استهل سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجعية الدينية العليا في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 19 محرم 1430هـ الموافق 2009/1/16م خطبته بالتعرض إلى معاناة الشعب الفلسطيني في غزة هذه الأيام قائلا: مضت أكثر من ثلاثة أسابيع والشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة يتعرض لهجوم بربري وحشي من قبل الكيان الإسرائيلي، ويسقط فيه المئات من الأطفال والنساء وكبار السن ضحايا لهذا الهجوم حيث بلغ عدد الشهداء أكثر من ألف شهيد والجرحى أكثر من 5000، وما يزال الموقف العربي والإسلامي في وضع لا يحسدون عليه .. ومن المؤسف انه وعلى الرغم من كثرة عدد وعديد العرب والمسلمين لم يصدر لحد الآن أي موقف فعال يؤدي إلى إيقاف هذه المجزرة، ونحن نطالب الدول العربية والإسلامية التحرك الجاد والفعال لإيقافها وكذلك بذل الجهود لتقديم المساعدات الإنسانية ولو بحدها الأدنى.
ولأهميتها وقرب موعدها تطرق سماحته إلى قضية انتخابات مجالس المحافظات فقال: نؤكد موقف المرجعية الدينية العليا على ضرورة مشاركة المواطنين بصورة واسعة وفعالة في الانتخابات القادمة من خلال حضورهم في مراكز الاقتراع والاطلاع منذ الآن على كيفية الاقتراع الصحيح بما يجعل صوت المواطن مقبولا في الانتخاب، كما لا بد أن يدرك المواطن أهمية الانتخابات في حياته وكيف يدفع الشبهات، وأهميتها نابعة من كونها فرصة للتغيير نحو الأفضل.
وأكد إن المرجعية الدينية العليا تقف على مسافة واحدة من جميع الكيانات السياسية والمرشحين وهي لا تدعم أية قائمة أو أي مرشح وكذلك ممثليها .. وكل كيان أو مرشح يدعّي أن المرجعية الدينية العليا أو ممثليها يدعمون قائمة معينة أو مرشحا معينا فهو غير صحيح..
وقدم سماحة الشيخ مجموعة من النصائح الخاصة بالمواطنين الذين سيدلون بأصواتهم في تلك الممارسة، وهي كما يلي:
1- الاستدلال من خلال اللافتات التعريفية عند كل وكيل للمواد الغذائية عن اسم ومكان مركز الاقتراع الخاص به.
2- كيفية التصويت الصحيح إذ للمواطن خياران:
أ- التصويت لكيان سياسي معين بإشارة واحدة.
ب- التصويت لمرشح معين ضمن الكيان السياسي التابع له بإشارتين.
3- ضرورة الفحص والتحري عن الأكفأ والأنزه والأكثر إخلاصا وغيرة على دينه ووطنه ومصالح شعبه، ومن لا يبحث عن المكتسبات المادية .
والأمر الثالث الذي تطرق له سماحة الشيخ الكربلائي في الخطبة هو رفع مجموعة من التوصيات إلى الإخوة المسؤولين بمناسبة عرض موازنة عام 2009م حيث قال: بمناسبة عرض الموازنة لعام 2009 م على مجلس النواب، فيرجى ملاحظة ما سبق أن أكدناه، وهو ..
1- الابتعاد عن النفقات غير الضرورية والاقتصار على ما هو أهم وضروري من الاعمار وتقديم الخدمات.
2- يرجى من الحكومة الموقرة التفكير الجدي والدراسة العاجلة لوضع بدائل عن ثروة النفط تكون معاضدة لمدخول هذه الثروة، إذ انه في هذه السنة كان هناك خزين من المال من العام الماضي ولكن في عام 2010 م ربما ستكون هناك صعوبات كبيرة إزاء موازنتها.
وأشار إلى عدد من تلك البدائل منها :
أولا: العمل لتطوير إنتاج النفط وزيادته والإسراع في وضع القوانين والآليات وتفعيل الاستثمار للحقول غير المستثمرة وتطوير الإنتاج للقوى العاملة.
ثانيا: تفعيل السياحة الدينية فهناك مردودات دينية عقائدية واجتماعية وحضارية لهذه الزيارات فلا بد من اتخاذ الخطوات الكفيلة لتفعيل هذه السياحة إذ أن لها مردودا كبيرا يشكل نسبة معتدا بها لدى الكثير من الدول ومن جملة هذه الخطوات :
أ- تشكيل هيئة عليا للسياحة من عدة وزارات (الداخلية ، السياحة ، المالية) وتقوم بوضع آلية دقيقة ومريحة للزائرين وتسهل وصول أعداد كبيرة منهم لأداء مراسم الزيارة، ومن الضروري اتخاذ الخطوات العملية لتجنيب الزائرين الصعوبات في الحصول على تأشيرة الدخول فهناك للأسف الشديد إجراءات متعبة جدا لكثير من الزائرين وهم يشكون من ذلك مما أدى إلى اضطرار الزائر للتوسط لدى بعض الجهات السياسية أو الدينية أو الأشخاص الأمر الذي أدى إلى حصول المحسوبية والمنسوبية، وقد تسرب الفساد المالي والإداري في هذا الميدان.
ب- تخصيص مبالغ مناسبة لتوسعة العتبات المقدسة وتطويرها وإعمارها.
ج - اتخاذ الإجراءات الأمنية الكفيلة بحفظ الأمن للزائرين وأود التذكير بحادثة تفجير الكاظمية إذ من الضروري معرفة الأسباب الحقيقية لهذا الحادث الأليم ومعالجته بحيث لا يتكرر هذا الخرق.
وتوجه سماحته بالشكر لجميع الذين كانوا سببا في إنجاح زيارة العاشر من المحرم قائلا: نتوجه بالشكر الجزيل والثناء الوافر لجميع المواكب والهيئات التي شاركت بهذه الأعداد في زيارة العاشر من محرم الحرام وشكر موصول أيضا للجهات الأمنية والخدمية التي ساهمت في إنجاح هذه الزيارة ونأمل من الآن الاستعداد والتهيؤ لزيارة الأربعين.
وذكّر ممثل المرجعية الدينية العليا في ختام الخطبة الأخوة المؤمنين الحسينيين الاهتمام بالعبادات شاكرا في ذات الوقت الأخوة الحسينيين الذين اشتركوا في عزاء طويريج مؤكدا على: ضرورة الاهتمام بأداء الصلوات في أول وقتها، والتخلق بأخلاق أهل البيت، ووعي المبادئ السامية للإمام الحسين (عليه السلام) وأصحابه، فهناك ممن يشترك في هذه المواكب ولكن لا تجد أي اثر لأخلاق الإمام ( عليه السلام ) في سيرته وسلوكه ومنها التضحية والإيثار وحب الآخرين.
أقرأ ايضاً
- السفيرة الامريكية: للحكومة العراقية الدور بالضغط الدبلوماسي والذي تمخض عنه وقف اطلاق النار بلبنان
- سكان 80 قرية في ذي قار يهربون من الجفاف إلى المدن بحثا عن فرصة حياة
- تحدث عن تلاعب من قبل الكرد.. تركيا تحذر من "العبث" بالتركيبة الديموغرافية في كركوك