- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ايها البعثيون .. لاتركبوا قطارنا .
لربما يعجب البعض و يعدها الآخر ضرب من الشجاعة أو الصراحة المفرطة في وقت لا يستطيع أحد أن يذكر فكر البعث بسوء أو ينقده لأنه يعلم أنه سيعزل عن المذهب الذي ينتمي إليه وبعدها يعزل من الدنيا برصاصات رخيصة يطلقها الآخر عليه والذي عودنا هذا البعث بنظرية التصفية الجسدية
كما جاء على لسان احد قيادات البعث حينما كان يتحدث عن مسيرته في البعث فقال كنا في اجتماع لمجلس قيادة الثورة فدخل احدهم فقال تمت تصفية حردان التكريتي فهذا هو منهجهم ولربما عاتبني من هو قريب مني لا لأنه يؤمن بفكرة البعث الإقصائية لا سامح الله ولكن بعضهم يعلم بقساوة هذا البعث والبعض لم يفهم سيرة الحياة جيدا ولم يقرأ ما بين السطور ولم يسمع آهات النساء في السجون والأرامل بين جدران البيوت والأيتام حين ينظرون إلى آباء أقرانهم من الأطفال أو المشاكل الجم التي خلفها نظام البعث ومؤسساته الأمنية
وقد يتصور البعض أنني أقف خلف مؤسسات تحمي كلمتي وتساند فكرتي وربما ظن الآخرون أني مدفوع من قبل تلك الدولة أو هذه الجهة ولكن صدقوني هذه هي تجربتي كمواطن عاش في داخل العراق ولا يريد بأبناء شعبه أبدا أن تعود بهم الأيام إلى سالف زمانها ومن هنا فأنا حر غير مقيد في طرح فكرتي وقضيتي ولهذا بينت قبل ذلك وبصراحة عن عمليات القتل التي قامت بها عصابات القاعدة والزرقاويين والمجرمين والميلشيات التي لا تنتمي إلى دين أو مذهب لان كل هؤلاء لا يملكون روح الإنسانية في تعاملهم مع الآخرين ومع خصومهم ولكل هذا أقولها وبوضوح للبعثيين لا تركبوا قطارنا ولا تتحدثوا باسم مذهبنا ولا تختبئوا خلف طائفتنا لأنكم لا تمثلوها بأي صورة من صور هذا المذهب العريق الذي كان قادته أمثال أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وسفيان الثوري والحسن البصري والاوزاعي وغيرهم لاني أعجز عن عدهم وذكر أسمائهم لأنهم علماء كانوا سادة الدنيا والآخرة ونشروا العلم النافع للإنسانية كلها ووقفوا بوجه الحكام الظالمين من الأمويين أو العباسيين وغيرهم واليوم بعد أن قطعنا هذا الشوط الطويل من الحياة أقولها للبعثيين وبكل صراحة لا تركبوا قطارنا إذا أردتم رجعة للعراق وإن كان هذا محال ولكن مع هذا أقول إذا رجعتم فلا ترجعوا عبر قطارنا فهناك قطارات أخرى وما شاء الله انتم متمرسون بركب القطارات فتارة بقطار أمريكا وأخرى عبر القومجية والقومية والتحرر والبناء والوطنية المهم في القضية هو أننا كمذهب إسلامي نرفض أن يلبس احد لباسنا لكي يعود من جديد يقتل ويذبح بالشعب لان الشعب سيقول بان الذي أعادهم هي الطائفة الفلانية فلا يمكننا أن نصمت أمام دعوات غبية من بعض الساسة تهدف لعودة البعث إلى حكم العراق من جديد ولاني أريد أن اسبق الزمن واحذر الساسة الذين يتحدثون في بعض الأحيان باسم أهل السنة في العراق أقول لهم احذروا من ذلك المخطط وقدموا مشروعكم الوطني الخالص الذي يخدم البلاد والعباد وبالتالي نحن جميعا مدعون كي نساهم ببناء الدولة العراقية الحديثة نحن كأبناء السنة في العراق نقف بوجه عودة نظام البعث الذي حكم أكثر من خمس وثلاثين عاما ثم غادر البلاد هاربا تاركا خلفه الشعب كي يلقى مصيره المحتوم والفوضى العارمة مثل هذا النظام لا يستحق أن تبكي عليه وتتمنى رجوعه أنا أقول بصراحة نحن بحاجة إلى مراجعة أنفسنا وقراءة مستفيضة لوضعنا السياسي والاجتماعي والاقتصادي والديني والفكري وهنا لا أريد أنا أعطي مؤشرا أجابيا عن كل ما هو جديد في العراق فهناك الكثير من الإخفاقات والمشاكل المعقدة والتي تصل إلى حد عدم وضع علاج ولكن الفرق بين الماضي والحاضر أنك في الماضي لا تستطيع أن تعبر عن رأيك بشيء ولا حتى تستطيع أن تنتقد رئيس مجلة أو جريدة فضلا عن انتقادك لسياسة الحكومة العرجاء آنذاك نعم اليوم تستطيع أن تبدي رأيك وأن تغير بصوتك وليس هناك حاكم يبقى مدى الدهر لكي يحكمك حتى ولو كان الحاكم مليئا بالأخطاء ولكن الأمل أنك تنتظر يوم خروجه كي يأتي الأخر الذي سوف تصوت له عبر صندوق الانتخابات وكلمتي الأخيرة لأبناء مذهبي خصوصا وحتى يكتبها التاريخ بأسطر من نور هي رفضكم لأي مشروع بعثو قاعدة وعليكم أن تظهروا للناس مشروعا يصب في خدمة جميع المواطنين العراقيين هل عجزت الأمهات أن يلدن رجالا يبتكرون مشروعا يحفظ كرامتنا وخصوصيتنا المذهبية بعيدا عن البعث والقاعدة لماذا بعض الساسة لا يريد أن يخرج من هذا المحيط الذي مجرد أن يذكر في أي محفل يهيج مشاعر المواطن العراقي ويذكر ماساته اعتقد أن الخير كثير برجال العراق من بني طائفتينا وهم يحملون المشروع الوطني الذي من خلاله يشاركون أبناء وطنهم شراكة حقيقية.المهم أننا لا نريد أيها العراقيون المخلصون لا نريد عودة بالماضي ونحن أبناء اليوم ولو تسلطوا علينا فإنهم لا يرقبون فينا إلا ولا ذمة .
رئيس جماعة علماء العراق / فرع الجنوب
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً