حجم النص
أصدر نحو 150 كاتبا وصحفيا وباحثا وأديبا وفنانا سوريّاً بياناً تضامنياً مع الشاعر أدونيس، يستنكرون فيه الحملة التي أدارتها مواقع لـ" الثورة السورية" و"الأخوان المسلمين" السوريين، وتدعو إلى إهدار دمه بتهمة "الإلحاد" بعد وصفه بـ"النصيري" و"المجوسي" و "الشبيح المجرم"! وحمل البيان عنوان "دفاعا عن حرية الفكر"، استنكروا خلاله ما تعرض له، ورأوا أن هذه الحملات اغتيال للمستقبل واستهداف «لقيم العقلانية والحرية والكرامة الإنسانية والديموقراطية والعدالة». واستنكر البيان «التهديد الظلامي للشاعر والمفكر أدونيس خصوصاً، وحرية الاعتقاد والتفكير والإبداع والرأي، على وجه العموم".
وكان أبرز الموقعين على البيان: ممدوح عزام، محمد ملص، نبيل سليمان، خالد خليفة، فواز حداد، خيري الذهبي، أحمد برقاوي، يوسف سلامة، فراس السواح، أحمد معلا، عبير إسبر، زياد دلول، مرام مصري، عادل محمود، إبراهيم الجرادي، محمد عضيمة، مصطفى علي، محمد الحاج صالح، غازي حسين العلي، جمال شحيّد، أحمد برقاوي، أحمد حافظ، سامر محمد اسماعيل، عبدو زغبور، أسامة إسبر، هانيبال سعد، عمر الشيخ، بيان الصفدي، زيد قطريب، هشام عمران، سوزان سلمان ...
من جهته، عبر الناقد جمال شحيّد في تصريح نقلته "الأخبار" اللبنانية عن استغرابه لهذه الحملة التي تطال رمزاً ثقافياً بمقام أدونيس، وتساءل «أبهذه اللغة المنحطّة سنبني سوريا الجديدة؟». وقال الشاعر والناشر سامي أحمد «هذا هجوم ظلامي ضد أحد أهم رموز الحداثة العربية ودعاة الحرية. الشاعر السوري أدونيس عاش رافضاً لكل أشكال السلطة، دينية، وسياسية، واجتماعية، متمرداً على سلطة الأب في كل الثقافات، ووصل هذا الهجوم إلى حد إهدار دمه. أيعقل أن يحدث أمر كهذا في بلد ابتكر الأبجدي؟».
في الواقع، فإن الحملات على أدونيس لم تتوقّف منذ أن أعلن رأيه في الانتفاضة السورية، ورفضه خروجها من الجامع. وعلى رغم تصريحاته اللاحقة في تبرير موقفه هذا، وتأكيده على أهمية «الربيع العربي» في أكثر من حوار معه، إلا أن الهجوم عليه لم يتوقّف، حتى إن بعض المثقفين السوريين رفضوا التوقيع على هذا البيان، متجاهلين أن الدفاع عن صاحب «هذا هو اسمي» هو حرب استباقية، عمّا ينتظر مثقفين آخرين من حملات تكفير مشابهة.
وخلال أمسيته الأخيرة في المغرب، أشاد «مهيار الدمشقي» بالربيع العربي٬ هذه الانعطافة التاريخية «التي لم يقلّد فيها العرب الغرب ولا وجّهتهم إيديولوجيا معينة٬ وإنما اندفعوا كبركان بسبب حاجة داخلية ماسة لدى كل واحد لكي يشعر بوجوده وبحريته»٬ مضيفاً «أنا أثق بأن هذا البركان الذي اشتعل لن ينطفئ أبداً، على الرغم من وجود صعوبات داخلية كثيرة".
هذا وقد برر بعضهم عدم توقعيه بأن أدونيس أشاد في العام 1979 بـ"الثورة الخمينية الشيعية" ضد الشاه وبعضهم الآخر اعتبر أن أدونيس" علوي باطني". لكن أيا ممن رفض التوقيع لم يشر إلى تاريخ مواقفه غير المشرفة من قضية الحريات العامة في سوريا. ما يعني أن موقفهم منه " مذهبي" .. فقط لا غير!! بحسب موقع الحقيقة.
وفيما يلي نص البيان:
لعلّ أخطر ما تتعرّض له المنطقة العربية الآن – فضلاً عمّا يستهدف دورها ووحدتها الداخلية - أن تأخذ الأحداث منحىً، يطال إنسانية الإنسان فيها، ويستهدف حياته على أساسٍ من عقيدته، أو رأيهِ، أو انتمائه الفكري، دون إدراك لما لرجال العلم والفكر والثقافة والإبداع من أهمّيةٍ، وما يشكّلونه من زادٍ على طريق المستقبل المنشود، بما يُنتظر فيه من تقدّم واستقلالٍ وحرية ومنعةٍ وكرامة. فهذا التوجّه في مرماه اغتيال لمستقبلنا. ذلك ما أثار استغرابنا إلى حدِّ الذهول أن يُعلن من لَدُن جهة أو أخرى إهدار دم الشاعر والمفكّر أدونيس!!
إننا نحن الموقّعين أدناه، المدافعين عن قيم العقلانية والحرية والكرامة الإنسانية والديمقراطية والعدالة، ندين بأقسى العبارات النيل من الحياة، ومن قيمة الإنسان، ونستنكر التهديد الظلامي للشاعر والمفكّر أدونيس، مدافعين – في الوقت نفسه – عن حرية الاعتقاد والتفكير والإبداع والرأي، لأن الثورات الإنسانية علّمتنا أن شرف الوسيلة من شرف الغاية.
أقرأ ايضاً
- الأنواء الجوية: الحرارة ترتفع بجنوب العراق وتحافظ على اعتدالها في الوسط والشمال
- دراسة علمية جديدة تساعد مرضى السكتة الدماغية على استعادة الحركة
- الانواء الجوية تنشر تقريراً حول موجة الحر المقبلة