فوزي الاتروشي.. لموقع نون لا نريد للاعلامي أن يكتب لكي يعيش نريد منه أن يكتب ليغير من الواقع العراقي
انَ هدف الاعلام نقل الحقائق بصورة صحيحة الى الجمهور بطريقة لاتقيده ولا تحدده ، ومفردة التقييد هو مايسعى الاعلاميون العراقيون الى كسر طوقها والانطلاق بحرية في الرأي والكلام والتعبير وهذا لايمكن تاكيده وايجاده من دون تطبيق دستوري فاعل للكلمة الحرة . فالعراق مهد الحضارات وموطن التشريعات القانونية التي فاضت بنور العدالة واشعاعاتها وقوانين العراقيين القدامى وحدت علاقاتهم فاضحى دور العدالة في تلك الحقبة التاريخية المتقدمة صروحا ومعالم حضارية شامخة يلجأ اليها الناس اذا شعروا بالظلم والغبن وضياع حقوقهم المشروعة وفي عهدنا هذا لايعرف الاعلاميون من اين يتسلمون حقوقهم .
تبادرت الى الاذهان اسئلة كثيرة اثناء لقائنا بوكيل وزارة الثقافة الاستاذ (فوزي الاتروشي) تتركز في كيفية بلوغ اعلام حر مستقل .. وقبل هذا لابد من توضيح معنى الاعلام حيث ابتدأناها
• هل أصبح الإعلام العراقي إعلاما متخصصا ؟ وهل نستطيع مقارنته بالأعلام المتطور اليوم ؟
ج: الأعلام العراقي الأن في واقع مختلف جذرياً عن المرحلة السابقة، هناك فضاء واسع للحرية، لا رقابة على الأعلام ألغيت وزارة الأعلام باعتبارها تشكل خطاب السلطة، وفي الدول الديمقراطية لا توجد فيها وزارة للأعلام، أنما الأعلام توزع على مؤسسات المجتمع المدني هذا ما حصل بعد التعديل، ونحن في صدد بنيان كيان مؤسسي ديمقراطي للأعلام، بدون اشتراطات مسبقة وبدون أيديولوجيا تفرض نفسها على هذه الصحيفة أو هذه الفضائية أو تلك، إذن هناك فورة إعلامية بعد 2003، وصدرت عشرات ثم مئات الصحف، لكن الأن ستحصل لها عملية غربلة فهناك صحف تختفي وفضائيات تختفي ويبقى البقاء إلى الأخريات الأصلح، ونحن الآن في الوزارة في صدد تشريع قانون لحماية الصحفيين جسدياً واعتباريا من الناحية الفكرية، وبإقرار هذا القانون في البلد نكون قد خطونا خطوة كبيرة إلى الأمام.
نحن نرى إن الحكومة العراقية لعبت دوراً أساسياً أن يكون الأعلام في الواجهة مؤثراً وفاعلاً مع قضايا المجتمع.
• هل وضعتم كوزارة ثقافة آليات لتشذيب الأعلام الذي يسعى الى نشر ثقافات وتصورات مشوهة عن الواقع العراقي؟
ج: نحن كوزارة ثقافة نعنى بارتقاء في الثقافة وهذه مسألة أساسية أن نرى في وزارة الثقافة أن عملنا المحوري هو نشر ثقافة الحوار الحضاري واللاعنف والتأكيد على الهوية الوطنية من خلال الأبداع الفني والفكري والأدبي والثقافي، واستطعنا أخراج الوزارة من الطائفية هناك الأن في الوزارة سياسة جديدة وأستطيع القول إننا بدءنا في السير على السكة الوطنية والثقافية بعيداً عن التخندق الطائفي.
• يقال إن وزارة الثقافة لا زالت تعاني من الطائفية ما تعليقكم على ذلك؟ وما هي الخطوات التي يجب إن تعمل بها الوزارة لدرء ذلك؟
ج: في الحقيقة وزارة الثقافة كانت من أكثر الوزارات معاناة من الطائفية، وأنقسمت في وقتها على ذاتها، وأنا أقول إذا كانت الطائفية مؤثرة في الوزارات الأخرى، فأنها في وزارة الثقافة قاتلة تؤدي إلى تمزيق الهوية الوطنية العراقية.
