كفلَ الدستور العراقي الذي كتبته الأيادي العراقية وأقرّه الشعب في فترة ما بعد التغيير عام 2003، الحريات المدنية والدينية لكافة أطياف العراقيين من قوميات وأديان ومذاهب وأكثرية وأقليات.
وقد ضَمنت كافة مكونات بلدنا حقوقها الدينية من ممارسات وشعائر وحرية رأي ومعتقَد وفكر، في ظل حقوق إنسانية أتاح لها مبدأ تداول السلطة والفصل بين السلطات الثبات والتطور نحو تحقيق العدالة للجميع، وبالنسبة للأديان في العراق فقد تمتعت باستقلالية كاملة لإدارة شؤونها، كما أُنشأت دواوين أوقاف خاصة بالمكونات الدينية الرئيسية من الشيعة والسنّة والمسيحيين.
وقد كان لوكالة نون الخبرية الفرصة السانحة لإجراء حوار موسع وشامل مع رئيس ديوان الوقف الشيعي سماحة السيد صالح الحيدري، للوقوف على مجمل دور ونشاطات الوقف الشيعي في البلاد:
وكالة نون: كيف تحولت وزارة الأوقاف في ظل النظام السابق إلى دواوين أوقاف خاصة بالطوائف العراقية، وما هي مميزات هذا التحول؟
السيد الحيدري: بعد سقوط الطاغية عام 2003 حصلت تغييرات عديدة في النظام الإداري ذو الطابع الاستبدادي الذي كان قائما في السابق، ومنها إلغاء وزارة الأوقاف والشؤون الدينية واستحداث دواوين أوقاف للشيعة والسنّة والمسيحيين بدلاً منها، وقد جاء هذا الاستحداث مراعاةً للتخصص والاستقلالية لكل طيف من أطياف بلدنا العزيز، لتلافي هيمنة أو سيطرة أو أشراف أية جهة من جهات الدولة الأخرى كما كان الحال في النظام السابق، وبالتالي حقّقَ هذا الهدف كلما ينبغي تحقيقه لأماكن العبادة وشؤون الطوائف ومراسيمها الدينية والثقافية.
فيما لو بقي الأمر على ما كان عليه من وجود وزارة خاضعة بطبيعة الحال للمحاصصة فسنجد أن هناك حقوقا تبقى منقوصة لطائفة من الطوائف، ولكن هكذا دواوين يكون العمل تخصصياً فيها وبدون إي تباين في استحصال الحقوق وتحقيق العدالة، خاصة وأن هذا الترتيب لا يضر أبداً بمسيرة العراق الديمقراطية ويُبعد المواطن عن الحساسية الطائفية بشكل مطلق.
وكالة نون: تشير الأرقام إلى أكثر من (120) مزاراً يديرها الوقف الشيعي، فضلاً عن مئات الأملاك الوقفية، هل تديرون شؤون هذا العدد الضخم من خلال مركزية إدارية أم هناك توزيع للصلاحيات يتيح الإدارة المباشرة بصورة أكثر فاعلية؟
السيد الحيدري: المزارات في العراق مرتبطة بالأمانة العامة للمزارات الشيعية، وهذه الأمانة العامة شأنها شأن أي أمانة عامة للعتبات المقدسة، فهي هيأة مستقلة تقوم بإدارة المزارات الشيعية في جميع أنحاء العراق.. نعم مصطلح المزار يطلق عموماً على كم هائل منها ولكن هناك تباين بين مزار وآخر من ناحية اهتمام الزائر.
نحن نسعى من خلال الأمانة العامة للمزارات لتوفير ما يمكن توفيره.. العدد أكثر مما ذكر في السؤال ولكن الاهتمامات أقل مما ذُكر بمعنى أن هناك أولوية لبعض المزارات تدرُّج في الاهتمام والإعمار، فعلى سبيل المثال هناك أولوية لإعمار مراقد مثل السيد محمد ومسلم بن عقيل وميثم التمار وزيد بن علي عليهم السلام وبعض أولاد الأئمة عليهم السلام وأصحابهم أيضاً.
وكالة نون: الأموال والنذور التي تأتي إلى المزارات والعتبات المقدسة سواء من الداخل أو من الخارج، من هي الجهة المسؤولة عنها، وكيف تتم إدارتها؟
السيد الحيدري: كل أمانة عامة للعتبات المقدسة هي مسئولة عمّا يعنيها في هذا الأمر استنادا لقانون رقم (19) لسنة 2005، فالأمين العام ومجلس الإدارة هما مَن يقرر كيفية الصرف وفق شرط المبالغ التي استلموها، لأن هناك مبالغ مشروطة وأخرى غير مشروطة وإذا كانت غير مشروطة فلهم الحق في استخدام هذه الأموال لأي مشروع من مشاريع التطوير أو خدمة زائري العتبة أو تطوير العتبة.
هذه الجهات هي المسئولة تماماً عن هذه الأموال، ونحن من جهتنا نثق بها تمام الثقة فهي أدت ولا تزال دورا فاعلا في تطوير العتبات وتطوير الخدمات التي تقدَّم على الرغم من الزيادة الهائلة في أعداد الزائرين للعتبات المقدسة وفي مقدمتهم مدينة كربلاء المقدسة.
وكالة نون: يُشاع أن هناك أوقافا عينية ومادية ضخمة في إيران خاصة بالعتبات المقدسة في العراق وقد تراكمت لأكثر من 30 عاماً ما هي تفاصيل هذا الملف؟ وهل هناك نيّة للتفاوض بشأن هذه الموقوفات لاستلامها؟
السيد الحيدري: تراكم الأموال لأكثر من ثلاثين عاما كلام يعدّ رجماً في الغيب.. هناك فعلاً أوقاف من الإيرانيين إلى العتبات المقدسة وإذا كانت مشروطة فيجب الالتزام بشرط الواقف.
بمعنى أن هذه الأموال والوقفيات مواردها للعتبات المقدسة بشرط الواقف، وهي فعلاً موجودة منذ زمن الإمام السيد الخميني -رحمه الله- حيث طلبت إدارة الأوقاف الإيرانية من السيد في حينه أن تُصرف هذه الأموال في داخل إيران لعدم التمكن من إرسال هذه الأموال إلى العراق بسبب الحرب وبسبب الحكومة الظالمة الموجودة في العراق آنذاك، إلا أن السيد -رحمه الله- كتبَ لهم بأنه لا يجوز ذلك، وإنما بعد انتهاء الحرب إن شاء الله وبعد استلام المؤمنين زمام الأمر في العراق تُرسل هذه الأموال إلى العتبات المقدسة.
نحن لا نعرف حجم هذه الوقفيات ونوعها..التصريحات بهذا الشأن كلها كلام بعيد عن الدقة، ونقول أن هناك أموال موجودة ولكن لا توجد أي قيمة تقديرية لها، وقد تحركنا رسمياً فسافرنا إلى إيران مع وفد عراقي والتقينا بوزير الأوقاف الإيراني في نهاية عام 2005، وبحثنا في هذا الموضوع وطلبنا منهم القيام بتحليل كامل بخصوص هذه الأموال، وبإطار كل عتبة من العتبات المقدسة وكل مدينة من المدن المقدسة، هذا جانب والجانب الثاني بيان شرط الواقف لأنه يجب علينا أن نطبّق شرط الواقف من الناحية الشرعية فكما هو معروف أن شرط الواقف كنص الشارع. وأشرتُ أيضا إلى ضرورة الإسراع في استرجاع هذه المبالغ لتنفيذ شروط الواقفين، لأنه أمر يحثنا الشارع المقدس على تنفيذه وأن أي تأخير يعدّ مخالفة شرعية، ولكننا لم نحصل في حينها على أيّ رد.
وبعد حوالي ثلاث سنوات قمتُ بتوجيه دعوة إلى وزير الأوقاف الإيراني الجديد وجاء إلى العراق وزار العتبات المقدسة والتقى بعض المسؤولين العراقيين، ثم زار السيد الإمام السيستاني -أعزّه الله -وبعدها وقعنا مذكرة تفاهم على أن تحوَّل مبالغ الموقوفات إلى ديوان الوقف الشيعي ليتمكن من توزيعها وفق الجدول الذي يُرسل مع المبالغ لتحقيق شروط الواقف، ومنذ ذلك التاريخ وإلى يومنا هذا لم نحصل على جواب ولم نستلم أي شيء.
ثم وُجّهت إلينا دعوة لزيارة إيران قبل شهرين تقريباً فأجبت أن قبول الدعوة مشروط بحل مسألة الموقوفات ضمن سقف زمني محدد، وإذا لم يحصل ذلك فأنني سوف أذهب مباشرة إلى السيد الخامنئي -أعزّه الله- ليضع حلاً لهذه المسألة، التي لم نجد لتأخيرها تفسيراً سوى أن وزير الأوقاف الإيراني الثاني الذي وقّع معي وثيقة التفاهم قال لي في لقاء جمعنا في جدة على هامش اجتماع وزراء الأوقاف (نحن في حيرة من أمرنا لأنه يأتي أشخاص من جهات متعددة ويسألون عن هذه الأموال ولا ندري من هو المسؤول)، فقلتُ له أنتم وقعتم مذكرة تفاهم معي فلماذا تقولون لا نعرف من هو المسؤول؟ ومَن الذي دعاك إلى العراق ومن وقّع معك مذكرة التفاهم؟ نحن المسؤولون عن العتبات المقدسة كلها.. رئيس ديوان الوقف الشيعي مسؤول عن العتبات. الحقيقة كان التهرّب هو الجواب الوحيد الذي حصلنا عليه.
بعد ذلك وصلتنا مذكرة من وزارة الخارجية الإيرانية تطلب فيها تأجيل البت بالموضوع فقمتُ بإرسال كتاب إلى السفير العراقي في طهران وشرحتُ له الموضوع تفصيليا وطلبتُ منه أن يتبنى هذا الموضوع ويراجع وزارة الأوقاف الإيرانية ويعطينا النتائج، ولم نحصل على ردّ أيضاً فيبدو أن سفيرنا في طهران لم يتمكن من الحصول على جواب من وزارة الأوقاف الإيرانية بل وصلتنا بالتزامن مع ذلك دعوة من جانبهم ولكني كما قلت رفضتُ الدعوة وأبلغتهم أننا فتحنا الموضوع من خلال سفارتنا في طهران وسوف نحصل على ما نريد.
وكالة نون: هناك تحديات كبيرة تواجه التحول الذي حصل بعد عام 2003 ومنها إعادة اندماج العراق دينياً مع محيطه العربي والإسلامي، فما هو دور الوقف الشيعي هنا، وما هي أهم النشاطات التي قمتم بها في هذا المجال؟
السيد الحيدري: ديوان الوقف الشيعي بعيد عن عالم السياسة لكننا نحضر التجمعات عندما توجَّه لنا الدعوة فهناك مشاركات لنا في تجمعات إسلامية كثيرة سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، وقد حضرنا مؤتمرات عالمية عديدة تمثّل القوى الدينية في العالم، وكان رئيس ديوان الوقف الشيعي يمثل المسلمين الشيعة في العراق.. نحن نحضر في القدر المفيد كما حضرنا بقوة في وثيقة مكة والتي لا تزال وثيقة قوية لها دلا لاتها.. حيث كانت كل فقرة منها تُعرض على سماحة السيد السيستاني (دام ظله) أولاً ونأخذ المصادقة عليها منه مباشرة للموافقة والإقرار، والحمد لله رب العالمين خرجت وثيقة مكة بشكل جيد جداً وأثرت إيجابيا في وضعنا الداخلي مع أن شيوخ الوهابية في السعودية لم يوافقوا على ما ورد فيها أو لم يوقعوا أو يؤيدوا على ما ورد فيها من الآيات القرآنية الشريفة والأحاديث النبوية المتفق عليها بين جميع المسلمين.
وكالة نون: ما هي أهم المشاكل التي يواجهها عمل الديوان؟ وهل هناك خطة تشمل نشاطات خارجية؟ السيد الحيدري: في النشاطات الخارجية نحن محددون بميزانية لا تسمح لنا أن نقيم مشاريع في الخارج كما هو الأمر بالنسبة للسعودية أو إيران على سبيل المثال.. هؤلاء لديهم تخصيصات مالية معينة للقيام بمشاريع خارج بلدانهم ونحن ليس لدينا تخصيصات في هذا المجال، ومع هذا نحن الآن نعمل على إنشاء مساجد في العواصم الأوربية، وتحركنا بداية في النرويج وحصلنا على الموافقات الخاصة، ولكن الاعتراض كان من وزارة التخطيط العراقية بحجة أن هذا يخالف تخصيصات وعمل ديوان الوقف الشيعي.
ومع ذلك نحن نضغط بقوة من أجل فتح هذا الباب من خلال تخصيصات معينة للنشاطات الخارجية، فطلبات إقامة المساجد ورعاية النشاطات الدينية تصلنا من أبناء العراق المسلمين الشيعة في كل بقاع العالم.. البناء هو المهم لدينا في الدرجة الأولى ثم تأتي باقي النشاطات فعندما نبني مقرات كبيرة ومحترمة للشيعة في بلدان العام فإنها ستكون إطلالة يمكن أن تقدَّم من خلالها الخدمات بشكل أوسع. وكالة نون : هناك نشاط لدى الديوان من ناحية إنشاء المدارس الدينية في عدد من المحافظات. ما هي مميزات هذه المدارس؟ وكيف يتم الاستفادة من خريجيها؟
السيد الحيدري: مدارس الوقف الشيعي تقسم إلى قسمين، الأول مدارس أكاديمية اعتيادية مع إضافة كتب إثرائية من قبلنا، والمقصود بها كتب الأفكار والعقائد والأخلاقيات المستمدة من مدرسة أهل البيت عليهم السلام.. نضيف هذه الكتب كهدية لهم ولعوائلهم وأساتذتهم مع مراعاة مستوى الكتب الفكري للمرحلة العمرية للطلبة.
ومن جانب آخر هناك رعاية منهجية للاحتفالات والنشاطات الدينية والسفرات إلى العتبات المقدسة من أجل التواصل ومن أجل بيان مفاهيم الزيارة وأهدافها، ومن هنا نجد أن مستوى طلبة هذه المدارس وأساتذتها بشكل عام هو من أفضل المستويات التعليمية.
وبالنسبة للتحصيل الدراسي في مدارس الوقف الشيعي فإنه كباقي المدارس في العراق أي أن الخريج منها يذهب إلى الجامعات والمعاهد المختلفة. ولكن المدارس الدينية عندنا تدرّس الفقه والعقائد والأصول وتعطي شهادة معادلة للإعدادية ويدخل خريجيها في كليات العلوم الإسلامية في الجامعات.
وكالة نون: لمسنا من خلال زيارات العمل أن هناك قبولا ورضى لدى الأمانات الخاصة من الأمانة العامة الجديدة للمزارات، مع ذلك وجدنا أن هناك احتياجات ملحة لهذه المزارات في البنى التحتية، وافتقادها للبرامج السياحية، فهل هناك خطة بهذا الشأن؟
السيد الحيدري: نحن في توجيه ومتابعة مستمرة مع الأمانة العامة للمزارات من أجل الدعم، وعملنا متواصل في هذا المضمار من خلال الإمكانيات المتوفرة لدينا ولكن لا يمكن توفير كل الاحتياجات لكل المزارات دفعة واحدة، وكذا الحال بالنسبة للعتبات المقدسة، لأن المشاريع المطلوبة لا تنتهي على الأمد القريب بسبب التوسع الكبير المطلوب للمزارات والضرورات الخدمية للزائرين ومراعاة تزايد أعدادهم كل عام بصورة هائلة.. نحتاج إلى وقت أكبر وعمل متواصل ودعم متواصل للأمانات الخاصة والعامة للعتبات المقدسة والمزارات.
وكالة نون: تتزايد الحاجة لإبراز النشاطات الخاصة بالعتبات المقدسة في بغداد والنجف الأشرف على مستوى البث الفضائي، ما هي رؤيتكم لهذا الأمر؟ وهل هناك خطة لذلك؟
السيد الحيدري: هذا الأمر بحاجة إلى دراسة دقيقة ورؤية مستقبلية، وإن كانت هناك مطالبات لبث فضائي فنحنُ نتحفظ على هذه المطالبات.. هنالك رأي لأن تكون فضائية كربلاء هي الفضائية الرئيسية التي تبث برامج ونشاطات كل العتبات المقدسة في العراق لتكون فضائية العتبات جميعاً، ولفتح فضائيات أخرى أنا أرى أننا غير مؤهلين لذلك بسبب صعوبة وضع سياسة محددة ورؤية واضحة وبرامج للمحطات الفضائية.
وكالة نون: هل هناك نشاطات للديوان فيما يخصّ دعم ورعاية الفقراء والمتعففين والأرامل والأيتام؟
السيد الحيدري: نقوم بحملة كبيرة في هذا المجال وهناك مبالغ مخصصة لأكثر من (5500) عائلة ندعمها شهرياً، وهناك أيضاً دعم مستمر لكافة الأيتام المسجلين في مدارس الوقف الشيعي في العراق بمبلغ خمسون ألف دينار شهرياً لكل يتيم، وبشكل عام مساعداتنا مستمرة بهذا الاتجاه وفيما يخص مشاريع الزواج وغيرها، ولكننا نشير إلى أن أعداد الأيتام تتزايد بصورة مستمرة خاصة لأتباع أهل البيت عليهم السلام وذلك لشدة الهجمات الإرهابية الموجهة ضدهم، وبالتالي نحن هنا أيضاً ندعو كافة القوى الخيرة التي تسعى لعمل الخير أن تكثف جهودها في مجال رعاية الأرامل والأيتام والمعوزين.
وكالة نون: هناك حديث حول حالات فساد إداري في أقسام الوقف الشيعي، فما مدى صحة هذه الأقوال وما مدى نسبة تفشي الفساد؟
السيد الحيدري: عندما حصل حديث حول فساد مالي في ديوان الوقف السني أراد البعض أن يعمل موازنة بين الوقف السني والوقف الشيعي فقال أن هناك فسادا ماليا في الوقف الشيعي، ونحن بدورنا نقول ليس هناك أية مؤشرات فساد في الوقف الشيعي ولم يقدّم لنا أحد ممّن ادعى هذا الادعاء أي شيء من هذا القبيل.
وكالة نون: لمحافظة كربلاء المقدسة متطلبات خاصة لتميُّزها بكثرة المناسبات الدينية والزيارات المليونية، ما هي أبرز الخطوات المتخذة في هذا المجال؟
السيد الحيدري: كل جهودنا وأنظارنا باتجاه كربلاء الحسين عليه السلام وأبي الفضل العباس عليه السلام.. تخصيصات هائلة قُدمت للعتبتين المقدستين في كل المناسبات، ونحن نسعى بمختلف الوسائل للحصول على الأموال من أجل دعم هذه العتبات المقدسة، وبالتالي فإن الخدمات التي تقدَّم من قبل العتبات هي امتداد لجهودنا باعتبارها من تشكيلات الوقف الشيعي، ونحن سعداء جداً بجهود العاملين في العتبتين المقدستين.
وكالة نون: كيف ترى ضرورة التوجه نحو إعلام ذي أبعاد عالمية وبلغات أجنبية في سبيل نشر مبادئ الإسلام الحنيف البعيد عن التطرف والتشدد ونشر مفاهيم أهل البيت عليهم السلام؟
السيد الحيدري: نحن سعداء جداً عندما نسمع رسائل بلغات مختلفة في وسائلنا الإعلامية، توصل فكر أتباع أهل البيت عليهم السلام إلى عموم المسلمين في العالم، خصوصاً وأن هناك هجمة مضادة كبيرة جداً وشريرة وافتراءات كبيرة من قبل التكفيريين والوهابيين ضد الشيعة.
ونؤكد أننا بأمس الحاجة إلى مضاعفة هذه الجهود المباركة وتوسيع نطاق هذا الجهود من أجل الوصول إلى أبعد نقطة في العالم، وإفهام الناس أن الإسلام هو الدين الحق ومذهب أهل البيت هو المذهب الحق، وأن الذين يفترون على الإسلام وعلى أتباع أهل البيت إنما هم جهلة أو منافقون.
وكالة نون: هل لديوان الوقف الشيعي أوجه تعاون مع ديوان الوقف السني أو ديوان الوقف المسيحي؟
السيد الحيدري: من جملة الأهداف في مسودة قانون الوقف الشيعي التعاون بين الشيعة والسنة والتعاون بين المسلمين وغير المسلمين، ونحن متمسكون بهذا المبدأ وهذا هو أيضاً رأي المرجعية الدينية العليا المتمثلة بسماحة السيد السيستاني (دام ضله)..علاقاتنا جيدة جداً مع رئاسة ديوان الوقف السني بالرغم من وجود بعض الاختلافات التي لا تؤثر إطلاقاً على قوة العلاقة بيننا، وكذا الحال مع القيادات الدينية المسيحية والصابئة وغيرها، علاقاتنا متميزة معها سواء كان بالحضور أو بالمساهمة أو أي أمر من أمور التواصل.
وكالة نون: : هنالك مشكلة مزمنة يعاني منها منتسبو العتبات المقدسة وهي موقفهم الوظيفي حيث أنهم غير منتمين إلى سلّم الرواتب الوظيفي للدولة والامتيازات والضمانات التي يقدمها، ما هو تعليقكم على هذا الموضوع؟
السيد الحيدري: المسألة ليست متعلقة بالوظيفة الحكومية أو غير الحكومية أنما هي قلق المنتسب على مصيره عند نهاية خدمته في العتبات المقدسة، نحن بصدد إكمال مشروع صندوق تقاعدي لمنتسبي العتبات المقدسة والمزارات، وقد ضعنا أسساً مطابقة تماماً لما هو موجود في باقي مؤسسات ودوائر الدولة، بل أنني أرى أن تقاعد منتسبي العتبات والمزارات سوف يكون أكبر مما هو موجود في دوائر الدولة، لأن قوانين الدولة تحدد رواتب الموظفين وفقاً للشهادات الأكاديمية فقط، فيما يختلف الأمر في العتبات المقدسة حيث ستكون هناك محفزات إضافية تتعلق بالخبرة والإخلاص والإمكانية والعلاوات السنوية التي ستكون أكبر مما هو موجود في دوائر الدولة.. سيكون الراتب التقاعدي لمنتسبي العتبات المقدسة أكثر من موظفي الدولة.
وكالة نون : كلمة أخيرة؟
السيد الحيدري: أنا سعيد جداً من العاملين في العتبات المقدسة ولا سيما العتبتين الحسينية والعباسية المقدستين، لما لمستهُ من ارتياح الناس وخاصة بعد انتهاء الزيارة الأربعينية الأخيرة، حيث الجميع يثنون ثناء عاليا على جهود هاتين المؤسستين الدينيتين المقدستين... أتمنى الخير لمنتسبي العتبات المقدسة وللعراقيين جميعاً والرفعة والسؤدد لبلدنا العزيز.
حوار: صباح الطالقاني- ميثم الحسناوي
وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- بدعم كامل من العتبة الحسينية المقدسة اجراء (1701) عملية جراحية خاصة ضمن برنامج الاستقدام والاخلاء الطبي
- عشيرة قدمت (100) شهيد :عائلة لبنانية تروي قصة استشهاد ولدها "محـمد" المتميز منذ طفولته
- مكتب السيستاني بدمشق :يد العون العراقية تمتد الى (7) الاف عائلة لبنانية في منطقة السيدة زينب