حجم النص
بقلم :هادي جلو مرعي
سألني الصحفي الغربي الزائر للعراق عن ساحة كهرمانة ، وعن الفانوس السحري ، وعن نصب بغداد في ساحة الاندلس ، وعن شهريار وشهرزاد وعلى شاطئ دجلة عند شارع ابي نؤاس ؟
حين سالني عن كهرمانة الشابة ، والماء الذي تصب منه في الجرار ؟ قلت ، هي من أعمال الفنان التشكيلي المعروف محمد غني حكمت .
وعن تمثال شهريار وشهرزاد بطلي رواية وقصص ألف ليلة وليلة ؟ قلت ،إنه من أعمال الفنان التشكيلي محمد غني حكمت .
وعن نصب الفانوس السحري المقابل للمسرح الوطني ؟ قلت، هو من أعمال الفنان التشكيلي المعروف محمد غني حكمت !
وعن نصب بغداد في ساحة الأندلس والذي يمثل امرأة تجلس بطريقة تعبر عن لا مبالاة وعن حضور طاغ لشخصية الأنثى الفاعلة والقوية التي تتحمل الصدمات والنكبات والمصائب والمحن والكوارث والتغيرات والتقلبات؟. قلت، هو من أعمال الفنان العراقي الشهير الذي وافته المنيه في العاصة الأردنية منذ عام من الآن التشكيلي محمد غني حكمت...
ضحك طويلاًُ وعلق قائلاً : إنها دكتاتورية مخيفة ، وهل أنتم تفتقدون لروح الإبداع وللفنانين الخلاقين فصار حكمت أوحداً في فنه ؟ وهل ستنجحون في الإطاحة بنظام الإبداع ودكتاتورية الفن التشكيلي التي أسس لها هذا الفنان الجميل ؟ قلت ، لا، وعندنا مزيد من الإبداع ،وبين ظهرانينا مبدعون رائعون ومنهم الناشئون ، عدا عن الذين إختطفهم الموت ومضى بهم بعيداً ولم نعثر لهم على أثر.
مررنا بساحة التحرير ، وسألني عن نصب الحرية ؟ قلت ، هو للفنان التشكيلي الخلاق جواد سليم قام بإنجازه في أعقاب ثورة العسكر عام 1958 التي إنقلبت على النظام الدستوري الديمقراطي وفتحت أبواب جهنم على بلاد الرافدين ، وهذا العمل يخلد ويمجد جرائم الضباط والجنود الذين قتلوا الأسرة الهاشمية صبيحة الرابع عشر من تموز عام 1958 .
قلت ، لاحظ يا صديقي إن أشهر عملين تشكيليين في بغداد هما (كهرمانة ، ونصب ساحة التحرير) والأول يخلد فعل الفتاة بالحرامية ، أما الثاني فيخلد فعل العسكر الأوباش وجريمتهم في إسقاط أول نظام تعددي في هذا البلد الفجيع.
أترقب بإهتمام النصب الذي قدمه التشكيلي عباس غريب ليوضع في ساحة الفردوس عند فندقي الشيراتون والميريديان والذي ينتصب فيه عمل يرفض فعل الدكتاتورية ، ويرمز لوحدة العراق ومحافظاته الثماني عشرة ويستخدم رمزية النخلة العالية تحيط به الأشجار والأوراد والأعشاب دائمة الخضرة والأزاهير ولا يرتفع عن الأرض كما هو الحال الآن مع الساحة التي يمر بها الناس فلا يستمتعون بها فكأنها جزيرة منعزلة .
عباس غريب قد يسقط دكتاتورية محمد غني حكمت .
يعيش عباس غريب ,والموت للدكتاتوريات،والرحمة والخلود لمحمد غني حكمت الكبير بفنه وإنسانيته.