كما إننا قطعنا شوطاً كبيراً في الوزارة بالتنسيق مع السيد الوزير د. ماهر الحديثي وهو شخصية إدراية ووطنية معتدلة، ونؤكد معه أهمية الهوية الوطنية الإسلامية المسيحية الكلدواشورية التركمانية، لدينا دائرة للثقافة والنشر كردية ونحن نعمل على فتح قسم أو شعبة للثقافة التركمانية والمكونات الأخرى في العراق، ونسعى إلى خطاب وطني ثقافي عراقي تجاوز الغطاء الطائفي والديني والأيديولوجي، ولهذا مددنا ذارع الوزارة إلى المحافظات والأقضية وفتح أكثر من 20 بيت ثقافي فيها هذه البيوت الثقافية هي بيوت تلاقي والتواصل بين المثقفين وهي بمثابة وزارات مصغرة ترجع إلى وزارة الثقافة العراقية، وتشمل بين ثناياها بيوت للتسامح واللاعنف؛ لأننا نرى أن المشكلة في العراق أخلاقية قبل أن تكون سياسية، بمعنى بقدرها نستطيع أن من هامش الثقافة والأدب والفن والإبداع نهمش ونقزم ثقافة العنف والطائفية في العراق.
• ما هي فعاليات وأنشطة الوزارة التي تقوم بها إزاء الثقافة والأعلام في العراق؟
ج: لدينا مشروع كبير وطموح لفتح البيوت الثقافية في دول الجوار وبعض أنحاء العالم بالإضافة غلى الحضور الذي تسجلهُ وزارة الثقافة للفعاليات الهادفة من خلال تكريم الأدباء والفنانين والمبدعين وتفقد أصولهم، ونحن الأن في صدد تكريم الشباب الذين فازوا في مهرجان الشارقة للإبداع والمهرجان الذي حصل في إيطاليا ومهرجان القاهرة.
• هل اهتمامات الوزارة في احتفالات التكريم على أماكن محددة ؟ ففي كربلاء توجد أكثر من فرقة مسرحية ومبدعة مثل الفرقة الحرة وكثيراً أما حازت على مستوى الوطن العربي؟
ج: أنا ادعوا هؤلاء المبدعين بالاتصال والتواصل مع الوزارة عن طريق البيت الثقافي وأتوعد لهم بكل خير ويزيدنا فخراً بوجود كادر في محافظة كربلاء المقدسة، وخصوصاً أنه لا يخفى إلى الأدب العراقي أسماء وأعلام كبيرة كانت من كربلاء.
• بعد مرور هذه المدة من السقوط والتجربة الديمقراطية التي مر بها العراق هل بدأ المثقف العراقي يعي دورة في بناء المجتمع والدولة أم لازالت الأجندة الحزبية هي التي تتحكم بدور المثقف العراقي وتحدد له سلوكياته وتوجهاته ؟
ج: أن الثقافة كانت مهمشة تابعة إلى الأعلام المؤدلج التابع للسلطة البائدة الآن الأعلام حر ونريد له الحرية ونعمل لنوفر له شروط الحرية، ولا نريد له أن يكتب لكي يعيش نريد منه أن يكتب ليغير من الواقع العراقي، ومن المؤكد ان المثقف العراقي كأي إنسان أخر من الأحزاب الوطنية المتواجدة في الساحة، لكن المثقف المبدع الروائي الشاعر الفنان الرسام في العموم بالتأكيد يسعى إلى تغليب الهوية الوطنية العراقية على هوية الحزب وإلا ما فائدة الثقافة حينها، فالمثقف العراقي لو يتخندق خلف أيدلوجيا ضيقة عائدة لحزبه بنظري يرتكب جرحاً خطيراً في حق الوطن ونحن نرى في الوزارة على المثقفين أن يكونوا الشريحة التي تقف في المقدمة لأن القرار السياسي لا يكون مثقفاً إلا بحضور المثقف العراقي في واجهة الوطن.
