- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
رد على حيرة الاستاذ سامي جواد كاظم عن مقالته
حجم النص
بقلم:جعفر البياتي إن عدم إحاطة السيد سامي جواد كاظم بمجريات الأحداث في تلعفر والتي أدّت بالنتيجة الى النزوح الأول للأهالي من مدينتهم إلى مدينة سنجار المجاورة 45 كم غرب المدينة ومن ثم النزوح الثاني من سنجار إلى وسط وجنوب عراقنا الحبيب حيث أرواح هؤلاء من أتباع أهل البيت عليهم السلام وأفئدتهم متعلقة وتهوي حباً وعشقا وإطمئنانا إلى كنف أئمتنا عليهم السلام وشيعتهم أيدهم الله وحفظهم، وما سبقت ذلك كله من أحداث في تلعفر والموصل طوال 10 سنوات الماضية، هل يعلم السيد سامي أن أهالي تلعفر العزّل من الشيعة ابتداءاً يقارعون الارهاب منذ عهد المقبور الزرقاوي حيث كانت ثلثي بغداد مسيطر عليها في تلك الفترة وكلن الاهالي لايملكون السلاح ودفعوا قرابة 2500 شهيد بالاغتيالات والسيارات المفخخة وقصف الهاونات والخطف والحصار بكل اشكاله ولم تكن اجهزة امنية حقيقية ايام حكومة السيد الجعفري عدا العديد من عناصر الشرطة الرديئي السلاح والعتاد كماً ونوعاً مقابل عشرات الالاف من الارهابيين العرب والاجانب والمحليين حيث كانت افواج الارهابيين تدخل تلك المناطق قادمين من سوريا افواجا افواجا باسلحتهم ومعداتهم ودون مد يد العون من الحكومة التي كانتمنشغلة بالمحافظة على بغداد من السقوط، حيث كانت اطراف المؤامرة على شيعة تلعفر دولية واقليمية ومحلية(القوات الامريكية- تركيا- الكورد) وكانت بعض الافواج العسكرية التابعة للفرقة2 من الجيش العراقي هي المسؤولة عن حماية المنطقة وجل ضباط وقيادات وافراد هذه القولت كلنوا من الاكراد والعرب السنّة وكانت سياسة التسالم بينهم وبين تنظيم القاعدة هي السائدة حيث كان الارهاب يخطف ويقتل اطفالنا على مرأى ومسمع من قوات الجيش والقوات الامريكية حيث كان السكان الشيعة في تلعفر محاطين بحواضن للقاعدة بمحيطها الممتد من سامراء الى طنجة في المغرب، ومع كل هذه الظروف بقوا صامدين بامكاناتهم الذاتية، في تلك الفترة كان حصار قاسٍ قد ضرب على الشيعة فلا تجارة ولا اعمال والطرف الآخر كان مستوليا على كل شيء فالبضاعة التي كانت تباع في الجانب السنّي بالف دينار كنا نشتريها بسبعة الاف احياناً وقس على ذلك. أول الغيث وصلنا بعد زيارة السيد الجعفري للمدينة وكا ن على وزارة الداخلية انذاك السيد باقر الزبيدي الذي ارسل لواء الذئب في ذاك الوقت بقيادة العميد رشيد فليح(قائد عمليات الانبار حالياً) وحدثت معارك عنيفة ضد عناصر تنظيم القاعدة ورجال الزرقاوي في المدينة وتم قتل اكثر من 200 والقاء القبض على اكثر من 100 من مقاتلي التنظيم الارهابي، وقد اعطى ذلك جرعة من القوة والمعنويات للاهالي خصوصا بعد ايعاز السيد وزير الداخلية باقر الزبيدي بتطويع 500 عنصر في الشرطة والاجهزة الامنية في المدينة بالاضافة الى ال150 شرطياً الذين كانوا موجودين اصلاً حيث قضى اكثر من نصفهم شهداء، ان التحول الدراماتيكي للاحداث كان بعد التفجير المروّع الذي حصل في حي قنبر درة السكني الشعبي المكتظ بالمواطنين الشيعة حيث تم تفجير سيارة لوري كبيرة محملة بقرابة ال3 طن من المتفجرات ومادة الC4 مغطاة ببضعة اكياس من الطحين والتي دخلت المدينة في وضح النهار وعن طريق السيطرات وبمرافقة افراد من الجيش والشرطة المتآمرين مستغلين حاجة النتس والجوع الذي اصابهم نتيجة حصار محافظة نينوى و عناصر القاعدة واخواننا السنّة على السكان الشيعة، حيث أدى الانفجار الى استشهاد اكثر من 200 وجرح اكثر من 500 وهدم اكثر من 100 منزل والعشرات من المحلات التجارية وحرق قرابة ال80 سيارة ولم يتم العثور على العشرات من جثث الاطفال حتى يومنا هذا، حيث كان هذا الانفجار الاضخم والاعنف في العراق منذ سقوط البعث وابى اليوم!