حجم النص
اختفى سجن ابو غريب في العراق من دائرة الضوء وجدلية المشاكسات اليومية التي طبلت لها كثيرا وزمرت لها ابواق الشر بالتشكيك والتسقيط وعولت عليها كثيرا اجندات خفية لتنفيذ غاياتها لخلق ازمات سياسية واحداث خروقات امنية وتبادلت بينها الادوار لتنفيذ سيناريوهات حساسة غاية في الخطورة لتحطيم هيبة الدولة والمساس بكرامة مؤسساتها والقاء سيل من الاتهامات واللوم بالتقصير..عند تعرض السجون لعمليات الاقتحام و تهريب السجناء لينفذوا عمليات ارهابية مولت وخططت لها دولا واجندات خفية. تفاجأ الشارع العراقي بخبر إغلاق سجن بغداد المركزي 32 كم غرب العاصمة العراقية بغداد او ما يعرف بسجن ابو غريب وهو من السجون الكبيرة الذي يقع شمال بغداد, ويعد اخلائه قرارا صائبا اتخذته وزارة العدل مع الادارة العامة في دائرة الاصلاح العراقية , ولقي ذلك الخبر اصداء وردود افعال متفاوتة بين الاوساط الحكومية والمحلية واخرين معارضين تباكوا حسرة وحاولوا ان ينفذوا من سم الخياط تلال اكاذيبهم ومغالطاتهم بغية خلط الأوراق أمام الرأي العام دون التعرض الى حيثيات الحدث وأسبابه الموضوعية . بدايــــــــة مشوار ذلك القرار كانت فــــــي شهر اب عندما تسلــــــم مديــــر عام دائرة الاصلاح العراقيــــة مرتضى نعيم عبد الرزاق الوائلي لمسؤولية ادارة السجون الاصلاحية حيث كان جل اهتمامه وأولويات تحركاته باتجاه تامين السجون ثم الانطلاق الى تنفيذ برامج طموحة في الإصلاح والتأهيل, وفي نهاية شهر شباط من العام الحالي 2014, تدارس مدير عام دائرة الاصلاح العراقية الوضع الامني للسجون الاصلاحية مع الجهات العليا والسيد وزير العدل وكثف من تحركاته واتصالاته في رؤية احترازية تقوض نوايا القوى الارهابية لاقتحام السجون وتهريب النزلاء, وخلصت تلك التحركات والاتصالات الى اتخاذ قرار سريع يجنب حدوث كارثة امنية لا تحمد عقباها ونتائجها... وفي وقت يقبل العراق فيه على اجراء الانتخابات البرلمانية وتشكيل حكومة جديدة وما ستؤول اليه الاحداث قبل وبعد اعلان النتائج. وقال مدير عام دائرة الاصلاح العراقية مرتضى نعيم الوائلي وهو الذي اشرف على عملية نقل النزلاء واخلاء سجن ابو غريب " تعتبر عملية نقل النزلاء واخلاء سجن ابو غريب اكبر عملية نوعية تشهدها الاقسام السجنية في دائرة الاصلاح العراقيــــة ومنذ بداية تاسيسها سنة 1924 حيث نقل 2820 نزيل من السجناء الخطرين وبوقت قياسي قارب الـ(14) يوما فقط في الوقت الذي كانت ابواق الارهاب تعزف على الطائفية وتهيئ لمخطط كبير يهدف لتهريب جماعي لنزلاء سجن ابو غريب واعادة المسلسل الذي اطلقه تنظيم القاعدة بوقت سابق بعملية عرفت حينها باسم (هدم الاسوار) لتهريب السجناء وما نتج حينها من تعرض سجني التاجي لهجوم بقذائف الهاون وتهريب سجناء ابو غريب". واضاف الوائلي لوكالة نون الخبرية " بعد اندلاع الاشتباكات المسلحة بين قوات الجيش وبين ما يسمى بدولة العراق والشام اللا أسلامية في محافظة الانبار وصلت تلك الاشتباكات عند اطراف قضاء ابو غريب وكان هناك تواجد لتلك الجماعات على بعد 1 كم من سجن ابو غريب الذي كان يأوي 2500 سجينا مدانا بأحكام ارهابية وجنائية خطرة فكان لزاما على دائرة الاصلاح العراقية ان لاتقف مكتوفة الايدي امام كل هذا التصعيد وتزايد احتماليات تعرض السجن للهجوم والاقتحام والاكتفاء بما اتخذته القوات الامنية من الشرطة الاتحادية والجيش من تدابير احترازية كما ان منطقة ابو غريب اصبحت منطقة صراع استراتيجية بعد دخول الاشتباكات العسكرية شهرها الرابع بعد فض الاعتصامات في الفلوجة والرمادي ". وتابع الوائلي ان " خطة الاخلاء نفذت بالتنسيق مع كل من مكتب القائد العام للقوات المسلحة