- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
إشارات الافتضاح في مراسيم الافتتاح
منذ زمن طويل والجماهير الرياضية العراقية تنتظر بفارغ الصبر عودة ملعب الشعب الدولي إلى ممارسة أعماله
وخدماته للرياضيين العراقيين ,فقد تعددت الآراء والأقوال والاجتهادات والنظريات في مسألة إعادة أعمار ملعب
الشعب الدولي وأصبحنا نحفظ ألف قصة وقصة عن إعادة أعمار الملعب فمنذ أن شمرّ السيد نيجرفان البرزاني
عن ساعديه وتبرع بنخوة عراقية وطنية أصيلة بمبلغ ثلاثة ملايين دولار .(ولا نعرف لماذا تم تجاهل السيد نيجرفان
البرزاني بحيث لم توجه للرجل بطاقة دعوة لحضور حفل الافتتاح ولم يذكره احد إطلاقا سوى طه أبو رغيف
والذي قالها بصراحته العراقية الأصيلة والمعهودة, نقولها للتاريخ بان السيد نيجرفان البرزاني قد كان له دور كبير
في إعادة الروح لملعب الشعب ) . وبعد ذلك دخلت عملية إعادة أعمار الملعب بحالة قيصرية شديدة حيث حدثت
الكثير من التقاطعات والتجاذبات والمزايدات والمساومات بين مختلف الجهات , ونحن عباد الله ننتظر ,
المهم بالنسبة لنا أن يكون لنا ملعبا أسوة بخلق الله , فهناك من شكك بقصة نيجرفان , وهناك من كذب قصة
كولبنكيان وهناك من أفتى بهدم الملعب وإعادة أعماره بأبهى صورة وبأجمل عمران , وكل ذلك ونحن ننتظر
فقد اختلف الرواة واختلفت الروايات حول منشأ الأرضية والساعة الالكترونية والشاشة الفضية !!!
فمنهم من قال إن الأرضية هي ليست سويدية وان الساعة صينية والشاشة تايوانية ومادة التارتان ليست ألمانية
وكل ذلك ونحن ننتظر , واختلف الرواة حول ألوان الملعب فمنهم من قال إنها ألوان بنتلايتية والآخر قال إنها
بلاستيكية والآخر قال إنها مرمرية وصُبغ الملعب وفق ما أراد أصحاب الحل والعقد ونحن ننتظر .
وحان وقت الفرج وأزفت ساعة الولادة القيصرية بعد مدة حمل عسيرة جداً .
وفعلاً صدقت كل الروايات وصدق كل الرواة فقد ازدان ملعب الشعب بألوان زاهية ( ترد الروح) وأرضية رائعة
تشفي الغليل . وحان وقت الافتتاح وزحفت الآلاف إلى ملعب الشعب وهي تردد أهزوجة كل الفرق العراقية
( احنه مشينه, مشينه للملعب ) . وكان الكرنفال أروع ما يكون فقد تمكنا لأول مرة أن نخرج للعالم كلاسيكو عراقي
بمعنى الكلمة .فقد قدم النوارس والصقور فاصلاً كروياً عراقياً ممتعاً .كل شيء في الملعب ينادي عراق وفعلاً صدق طه أبو رغيف حينما تصرف بشكل رائع في بيت شعري
للراحل أبو القاسم ألشابي عندما قالها أبو رغيف بنبض عراقي أصيل ( إذا الشعب يوماً أراد الحياة / فلابد أن
يذهب للشعب ) , وفعلا فقد أرسلت جماهيرنا الرياضية رسالة واضحة وصريحة إلى دهاقنة الفيفا ومن لف لفهم
بان بغداد ستبقى عاصمة الحب والسلام والأمن والأمان ويبقى العراق واحد موحد متوحد بهمة أبنائه الغيارى
لكن وكم تؤلم هذه أل (لكن) كانت هناك أكثر من إشارة تستدعي الوقوف أمامها ودراستها ومعالجتها بأسرع
ما يمكن , فلا زال البعض ونؤكد البعض من جمهورنا وهم بكل تأكيد نفر ضال يحاول أن يبقى مغردا خارج السرب من خلال بعض السلوكيات المشينة والهتافات المخجلة والتي تخدش الذوق العام فقد شاهدنا وسمعنا
الكثير منها خلال احتفالية إعادة أعمار ملعب الشعب إضافة إلى التصرف الأرعن والغير أخلاقي من شقاوة
الجوية جاسم غلام الذي نسى أو تناسى أخلاقه الرياضية فقد اثبت ابن غلام هذا بان مسيرته الكروية ورحلته
الاحترافية التي مر بها لم تشفع له ولم تقوم سلوكه فقد ظهر ابن غلام على حقيقته من خلال عنجهيته التي
مارسها وتعامل بها مع حكم المباراة والجمهور . ولذلك نتمنى من اتحاد الكرة أن يكون صاحب قرار تربوي
شديد اتجاه ابن غلام ليكون عبرة للآخرين .
