- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
هل هناك اجندات سياسية وراء تناقضات الشيخ المهاجر .
لايخفى على المتتبع بان المنبر الحسيني يمتلك ثقافات ومعارف شاملة مكنته من صنع الكلمة ومناقشة قضايا الامة ومعالجتها باسلوب حضاري بعيدا عن لغة العنف والتحريض والمؤامرات ولعل خطاب الامام السجاد عليه السلام في المدينة مع يزيد حينما قال له: «أتأذن لي أن أصعد هذه الأعواد فأتكلّم بكلمات فيهنّ لله رضىً، ولهؤلاء الجالسين أجرٌ وثواب» خير دليل على دور المنبر الحسيني،
ولكن هذا المفهوم اخذ يبتعد في الاونة الاخيرة من قبل بعض خطبائنا ولانعلم السبب وراء هذا النهج الجديد، فاصبحنا نسمع بين الفينة والاخرى خطباء من بعض دول الجوار وهم يتكلمون بخطاب اعمى يراد من وراءه اثارة القتل والعنف في العراق،
ولكن الامر الذي اثار استغرابي اننا اصبحنا نلمس خطاب من داخل العراق يثير الفتنة والضغينة بين صفوف المسلمين بل بين صفوف الطائفة الواحدة حيث برز لنا الشيخ عبد الحميد المهاجر ومن خلال المحاضرات التي يلقيها في محافظتي البصرة والعمارة لاثارة مشاعر ابناء الطائفة الواحدة . اذ انني في بادئ الامر عند سماعي لتلك المحاضرات جعلتني احمل ضغينة كبيرة على ديوان الوقف الشيعي ومسؤولي العتبات المقدسة على قرارهم الاخير الذي اعلن عنه المهاجر بانهم منعوا منابر الامام الحسين عليه السلام في العتبات المقدسة .
فتوجهت لزيارة مرقد الامام الحسين واخيه ابي الفضل العباس عليهما السلام في مدينة كربلاء لاستقصي الحقائق ولاطلع على الدواعي وراء هذا القرار ولكنني استغربت فور وصولي الروضة الحسينية المقدسة سماع صوت السيد مرتضى القزويني وهو يلقي محاضرة داخل الصحن الحسيني الشريف فسئلت احد الاخوة الجالسين في المحاضرة متى سمح بعودة السيد القزويني لالقاء محاضراته في حرم الامام الحسين عليه السلام فابتسم الشخص وقال لي متى منع السيد القزويني لتسئلني عن عودته اذ انني من المواضبين على الصلاة خلفه والسماع لمحاضراته يوميا، فاجبته بدهشة انني سمعت هذا الامر من الشيخ المهاجر في محاضراته التي القاها في مدينة البصرة، فنهضت وتوجهت الى شخص اخر وسئلته نفس السؤال واجابني نفس الاجابة واضاف بان هناك اكثر من ثلاث مجالس تقام يوميا في الصحن الحسيني المطهر ويتضاعف العدد يوم الخميس، فالتفت يمينا وشمالا فوجدت احد الاخوة الذي يعمل في الروضة الحسينية المقدسة وطلبت منه ان يدلني على مكتب احد المسؤولين في ادارة الروضة فاشار بيده الى احد الغرف في الصحن وذهبت واستأذنت ودخلت على مكتب فيه عدد من المسؤلين وبعد القاء التحية عليهم والسماح لي بالجلوس سئلتهم لماذا منع المنبر الحسيني في العتبات المقدسة فاجابني احدهم وقال لي الم تسمع الان صوت السيد القزويني فقلت له نعم!! ولكن ماسمعته من الشيخ المهاجر مناقض للذي اراه واسمعه الان واريد ان استفسر عن القضية او المشكلة التي اثيرت فاجابوني بانه لاتوجد هنالك اي مشكلة، حيث ان الامر الذي اثاره الشيخ المهاجر عار عن الصحة وذلك ان ديوان الوقف الشيعي خاطب بكتاب رسمي جميع العتبات المقدسة في العراق طالبهم فيه بمنع بث اي محاضرة تقام في اية عتبة مقدسة على الهواء مباشرة من خلال القنوات الفضائية وانه لايمانع من نقل المحاضرات عبر مكبرات الصوت، واضاف ان الديوان اشار في كتابه بان المحاضرات التي تلقى في العتبات يمكن نقلها عبر القنوات الفضائية بعد عرضها على لجنة مختصة لتشذيبها وتصحيها اذا كانت تحوي على روايات او ايات قرانية لم يتم لفظها او طرحها بشكل صحيح ، مبينا ان هذه الاجراءات تتم من صالح الخطيب وان ديوان الوقف الشيعي لايمانع من بث المحاضرة بعد فترة ربع او نصف ساعة من القائها، ولكنني لم اكتفي بسماع حديثه وطلبت منه الاطلاع على كتاب ديوان الوقف الشيعي وقرأته بنفسي وتبين لي صحة حديثه، واشار لي بانه يمكن لاي شخص متابعة قناة كربلاء الفضائية ليشاهد نشاطات المنبر الحسيني اليومي في الصحن المطهر. فخرجت حينها وقد اصابني الذهول من التلفيق والكذب الواضح والاثارة التي قام بها الشيخ المهاجر رغم انني كنت اكن له الاحترام والتقدير، وتسائلت مع نفسي ماذا يريد الشيخ المهاجر من اثارة مثل هكذا اكاذيب علنا، فهل يريد ان يثير فتنة بين ابناءالطائفة؟؟؟ ام انه يريد اعادة مأساة احداث الشعبانية التي شهدتها المدينة قبل ثلاث سنوات ؟؟؟ ام ان هناك اجندات سياسية وراء خطاباته الاخيرة؟؟؟ وهنا استذكرت محاضرة للشيخ المهاجر بعد احداث الشعبانية التي قال فيها انه شاهد الامام الحسين عليه السلام يمشي بين الحرمين وعليه اثار الحزن مؤنبا في الوقت نفسه الجماعات التي توجهت الى كربلاء من استعراض عضلاتهم في هذه المدينة المقدسة والعراك فيها مخاطبا اياهم بان الامام الحسين عليه السلام سينتقم منهم عاجلا، لذلك اسال الله ان لايكون المهاجر يدعو الى نفس الفتنة من خلال اثارة مشاعر المؤمنين الذين سيتوجهون الى كربلاء لاحياء مراسيم زيارة اربعينية الامام الحسين عليه السلام من خلال خطبه الاخيرة .
Huss.1970_(at)_yahoo.com
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً