- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
التعيينات بين الأنسب...... والاحزب
حجم النص
الكاتب: علي الموزاني
لعل المطلع اليوم على ما يجري في الساحة السياسية وخصوصا في الوزارات والمناصب الحكومية يجد بان الشخص الذي لديه إنتما حزبي أو ولاء لجهة معينة له الفرصة الكاملة في التعيين في أي وزارة يتسلمها حزبه أو جهته وفي المقابل نجد ان الشخص الذي لدية التحصيل العلمي والحاصل على شهادة أكاديمية يطمح لأبسط تعيين فلا يجده وهذا كله بسبب سيطرة الجهات الحزبية على مفاصل الدولة وكأنما هدف التشكيل السياسي اليوم هو الحصول على أعلى نسبة من الامتيازات و التعيينات في التشكيل الحكومي، ليس العدالة وخدمة الناس ومساعدة المحتاجين والتغيير كما يستخدموا هذه المصطلحات في دعايتهم الانتخابية وهذا من اخطر ما تمر به البلاد ولا استثني من ذلك أي حزب أو جهة، والمتضرر الوحيد هو المواطن كعادته، بل إننا نجد ان الوزارات اليوم تلقب باسم الحزب أو الجهة المسيطرة عليها ونجد إن أعضاء الحزب هم الذين يقررون المصير النهائي للوزارة وعملها ويدافعوا عنها وكأنها فرع للحزب وليست وزارة مستقلة تديرها الدولة وشأنها خدمة المواطن بالدرجة الأساس بل الأمر من ذلك إن بعض الوزارات يفرض عليها نسبة معينة لحزبها أو .... أو..... من المقاولات التي تنفذها الوزارة ونجد أيضا إن أعضاء الحزب يتنقلون من درجة وظيفية إلى أخرى ومن دائرة إلى أخرى بلا حسيب ولا رقيب وهذا واضح جدا وخصوصا في مكاتب الوزراء فانه من الأماكن الغير ثابتة فإننا نجد كل وزير يأتي يقوم بتغير الكادر الوزاري ويأتي بأعضاء الحزب لكي يشرفوا على عمل الوزارة وسرعان ما يتغير مكتب الوزير بتغير الوزير إذا انتهت حكومة بل إننا نجد إن هنالك وزارات تكاد تكون خاصة بجهة أو طائفة أو قومية معينة ولا تتعدى إلى غيرها، والأمر من ذلك ان هنالك أحزاب إسلامية ولها تاريخها المشرف من الجهاد والنضال تتخلى عنه اليوم ولا هم لها سوى الحصول على مناصب معينة وأتذكر كلمة لأحد العلماء ويوصف بها حزبا من الأحزاب الإسلامية عندما أصر هذا الحزب على وزارة معينة وقاتل قتال الأبطال لكي يحصل عليها، قال إن الرئيس المخلوع لو كان يعلم بان مطلب الحزب هذه الوزارة لأعطاها لهم ولم يجعلهم بالمعارضة. وهي إشارة واضحة وقيمة إلى إن الأحزاب الإسلامية اليوم باتت تنسلخ عن مبادئها وقيمها الأصيلة التي أُسست من اجلها مع شديد الأسف مما يولد أزمة ثقة بين المواطن والجهات السياسية وحتى الأحزاب العلمانية والشيوعية وغيرها لا هم لهم سوى ان يسيطروا على الحكومة ويكونوا هم أصحاب القرار ولا دخل لهم بالمواطن...
ويبقى المواطن هو المستهدف في الانتخابات والمصالح السياسية وهو أيضا الخاسر الوحيد في اللعبة السياسية، فعليه إن يختار الأشخاص المخلصين والعاملين من أجل المواطن لا من أجل الأحزاب أو الكلمات البراقة أو الشعارات الرنانة فان الذي يرفع شعار الوطن أو المواطن يجب ان يكون فعلا هدفه ذلك وإلا سوف يكون من الخائنين ومن المنافقين الذين لن يسامحهم الله ولا الشعب ولا يكسبوا إلا الخسران المبين والخزي في الدنيا والآخرة.....
السيد علي الموزاني
[email protected]