حجم النص
قلم : سامي جواد كاظم
الاستقرار الذي ينعم به اقليم كردستان جاء بعد نكبات وويلات النظام المقبور لاخواننا الاكراد في الشمال ، وعقب الانتفاضة الشعبانية وقمعها بابشع صورة من قبل ازلام الطاغية وبمباركة ومساعدة امريكا والسعودية له ، نال الكرد دون الشيعة حقوقهم واستقلالهم في الشمال بحيث انهم بداوا ببناء اقليمهم بناء حضاري ، مع عدم تدخل حكومة طاغية العراق فيها بل ان الامم المتحدة تستقطع جزء من واردات العراق النفطية الى كردستان .
كل المشاريع العمرانية التي اقدمت عليها حكومة اقليم كردستان كانت بمستوى المسؤولية ، هنالك مشاريع كانت متاحة لهم في وقتها لم يقدموا عليها ابدا ومنها مثلا التنقيب عن النفط ، الذي تسبب في مشكلة بين الحكومة المركزية والاقليم نسال الاخوة في كردستان لم لم تفكروا بالتنقيب عن النفط في زمن الطاغية ؟ لم لم تمنعوا القوافل التجارية التي تمر عبر اراضيكم الى الوسط والجنوب او اخذ رسوم عليها ؟ لم لم تقوموا بنفس الاجراءات التي تتخذونها اليوم للقادمين الى الاقليم من بقية مناطق العراق ؟ لم تكن هنالك اجراءات بحق من يريد السكن او الاقامة في اقليم كردستان من مواطني الوسط والجنوب على عكس ما نراه اليوم؟
نفس الحقوق بل واكثر مما كانت تستقطعه الامم المتحدة من ميزانية العراق في زمن الطاغية لكم تاخذونها اليوم من الحكومة الاتحادية ، فلماذا هذه الازمات ؟
لم يجروء اي مسؤول كردي بمطالبة حكومة الطاغية على اعتماد اللغة الكردية في مؤسسات الدولة او على اقل تقدير على الوثائق الرسمية الحكومية منها مثلا جواز السفر على عكس ما نرى اليوم من مطالبات مكررة ؟
لم يجروء اي مسؤول كردي على رفع علمه دون علم الطاغية في دولته او في المحافل او اللقاء التي يعقدها مسؤوليها على عكس ما نراه اليوم ؟ لم يطالب اي مسؤول كردي بمنصب وزاري او سيادي او حتى سفير باعتبارهم قومية وشريحة مهمة من الشعب العراقي ، على عكس ما نراه اليوم .
الاستقلالية التي كنتم تتمتعون بها سابقا هي بعينها اليوم فلماذا تغيرت المطالب بل وزادت على حساب حقوق بقية المحافظات العراقية ؟
الكلام موجه الى المسؤولين في كردستان وبغداد وليس الى الاخوة من الشعب الكردي فالمعاناة التي عاناها الشعب لايمكن لعاقل ان يجهلها او يستصغرها بل ولازالت اثارها الى اليوم شامخة ومنها وعمدتها حلبجة التي ستبقى وصمة عار بجبين الطاغية والبعثية ومن ساعده على ذلك من دول الاستكبار والطغيان العالمي ، ان الظروف التي تمر بها المنطقة اذا كانت مواتية لتحقيق اكبر قدر من المكاسب فانها ان تغيرت ستسلب اكثر مما كسبتم وليكن التاريخ لكم عبرة ففي الوقت الذي كنتم على مشارف الانتصار على جيش الطاغية منتصف السبعينات بمؤامرة صغيرة بين الطاغية والشاه ادت الى انتهاك حقوق الاكراد ، وكما يقال تلك الايام نداولها بين الامم ، فاعلموا ايها الاخوة في كردستان، لا ضمان لتركيا ولا لايران ولا لسوريا ولا لامريكا ، وفي نفس الوقت الموقع الجغرافي لكردستان لايمكن ان يخدمكم عسكريا اذا ما اتفقت تلك الدول عليكم بل ان الحصار الاقتصادي يكفي للتلاعب بمصير كردستان .
أقرأ ايضاً
- مشروع قانون استبدال العقوبة السالبة للحرية بمبالغ مالية
- مصائب حكومة إقليم كردستان
- إقالة الحلبوسي... نهاية زعامة سياسية وبداية أزمة