حجم النص
بقلم: عبدالرضا الساعدي كيف يمكن أن يعمّ الهدوء والسلام ؟ كيف يمكن أن تنجلي الغبرة عن سماء البلاد والمنطقة، وهناك من يرتدي شخصيتين في آن واحد.. فهو حكيم وأحمق،وهو يؤمن بالحوار الديمقراطي أمام الفضائيات ووسائل الإعلام، لكنه يصادر الآخر في أقرب مواجهة حقيقية على أرض الواقع.. مثقف مدني في إطلالته (الفيسبوكية) الرشيقة.. متخلف وقبلي حد اللعنة وغليظ القلب واللسان.. يؤشر بالمنطق والسلام والعقل باليمين، ويفخخ العالم ويمدّه بالتطرف، بشماله.. كوارث في هذا العالم، أما أكثرها غرابة وطرافة وبليّة، فهم هؤلاء الذين يحرّضون على تغيير النظم الأخرى وجعلها أكثر حرية وديمقراطية وتعددية، بينما مايزالون يحكمون وفق منطق عصر الجاهلية وأسوأ منها بكثير! حكام وعبيد في آن معا، ونفوس مملوءة بالعُقد والكراهية لشعوب لها امتدادات وجذور حضارية بعيدة وعميقة.. يمتلكون من الثروات ما يكفي لإشباع نصف بؤساء الكرة الأرضية وإسكانهم وتغطية العراة منهم، وبناء مدن كاملة للمشردين واللاجئين والأيتام والأرامل، وبدلا من ذلك يموّلون الشر والإرهاب، ويحطمون الأمن والاستقرر، ويشعلون نار الطائفية ويزيدون من أعداد الضحايا الأبرياء في هذا العالم. ذكوريون ومخنثون.. ساسة و(داعشيون).. متدينون وفجرة.. نزهاء وسماسرة في كل شيء.. وجوههم عابسة ومكفهرة، فكيف يطلب منهم الآخر الأمل والبهجة! وحين يحضرون في مؤتمرات للسلام أو التهدئة والوئام، يصبون الزيت على النار، بينما يرفعون راية الإسلام دونما فعل وصدق ونقاء.. هؤلاء هم بعض أنبياء هذا الزمان، قدم مع الله وأخرى مع الشيطان.. فمتى يحين حسابهم؟، بدلا من مكافأتهم يوميا هكذا، دون ردع على ما اقترفوه بحق الناس الفقراء الأبرياء، سواء في العراق أوالمنطقة كلها..