، ان هذا التفجير كان كافيا جداً لتفجّر حالة الغضب الشعبي الشيعي والمحفّز الى الانتفاضة والثورة ضد القاعدة وحواضنها في المدينة فقد تحول افراد الشرطة وابناء العشائر الى نمور واسود ونيرانا على الظلمة، ومنذ ذلك اليوم استلمت زمام المبادرة فكان العين بالعين والسن بالسن رداً على كل عملية خطف وقتل وقصف واغتيال حتى بات صوت الاهالي وقدمهم وايديهم هي العليا وتم تطهير المدينة تباعا من كل الارجاس وابناء البغايا ولغاية ليلة سقوط. تلعفر بيد داعش في 17/6/2014، بنفس الطريقة التي تم اسقاط مدينة الموصل بخيانة القادة والضباط وشرائهم بالاموال منذ فترة طويلة وكذلك بحرب المخابرات والاشاعات وانعدام طرق الامداد مع افتقاد المدينة لقيادات عشائرية وعسكرية ودينية واعية وغير جاهزة ومدرّبة لمثل هكذا ظروف ومفاجآت لاسباب كثيرة لايسع المجال لذكرها هنا، مع وجود القليل منهم. اعود واقول للسيد سامي ان بضعة الاف من الشيعة وبامكانيات بسيطة وحصار شديد كانوا قد أقضوا مضاجع الارهاب من المدينة والمنطقة واجتثوهم من المدينة حيث كان المئات منهم يقاتلون في سوريا واماكن اخرى وكانت شرطة تلعفر تداهم اوكار داعش في عقر دار زعيمهم أثيل النجيفي واخيه في الموصل في اكثر المناطق سخونة، حتى ان كثيرين نقلوا وهذا الامر مشهور بين ابناء نينوى ان أثيل رلنجيفي عندما كان ينزعج من استهتارات الارهابيين في الموصل كلن يهددهم (اذا ما صرتو اوادم وعقّال اصيحلكم شرطة تلعفر الشيعة)! هذه الحالة كانت سائدة الى فترة بداية استلام ابو ريغال الغراوي قيادة عمليات نينوى،. في الوقت الذي تنتقد ابناء تلعفر لماذا تنسى الالاف من شهداء الشيعة الذين ذهبوا غدرا من قبل بضعة الاف من الارهابيين وحواضنهم في جنوب بغداد (اليوسفية، اللطيفية، المحمودية) الذين يعيشون وسط عشرين مليون شيعي عراقي ومن ورائهم ستين مايون شيعي ايراني وقد اصبحت هذه المدن المشؤومة كابوسا على الشيعة من المسافرين والزوار وعلى مدى سنوات طويلة لم تستطع لا دولتكم ولا حشدكم الشعبي تأمين حياة اتباع ال محمد ع من شر ابناء البغايا من هذه المدن! أما بموضوع النواب في البرلمان فهناك 4 نواب من تلعفر في مجلس النواب الجديد 2 من الشيعة(مواطن+ قانون) والآخران من السنة(متحدون+ العربية)، رغم عدم ترشيح الشيعة للشخصيات الكفوءة والصالحة لتمثيل شيعة تلعفر بالبرلمان لاسباب ايضا لا مجال لذكرها هنا،وموضوع تحشيد مقاتلين من تلعفر وتدريبهم للقتال استعداداً لتحرير مدينتهم من داعش فهذا الامر جارٍ على قدم وساق وبشكل منتظم ورسمي وسرّي وليس كما تتصور ان احدهم يخاطب المستقتلين للحصول على المساعدات الغذائية وقوالب الثلج او قواطي المعجون حيث لديه اطفال وافواه جائعة تنتظره في محل نزوحه بعد ان تركوا الارض والاموال والاملاك والتاريخ والذكريات وانت تستحقره مانّا عليه بشيء لم تمنحه انت له بل اما حق له من الدولة او احسان من اهل الاحسان من شيعة ال محمد ع الذين لايبطلون صدقاتهم بالمن والاذى ابداً، فان من تنتقدهم هكذا كانوا يقاتلون في الخط الامامي الاول منذ عشر سنوات لينعم اهلنا واحباؤنا شيعة اهل البيت ع في الوسط والجنوب، وهؤلاء قاتلوا لعشرة ايام عالاقل دون جدوى من الصمود حيث قذائف الهاون والمدفعية تمطر على رؤوس اطفالهم ونسائهم في الوقت الذي هرب 72000 من قيادات وجنود جيشك تاركين اسلحة ودبابات ومدرعات ومدفعية وذخيرة واليات ومتفجرات وعربات بقيمة22 مليار دولار لداعش الذي استخدم بعضا هذه الاسلحة في الهجوم على تلعفر،بالاضافة الى عشرات المليارات من الدولارات والاموال.والامتحان الحقيقي قادم بعد شهور قليلة لنرى من الذي سيدافع عن غري نجف علي عليه السلام وكربلاء الحسين والعباس عليهما السلام وعن السيد الحسيني علي وعن الحرائر، اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج وليك الأعظم.
أقرأ ايضاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- الضرائب على العقارات ستزيد الركود وتبق الخلل في الاقتصاد