ومما يشكل غصة في القلب حقاً هو فشل وزارة الشباب والرياضة في تنظيم حفل الافتتاح فقد غلبت الفوضى
والهرج والمرج في ساحة الملعب حيث كانت فعاليات حفل الافتتاح بائسة وفقيرة وفاشلة بكل معنى الكلمة
وهذا يدل على ضعف الإعداد لمثل هكذا احتفال ,فلا زلنا نعاني وسنبقى نعاني من ظاهرة سطوة المسؤولين
علينا فقد حضر المسؤولون بحمايات مدججة وكأنهم ذاهبون إلى ساحة حرب وليس ملعب كرة قدم
فقد شكلت حمايات السادة المسئولين ( حفظهم الله ورعاهم) جداراً كبيراً ساهم بحجب الرؤية عن
العديد من جمهورنا مما أثاراستياء وغضب الجماهير المحتشدة في ملعب الشعب .
ولذلك نقولها بالفم المليان إذا كان السيد المسئول يخشى على نفسه حينما يحضر هكذا مناسبات
عليه أن يجلس في بيته أو مكتبه ويشاهد المباراة من خلال التلفزيون .
لكننا أيضا نعذر هؤلاء المسئولين الذين يسكنهم الخوف وحب الظهور فقد شاهدنا بعضهم يدخل العتبات
المقدسة وهو مدجج بحمايته فكيف وهو يحضر إلى ملعب كروي وفيه أكثر من اربعين ألف متفرج !!!!؟
إنها مفارقة مضحكة حقاً !!! . ومن الأمور الغريبة أن نشاهد الفوضى وحالات الهرج والمرج بعد نهاية المباراة
فقد نزل الجميع إلى ارض الملعب بعد أن قام النفر الضال منهم بتكسير الكراسي وغير ذلك من السلوكيات الغريبة
والدخيلة على جمهورنا الكروي والذي عرف عنه الالتزام والثقافة والتحضر أين ذهب كل ذلك ؟؟؟؟
لا اعرف لماذا لم يتم وضع سياج بي آر سي أمام مدرجات الملعب هذا ما نراه في اغلب ملاعب العالم ,مع العلم
إن وزارة الشباب والرياضة ضليعة والحمد لله بطرق استخدام هكذا نوع من السياجات والتي انتشرت في الساحات
الشعبية منة خلال مشاريع الوزارة العملاقة في بناء البنى التحتية الرياضية !!!!؟
إن هذه الإشارات قد أعطت لنا أكثر من انطباع من إننا نحتاج إلى وقت طويل جداً من اجل النهوض بواقع ملاعبنا
ولكي يتسنى لنا أن نقول للعالم فعلاً إن ملاعبنا مؤهلة لاستقبال الفرق والمباريات والبطولات العالمية .
وخاتمة القول نقول وفق الله الجميع لخدمة عراقنا الغالي . وكان الله من وراء القصد .