وقيادة القوات البرية من الجيش وبداءت ساعة الشروع يوم 1/3/2014 واستمرت حتى 14 /3/2014 تم خلالها نقل 2820 نزيل واستمرت عملية النقل ليلا ونهارا ولمدة 14 يوم دون توقف واستخدمت الطائرات في نقل النزلاء جواً وعجلات قسم التسفير والمحاكم وقسم الآليات وبإسناد قسم الحراسات والطوارئ في الدائرة العامة لنقل النزلاء براً وانجزت العملية دون وقوع حوادث تذكر". ونوه الوائلي الى ان " الدائرة العامة سبقت الخطة وافتتحت عدة قواطع سجنية وقامت بأعمال التأهيل والاعمار لأقسام اخرى لكي تستوعب هذه الاعداد في المواقع السجنية البديلة عن سجن ابو غريب وكانت مفارز من الصيانة والاعمار تعمل ليلا ونهارا تهيئ تلك القواطع وتتابع الخدمات فيها إضافة الى توفير مفارز خدمات تغذية متنقلة تتحرك مع الارتال الناقلة للنزلاء , مراعاة للجانب الإنساني وحاجات النزلاء الصحية ". من جهته بين مدير قسم الطوارئ والحراسات في دائرة الإصلاح العراقية قاسم مهدي محمد لوكالة نون بانه " تم خلال العملية نقل سجناء خطرين واستبدالهم بآخرين ممن لديهم موقوفيه وتامين إحضار امام المحاكم واعتمدت خطة متشعبة ادار غرفة عملياتها مدير عام دائرة الاصلاح العراقية مرتضى الوائلي وكنا نقوم بالطلعات يوميا نسلم ونستلم من 400 نزيل الى 600 نزيل وبرفقة قوة كبيرة من الحماية والعجلات المصفحة بأمرة ضباط التسفير دائرة الإصلاح العراقية ومتابعة مكتب السيد المدير العام وانجزت المهمة بكل سرية وسرعة دون اي حادثة تذكر". واضاف محمد " استمرت العملية دون توقف ولمدة 14 يوم في عملية نوعية رسمت طوبوغرافية جديدة للنزلاء المودعين في الأقسام الإصلاحية وضمن إجراء احترازي غير المعادلة الأمنية لصالحنا في حربنا مع التنظيمات الارهابية ودحر مكرهم السيء ". ومما يشار اليه ان نائب رئيس جمعية الهلال الاحمر العراقي محمد الخزاعي وفي تصريح خاص بإذاعة العراق الحر اكد غرق اجزاء كبيرة من مناطق ابو غريب بسبب غلق سدة النعيمية جنوبي الفلوجة من قبل التنظيمات الإرهابية وانقطاع التيار الكهربائي عنها ومحاصرة الكثير من العوائل في منازلها وتهجير اكثر من الفي عائلة فقرار إخلاء سجن ابو غريب كان قراءة صحيحة وإجراء احترازي أحبط مخططات القوى الارهابية. سجن أبو غريب سابقاً وحاليا يحمل مسمى سجن بغداد المركزي هو سجن يقع قرب مدينة أبو غريب والتي تبعد 32 كلم غرب بغداد عاصمة العراق واشتهر هذا السجن بعد احتلال العراق لاستخدامه من قبل قوات التحالف في العراق وإساءة معاملة السجناء داخله وذلك اثر عرض صور تبين المعاملة المريعة من قبل قوات التحالف للسجناء داخل السجن وتم بناء السجن من قبل متعهد بريطاني في خمسينيات القرن العشرين على مساحة 1.15 كلم مربع مع 24 برج أمني وفي عام 2002 بدأت حكومة صدام حسين بالقيام بتوسعة في السجن تشمل إضافة 6 أقسام أخرى تابعة للسجن. واستخدم سجن أبي غريب في عهد صدام حسين تحت إدارة الأمن العام ووزارة الداخلية التي كانت تلجأ إلى استعمال التعذيب ضد السجناء وقد سجلت منظمات حقوق الإنسان تلك الانتهاكات وكان يضم السجن عدداً كبيرا من السجناء لأسباب جنائية. حيث كان يعتبر هذا السجن بالنسبة للعراقيين سجن رسمي للمحكومين لأسباب جنائية أما معظم سجناء السياسة والرأي كانت لهم سجون خاصة بعيداً عن أعين منظمات حقوق الإنسان وفي التسعينيات أثناء محاولة الانقلاب على صدام قام العقيد نجم مظلوم الدليمي بضرب السجن وتحرير أخيه محمد مظلوم الدليمي ونحو ألف شخص من عشيرته وتوزيعهم على قرى الفلوجة. العراق/ بغداد/ فراس الكرباسي/ وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)
- انتخاب المشهداني "أحرجه".. هل ينفذ السوداني التعديل الوزاري؟