• تبنيتم في عدد من مقالاتكم الشخصية قضية إنقاذ وزارة الثقافة وتطويرها أمر حتمي، فما هي الخطوات والإجراءات التي ترونها لتحقيق ذلك الطلب؟
ج: أولاً يجب أن نعتبر وزارة الثقافة وزارة سيادية، تعنى خاصة في المرحلة الحالية بمكافحة الأرهاب، ونشر التسامح بين ربوع المجتمع، لذا ايضاً من الواجب مضاعفة ميزانية الوزارة الثقافة وزيادتها، وللمعلومات إن ميزانية وزارة الثقافة هي أضعف ميزانيات الوزارات، وثانياً يجب أن يولى أهتمام أكبر، وهي مهمة معلقة بنا، ونولي للوزارة بأخراجها من أي تأثر طائفي.
• لا شك إنكم تعلمون بان رسم ثقافة جديدة تبدأ من الطفل، فما تقييمكم لبرامج ووسائل تثقيف الطفل في العراق؟
ج: أنا من المقتنعين أن بذرة الثقافة تبدأ من الطفل، وإنها تبدأ منهُ وهو الأساس، وفي مهرجان الأطفال كان لنا الحضور فيه، قلت وأقول دائماً أن أطفال اليوم هم كبار المستقبل وإذا كان ساسة اليوم أو بعضهم مخطئين في رسم السياسة الصحيحة للوطن، فأن ذلك يعود بالأساس إلى تنشئة هؤلاء الساسة.
إذن التربية في الدول الديمقراطية تبدأ من الطفل، والتنشأة تبدأ من الطفل لذا أرى من وزارة الثقافة يجب أن تولي اهتمام أكبر في رعاية الطفل مما توليه الأن للتواصل مع التراث والعالم وأن تسعى إلى تنشئته ديمقراطياً وثقافة حوارية بالتأكيد ستكون هدية للمستقبل.
• انتشرت بين صفوف المجتمع العراقي عامة والشباب خاصة ثقافة القتل التكفيرية فما دور وزارة الثقافة في دحض تلك الممارسات ونشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي التي ينادي بها الشرع الإسلامي المقدس؟
ج: نحن أساساً من دعاة التسامح والتفكير ضد التكفير، وهذه سياسية أساسية في وزارة الثقافة؛ لذلك نحن نجد على المستوى الإستراتيجي بقدر إيلاء الأهتمام للفنون والآداب والثقافة والإبداع، سنستطيع أن ننهل التراب على ظاهرات العنف والتفكير والإرهاب في مجتمعاتنا، نحن من دعاة غلى خلق مجتمع ديمقراطي قائم منع العنف عمودياً إلى جهة الإغلبيات التي تقمع الأقليات وأفقياً لمنع أي إضظهاد الرجل إلى المرأة. أو السوي ضد المعاق أو الكبير ضد الصغير.
وبالـتأكيد أن التكفير وهو مصادرة حق الأخر ومشروع الموت ونحن نعمل لمشروع يرسم الحياة.
• السياسي العراقي هل المطلوب منه ان تكون ثقافته شمولية؟ ام في المجال السياسي فقط ؟ وهل من الصحيح فقط ان يقيم السياسي على أساس ثقافته العامة؟
ج: يجب أن يكون السياسي محيطاً بثقافة واسعة ومعرفة عامة بشؤون المجتمع الأجتماعية والتقنية كما إن الجانب العلمي يكون مطلوب ولكن السياسي البارع بجي أن يكون له مراس وحنكة ودراية بأعضاء المجتمع على الأقل، بحيث يستيطع أن يكون قارئ جيداً لنبض المجتمع، السياسيين التكنوقراط بالتأكيد قد يكون ناجحاً بالسلطة واللعبة السياسية ولكن قد يكون فاشلاً من الناحية الإنسانية ولاأجتماعية في أداء واجباته في التواصل مع المجتمع حتى يكون له نفوذ قوي بين الجماهير يجب عليه مراعاة ذلك.
