حجم النص
بقلم:الباحث العلمي علي اسماعيل الجاف تحدث كثيرا مشادات وحوارات ساخنة بين اطراف الحوار والنقاش والحديث وقد يصل الى الشد العصبي واطلاق كلمات غير لائقة، ويتخذ البعض موقفا سلبيا بناء على معلومات منقولة او مرسلة بدون هدف ويتصور ان المتحدث كان هادفا بعباراته وطريقة حواره واسلوبه من خلال لغة الجسد او حركات اليد وملامح الوجه. عموما، تحدث حالات عصبية يصدر عنها كلاما غير مقبولا واتصالا سلبيا يتطلب، اذا كان الشخص مثقفا، الاستقرار الفكري والعقلي واستيعاب المقابل رغم كل حديثه وعيوبه لان العصبية حالة عاجلة تصدر من الانسان قد يتحول في الغالب الى كائن متمرد ومتعجرف ومتسلط يريد ان يبسط رأيه ويحكم الحوار والنزال لصالحه مهما كلف الامر؛ لكن يتوجب دائما الحلم والصبر والاستيعاب وايجاد عبارات رصينة تنم عن وعي فكري وثقافة عامة متحضرة والايتاء بخدمة "الصمت والحكمة" كونهما يؤديان الى النصر بلغة السلام والوئام والاحترام. ويجب ان تكون لغة الحوار مليئة بكلمات وعبارات الاحترام والتقدير وتقبيل جبهة المقابل والاعتذار المفرط حتى يكون المقابل مدركا عبر عواطفه وشعوره واحاسيسه انه قد تصرف خطأ وارتكب ذنبا كبيرا بحق زميله، اخيه، صديقه، اقاربه،... تسعى البلدان المتطورة الى بناء القدرات الانسانية بطريقة تمكن الانسان من النهوض بواقعه والاعتماد على نفسه في مواجهة صعاب وازمات ومشاكل، كذلك؛ بناء شخصية متزنة وقوية ليكون مؤثرا على اسرته وتكوين جيلا ناضجا وواعيا داخل البلد مما يعني تقليل الصدام والمواجهة وتحديد القدرات الفردية تجاه الصبر كونه مقياس الداخل النفسي للانسان ومعرفة مدى تحمله وفق معادلة الفوضى والتنظيم والتعصب والاجتهاد والتذمر. بالحقيقة، نحتاج الى مدارس في التنمية الفكرية المستدامة التي يمكنها رسم خارطة للانسان وايجاد المسارات التمكينية وفق مبادرة تقييم الذات والنهوض بالقدرات والقابليات الداخلية كون الانسان كفؤا وماهرا ولديه طاقات كامنة يتطلب استثمارها في حالة الغضب وعدم الاعتماد على الكلام ناقصا او منمقا وربما يقوم بتحويره وفق رؤية التحريض والاستمالة والتدوير اللفظي والعبارات الإيحائية والإيمائية وإشارات التضاد والتعاكس مما يعني زيادة التشنج والشد والفوضى وربما يصل الى ارتكاب شيئا غير مقبولا اجتماعيا. لهذا، يتطلب المبادرة كونها تقتل الانفصال والانعزال وترطب الانفس.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً
- البيجر...والغرب الكافر