أكد راعي الموسوعة الحسينية ومؤلفها الفقيه آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي على أهمية الموسوعات المعرفية في توثيق الحقائق بما يساعد الإنسانية على تفهم واقع الإسلام والمسلمين. جاء ذلك خلال لقائه مع مساعد الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة رئيس غرفة تجارة النجف الأشرف المهندس زهير محمد رضا شربه الذي جرى في المركز الحسيني للدراسات بلندن، اذ أكد الكرباسي على أهمية أن تتولى كل حاضرة علمية مثل حاضرة النجف الأشرف بتأليف موسوعة علمية معرفية في كل الأبواب تصب كلها في تخليد وتوثيق ما يتعلق بشخصية الإمام علي بن أبي طالب(ع) ومدينة النجف الأشرف التي تشرّفت بمدفنه عليه السلام. وشدّد المحقق الكرباسي على أهمية أن يتولى أعلام النجف الأشرف هذه المسؤولية الثقافية العلمية، مذكراً الوفد الزائر الذي ضم إلى جانب المهندس الشربة كلا من الدكتور محمد جواد الطريحي والإعلامي علاء الخطيب، بما جرى في العام الماضي (24/7/2012م) وبحضوره شخصيا في ضيافة ديوان العلامة الدكتور محمد بحر العلوم في النجف الأشرف حينما تعاهد المجتمعون ومن بينهم أمين عام العتبة العلوية المقدسة العلامة الشيخ ضياء زين الدين على أهمية المشروع العلمي حيث أوكل الى الدكتور بحر العلوم تولي المسؤولية فيما يتحمل الشيخ زين الدين الجانب المادي والإشراف. من جانبه استحن المهندس شربه فكرة المشروع، ووجدها أنها ستسد جانباً كبيراً من الفجوة العلمية، وهو جزء من المودة لأهل البيت(ع) ورد الجميل لهم وهم وصية النبي الأكرم محمد(ص): (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى). وتطرق اللقاء الى أهمية السياحة الدينية في استقطاب البشرية، وقصور البعض في رعاية المنشئات العلمية والدينية والتاريخية التي تحفل بها الحواضر العلمية في العراق وخارجه مثل مدن النجف الأشرف وكربلاء المقدسة والكاظمية وسامراء المشرفتين التي تضم مراقد أئمة أهل البيت. وفي هذا الإطار تناول الدكتور نضير الخزرجي الباحث المشارك في دائرة المعارف الحسينية كيفية تعامل المجتمع البريطاني مع الآثار والحفاظ عليها بوصفها من الإرث القومي والإنساني، مستشهداً بمنزل الأديب الإنكليزي وليام شكسبير في مدينة ستراتفورد آبون أفون (Stratford-upon-Avon) شمال لندن، حيث يتطلب الدخول الى منزله والوقوف على مقتنياته الشخصية دفع مبلغ 50 جنيهاً استرلينيا أي ما يعادل 95 ألف دينار عراقي، أما الوقوف على شاهد قبره فيحتاج الى جنيهين، ويأتي الزائرون من داخل بريطانيا وخارجه للتعرف على آثار شكسبير أب الأدب الإنكليزي، واهتمام بلدية المدينة بمنزله بوصفه من المعالم الإنسانية، مبدياً أسفه لعدم اهتمام المسلمين بشخصياتهم وآثارهم رغم بعد مسافة المقارنة بين شكسبير وغيره من أعلام الأمة الإسلامية وأئمتها. وتطرق الخزرجي إلى قراءة الآخر غير المسلم بشخصيات المسلمين، مثل قراءة البوذ لشخصية الإمام علي(ع) ونجله الإمام الحسين(ع) مستشهداً بمقولة لزعيم البوذ الدلاي لاما مثينا على هاتين الشخصيتين مبدياً اسفه لعدم امتلاك البوذ لهما وإلا لاستطاعوا من خلال واقعة كربلاء ونهج البلاغة أن يعبّدوا كل الناس بالديانة البوذية. من جانبه أثنى الدكتور محمد جواد الطريحي على حديث الفقيه الكرباسي بضرورة الإهتمام بالتراث وعدم العبث بمعالم المدن المقدسة، كما عبّر الأستاذ علاء الخطيب عن قناعته بأن الإمة التي تحفظ تراثها أمة حيّة بأعلامها وتراثها وآثارها. وفي ختام اللقاء أهدى مساعد الأمين العام للعتبة العلوية المهندس زهير شربه، مجموعة من المقتنيات وإصدارات العتبة العلوية المشرفة عرفاناً بالجميل لجهود العلامة المحقق الدكتور محمد صادق الكرباسي في تأليف أكبر موسوعة في تاريخ الإنسانية تتناول شخصية الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب(ع) في 800 مجلد من ستين باباً معرفيا صدر منها حتى اليوم 83 مجلداً، في المقابل أهدى الدكتور نضير الخزرجي عدداً من مؤلفاته المتعلقة بدائرة المعارف الحسينية وبغيرها. وتأتي زيارة وفد العتبة العلوية المقدسة إلى المملكة المتحدة، إلى جانب وفد متحف الإمام الحسين(ع) في العتبة الحسينية المقدسة الذي رأسه مدير المتحف السيد علاء أحمد ضياء الدين، في إطار مشاركة العراق للسنة الثالثة على التوالي في المعرض الدولي للسفر والسياحة في دورته الرابعة والثلاثين الذي انطلقت فعالياته يوم 4/11/2013م ولمدة أربعة أيام في قاعة "اكسيل" شرق لندن، حيث مثّل وزير السياحة والآثار الدكتور لواء سميسم جمهورية العراق.