قابلناه، كان الجهل بنا وبماهيتنا هو الاهانة الكبرى التي شعرنا بها ونحن نتجول كأشباح فنرصد الأعمال ونبحث عن أمكنة سكن ملائمة او نقضي اوقاتنا في معسكرات الاستقبال او فيما يسمى بالمعابر التي اخذنا نسميها " المقابر " ونحن في اتم الجد وظهرت للجميع مخاطر من نوع لم يحلموا به ولم يفكروا بامكانية وجوده اصلا. كان أعظم وأشنع هذه الأخطار هو خطر انهدام وحدة العائلة، فقد اضطر الأباء الى الاعتماد على الأبناء البالغين وخرجت النساء الى العمل القاسي وأصبح للمسافات قيمتها. تفرقت العائلات ايدي سبأ، الشباب مجندون، البنات والأولاد يعملون كل على مسافة من البيت او التخشيبة واما الأب. فاما هبط الى الأرض يعمل فيها بالفأس بعد ان خسر تجارته ونسي مهنته القديمة واما اقعده الهول والمرض عن ذلك فاكتفى من الغنيمة بمساعدات الأبناء ". " لقد اصبح القادمون مهاجرين مشتتين حقا وقد قدموا خاليي الوفاض من كل شيء وظهر لنا في تلك الأيام ان أحدا في اسرائيل لم يكن ينتظر ان نأتي الا هكذا، واننا بالنسبة للجميع يجب ان نأتي هكذا، كنا نتذكر مؤسساتنا العظيمة وآثارنا المجيدة في العراق ونحن نتبادل نظرات خرساء، وعندما كنا نتقدم نحو الوسط الاسرائيلي الثابت الاركان بحكم كونه قد وصل قبلنا وضرب جناحيه قبلنا فقد كنا نتبادل نظرات نكراء لم يكن أحد طرفيها يفهم الطرف الآخر ". " ان اعجب ما صعب علينا هضمه هو ان البلاد التي قدمنا اليها لم تكن تعرفنا مثلما كنا نحن نعرف انفسنا وتاريخنا، وقد تعزز لدينا الاعتقاد وبمرور الزمن بأن الجهل لم يكن جهلاً وانما تجاهلاً مقصوداً، وفي كل دراسة طالعناها عن يهود اوروبا الشرقية، كنا نحمل على الاعتقاد ان هؤلاء فقط هم يهود العالم ولا مكان بينهم لليهود والمعروفي الأصل والفروع والقادمين من الشرق، كان مؤلما ومهيبا معا ان تخلو الكتب المدرسية من تاريخنا ومن ثقافتنا ومن اسماء كتبانا ومثقفينا وحاخامينا وعلمائنا وشعرائنا ووجهائنا، نحن الذين انتجنا في القرن الأخير فقط طائفة من أحسن كتاب العراق وقضاتها ومفكريها، كنا نستجدي هنا اعتراف البلاد بنا فشعرنا اننا كالأيتام على مأدبة اللئام ". " نتذكر بحزن ان حكام العراق انذاك كانوا يصفوننا بأننا يهود، وقد تركنا العراق كيهود ووصلنا اسرائيل كعراقيين، المنظر مأسوي ومضحك في الوقت نفسه، فقد ساعدنا حكام العراق على تثبيت هويتنا، وها هم اليوم أبناء ديننا وجلدتنا يساعدوننا مرة اخرى على تأكيد وتثبيت عراقيتنا، كان الشعور مؤلما ومثير للحزن في آن معاً". انتهى حديث اسحاق بار موشيه. ارجوا ان تركزوا على النقاط الثلاثه التاليه: الاولى: الجهل وهو جهل حتى اليهود في اسرائيل بمكانه يهود العراق وما يشكلونه من اساس للديانه اليهوديه؟!. الثانيه: ان اسرائيل سعت وبمهاره على تفكك العائله العراقيه اليهوديه في اسرائيل وما يفعلونه في تفكيك العائله المسلمه او المسيحيه او غيرها في العراق اليوم. الثالثه: تعامل اسرائيل مع اليهود العراقيين بانهم عراقييون وليس كيهود عاديين ومنه واذا كان التاريخ يعيد نفسه فلقد سمعت من الكثير من كورد سوريا هذا القول: كنا الكورد في سوريا يسموننا كورد وعندما هاجرنا الى كوردستان العراق فان الناس(كورد العراق) يسموننا سوريين؟!. السؤال هنا هو؟! هل تحاول اسرائيل مرة اخرى لتهجير العراقيين من العراق سواءا اكانوا مسلمين او مسيحيين او غيرهم عن طريق استعمال الصداميين والقاعده وداعش اليوم في قالب واحد وهو الارهاب ؟! سؤال لكم ايها العراقييون لتجيبوا عليه ؟! ولا تقولوا لي بانكم عراقييون للعظم ولكن تسكننون في لندن او دبي او واشنطن ؟! فالعراقي يسكن العراق ويتحمل كل آلالام العراق والعراقيين وليس التفرج عليه من بعد ؟!. اتمنى بان اكون قد وفقت في نقل رساله اليهود العراقيين من كتاباتهم الى العراقيين اليوم والذين يريدون ترك العراق والهجرة الى الخارج. 05-10-2014م مع تحيات المهندس سرمد عقراوي
أقرأ ايضاً
- التأهيل اللاحق لمدمني المخدرات
- منع وقوع الطلاق خارج المحكمة
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر