حجم النص
قال وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر إن الضغوط التي تفرض على سوريا هي من أجل استهداف إيران، مسلّماً بـأنّ الغالبية الساحقة في سوريا تحبّ الرئيس بشار الأسد ولم تخذله، قائلا: إن علينا العمل لإحراق سوريا من الداخل.
وقال كيسنجر في مقابلة مع صحيفة نيويوركر الأميركية: إن الرئيس حافظ الأسد هو الوحيد الذي هزمني في الماضي، واليوم تدهشني سوريا بشار الأسد ، فالشعب بغالبيته الساحقة يحبّه ويقف معه.
وسأل كيسنجر محاورته: هل تعتقدين أننا أقمنا الثورات في تونس وليبيا ومصر لعيون العرب؟ (يضحك ساخراً) ثمّ أجاب: كلّ ذلك لأجل عيني إيران وسوريا، لقد حاولت مع الرئيس حافظ الأسد، وأنا أعترف أنه الشخص الوحيد الذي هزمني وقهرني في حياتي كلها. ويتابع كيسنجر: إن ما نسمّيه ثورة سورية أصبحت ومنذ آب 2011 حرباً عالمية ثالثة باردة، ولكنها ستسخن بعد عدّة شهور هنا.
ولدى سؤاله لماذا سوريا بالتحديد؟ قال: سوريا الآن مركز الإسلام المعتدل في العالم، وهو ذات الإسلام الذي كان على وشك الانتصار في العام 1973 لولا أنور السادات، ثم يتابع قائلاً: سوريا في الوقت نفسه مركز المسيحية العالمية ولا بدّ من تدمير مئات البنى العمرانية المسيحية وتهجير المسيحيين منها، وهنا لبّ الصراع مع موسكو، فروسيا وأوروبا الشرقية تدين بالأرثوذكسية وهي تابعة دينياً لسوريا، وهذا سرّ من أسرار روسيا وسوريا، مضيفاً: لو رش إخواننا العرب روسيا بكل نفطهم فلن يستطيعوا فعل أيّ شيء.
وبسؤاله بعد تفهم وضع روسيا، ماذا عن الصين والهند؟.. قال كيسنجر: أكيد أنك سمعت بهولاكو وكيف أنه احتل أكثر من نصف آسيا ولكنه هزم عند أبواب دمشق، هنا الصين تفعل العكس فبلاد الشرق من المحيط الهادئ حتى المتوسط مترابطة مع بعضها كأحجار الدومينو، لقد حركنا أفغانستان فأثر ذلك على الصين، فما بالك بسوريا؟ ويمكن لك أن تلاحظي أن الصين والهند وباكستان دول متنافسة متناحرة في ما بينها، ولكن من يرى مناقشات مجلس الأمن حول سوريا يظنها دولة واحدة بخطاباتها وتصرّفات مندوبيها وإصرارهم على الترحيب بالسفير الجعفري أكثر من مرّة، على الرغم من أنه مندوب سوريا الدائم، وعدم مجرّد تذكّر وجود قطر أو نبيل العربي في الجلسة.
وبسؤاله لماذا لم تحتلوا سوريا؟؛ يجيب كيسنجر (متهكماً): بسبب غباء نكسون، ثم يضيف مستطرداً: أما الحل الآخر الوحيد فهو إحراق سوريا من الداخل، وهو ما يحدث الآن، لقد قرأت (والكلام لكيسنجر) عن سوريا كثيراً، سوريا فقيرة الموارد الأحفورية وفقيرة المياه، لكن ما يثير استغرابي كيف استطاع السوريون بناء هذه البنية التحتية العملاقة بالمقارنة مع مواردهم، أنظري إليهم، الطبابة مجانية والتعليم شبه مجاني، مخزونهم من القمح يكفي 5 سنوات.
أقرأ ايضاً
- السوداني من لندن: قانون الاستثمار العراقي هو الأفضل في المنطقة
- السوداني من لندن: العراق يدعم الاستقرار والتهدئة بالمنطقة عبر علاقاته مع ايران وامريكا
- وزير الدفاع البريطاني: ملتزمون بدعم العراق ومساعدته