• ما تقييمكم لحال الثقافة العراقية، وهل للتغيرات السياسية وغيرها تاثير فيها؟
ج: التحسن الامني وعي الشعب حالياً، أيجابي، كما هو حالة الخفض الأيجابي لحالات العنف والأرهاب، كل ذلك يعني أن الأمن العراقي والضابط العراقي والسياسي العراق بدأوا يحسون أن نوحد صفوفنا وجهودنا في خدمة العراق والهوية الواحدة أو نكتب على أنفسنا مشروع الانتحار الذاتي، وذلك سيؤدي إلى الأنقسام والتقسيم وأعتقد إن الأنتخابات الأخيرة قد أبرزت بوصلة تحدد أولاً وعيه وأيضاً التغلب على واقع العنف والغريب الذي أستشرى في مرحلة سابقة من حياتنا السياسية.
• تبنيتم في عدد من مقالاتكم الشخصية قضية إنقاذ وزارة الثقافة وتطويرها أمر حتمي، فما هي الخطوات والإجراءات التي ترونها لتحقيق ذلك الطلب؟
ج: لا يجوز أن يكون السياسي العراقي متعالي، ولا يتصرف بسلوكيات تذكرنا بسلوكيات النظام السابق، لأن الأن السياسة العراقية شفافة ووضاحة وصريحة وهي يجب أن تكون كذلك في بلد ديمقراطي كذلك الثقافة وكذلك الأعلام، فالأن السياسة على تماس كامل مع المواطن، وبوجود الأنتخابات سواء على مستوى المحافظات أو النيابية، مما أنها تدل على القيم المنتخبة من أعلى مقام إلى أصغر مقام، لذلك من الواجب على السياسي العراقي أن يتنازل للمواطن العراقي وأن يسعى لمرضاته وحل مشاكله وأن يكون مرأته وقريب من نبضه إلى حد الذوبان وإلا فأن الخاسر الوحيد هو السياسي المتعالي.
س: كيف ترون مستقبل الثقافة العراقية؟
ج: نحن نرى أن الثقافة متطورة ونتفاءل بمستقبلها، الثقافة العراقية متشعبة وقوية وأنا أقول أن الثقافة العراقية حينما كانت السياسة العراقية قابلة للأنكسار فأن الثقافة العراقية كانت عاصية على الأنكسار وأبلغ دليل على ذلك، أن خيرة عناوين الثقافة العراقية الجواهري السياب الزهاوي، بلند الحيدري وأخرين ناضلوا حتى الرمق الأخير ضد الدكتاتوري، وشكلوا الهوية الوطنية العراقية من خلال مأثرهم.
• هل أصبح الإعلام العراقي إعلاما متخصصا ؟ وهل نستطيع مقارنته بالأعلام المتطور اليوم ؟
ج: لا الأعلام العراقي الآن حر، وهذه ميزة أساسية يبقى الجانب التقني وجانب الإلحاق بالأعلام في الدول المتحضرة، ما زالت أغلب الفضائيات والقنوات والإصدارات التي تصدر هي عامة شاملة ثقافية سياسية اجتماعية والأعلام التخصصي بحاجة كادر تخصصي وتقنية عالية وبحاجة إلى تخصص في المجال، والدليل لو أمعنا النظر في الأصدارارت تحديداً نجد الذين يكتبون فيها هم أدباء.
حاوره/ حسين النعمة
أقرأ ايضاً
- تصل الى (29) تخصص في اربع فروع العتبة الحسينية: الاعدادية المهنية للبنات تدرس (5) اقسام الكترونية علمية
- تستقبل طلابها في العام المقبل :العتبة الحسينية تُشـّيد جامعة تقنية تضم معاهد واقسام نادرة في العراق
- شاهد عيان: جيش الكيان الاسرا..ئيلي قصف الانسان والحيوان والشجر والحجر