- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
يسألونك عن المصوغات الذهبية في الشباك الحسيني المقدس؟ المآذن أولا
كيف تتم عملية جمع المصوغات الذهبية من الشباك الحسيني المقدس وقسم الهدايا والنذور؟ وما هي موارد الصرف؟ وكيف تنجز؟ وما هي آلية الجمع والصرف والإنجاز؟
إن اللجنة المخولة بفتحة الشباك المقدس تتكون بالإضافة إلى ممثل المرجع الديني الأعلى أو من يخوله، عدداً من أعضاء مجلس إدارة العتبة الحسينية المقدسة ورؤساء أقسامها وشـُعبها وتقوم الإدارة بدعوة رئيس محكمة استئناف كربلاء المقدسة، والمحافظ ورئيس مجلس المحافظة وأحد الأعضاء(يتبدل دورياً) وقائد الشرطة، أو من يمثلهم، وعددا من الوجوه الاجتماعية ومخاتير المناطق وأحد شيوخ العشائر وتتم دعوة أحد المكاتب الدينية (يتبدل دوريا كل فتحة)، حيث يتم استضافتهم لنيل شرف المشاركة في مراسيم الفتحة.
يقع الاختيار على بعض الأفراد من خدم العتبة المقدسة، ليشاركوا في هذا العمل الشاق والدقيق، فيتم إغلاق الأبواب الداخلية للحرم الحسيني المقدس عند كل فتحة للشباك، بعد إخلائه من الخدم والزائرين، ويدخل المختارون داخل الحرم مع اللجنة المذكورة بعد التخلص من كل مقتنياتهم الشخصية، وتكون الفتحة مرة في الشهر أو أكثر أو أقل، حسب الواردات المنظورة.
في البدء يقوم ممثل المرجع الديني الأعلى وهو نفسه المخول من سماحته بأمور التولية الشرعية على العتبة الحسينية المباركة - يقوم بفتح باب شباك المرقد الحسيني، ثم يدخل إلى موضع القبر المطهر مع بعض الأشخاص المختارين سلفا لهذه المهمة، ويبدءون بجمع كل ما هو موجود من أموال وأشياء ثمينة وعادية في أكياس كبيرة، وبعد الانتهاء من جمعها تغلق فتحاتها وتنقل إلى مكان خاص مهيأ لغرض العد والفرز، ويكون داخل الحرم الحسيني أيضاً، ثم يغلق باب الشباك المقدس، تتم فتح الأكياس ويوزع الأشخاص على مجاميع، تتولى كل مجموعة جزءً من العمل، حيث يتم فرز الأموال كل حسب بلده وكل حسب فئته - عن المصوغات الذهبية والفضية...
إذن مصدر الذهب هو من فتحة الشباك المقدس وشعبة الهدايا والنذور من خلال متبرعين، هذا ما أفاد به أحد المسؤولين في العتبة الحسينية المقدسة وأضاف أن الذهب المستحصل يكون بمختلف العيارات، يذهب إلى أمناء الخزانة الحصينة داخل الحرم المقدس، وهناك لجنتان مسؤولتان عن الذهب، إحداهما رئيسية مؤلفة من خمسة أشخاص، وأخرى فنية مؤلفة من أربعة أشخاص، اللجنة الفنية تستلم الذهب من الرئيسية بمحاضر مدون فيها الأوزان والعيارات في ميزان الكتروني دقيق، والفنية بدورها تفرز الذهب أمام اللجنة الرئيسية مع التصوير الدقيق، ويكون الفرز إلى عيارات مختلفة بالإضافة إلى تنظيف الذهب من الأحجار والأتربة واللواصق العالقة بها، ومن ثم تصفيته وتحويله إلى سبائك ذهب عيار (24) وتحت نقاوة عالية جدا خاضع لجهاز السيطرة والتقييس في بغداد، إذ تذهب عينة منه للإطمئنان من نقاوته وصفاءه، وكل هذه المراحل يتم تدوينها بمحاضر رسمية مدونة، فاللجنة الرئيسية تأخذ الذهب من الخزانة المحصنة بمحضر، والفنية تأخذه من الرئيسية بمحضر، والفنية ترجعه إلى الرئيسية بمحضر، والرئيسية يعطونها ويستلموها من جمعية (فيض حسيني) بمحضر.
إن العمل الرئيسي يتم تنفيذه من قبل شعبة الهدايا والنذور التابع لقسم الشؤون الهندسية والفنية في العتبة الحسينية المقدسة بكوادره العراقية وخاصة أعمال فرز الشذر عن المصوغات الذهبية وصهرها وتنقية الذهب المصهور ليصبح بمجموعه بعيار (24) ثم يتم تحويله إلى أشرطة ذهبية تقطع إلى قطع يكون مجموعها بوزن (6)غرامات لتلصق على البلاطات النحاسية المصنعة مسبقا، وذلك من خلال عملية الطرق واللصق التي تجرى في ورشة في الصحن الحسيني الشريف من قبل متطوعين من طائفة البهرة في جمعية (فيض حسيني) بسبب خبرتهم في هذا المجال، وغير تلك الحالة فإن جميع المراحل من تهيئة وبناء وتصميم وإجراء تقوم بها كوادر عراقية داخل العتبة المقدسة.
حيث أن كمية الذهب المغطي لمنارتي العتبة الحسينية المقدسة في إعادة تذهيبهما الذي تم الإنتهاء بالعمل بهما في 1/6/2008م، بلغ (80.596) كغم عيار (24) أي ما يعادل (16119) مثقال ذهب عيار (24) وكمية النحاس لمجموع طابوق المنارتين الشرقية والغربية هو (10.407) طن نحاس جديد نقاوة (99.99) تبرع به بعض المؤمنين الأخيار، يتم صناعة بلاطاتها بإشراف كادر الروضة الحسينية المقدسة، والكلفة التقديرية للمشروع هي(2) إثنان مليار دينار عراقي، وتشمل أجور العمال بما في ذلك قيمة الذهب والنحاس، وهذا يكشف مدى النزاهة التي تتمتع بها الإدارة الحالية، إذ استطاعت أن توفر هذه الكمية الكبيرة من سبائك الذهب والتي تم تحويلها من خلال صهر وسبك المصوغات الذهبية الموجودة في الشباك الشريف.
فالذهب المستخدم في تغليف طابوق المنارتين قد استخرج من المصوغات الذهبية من شباك مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) إضافة إلى ما تبرع به الزائرون الكرام، خلال سنتين تقريبا بعد سقوط النظام في 9/4/2003م، وهناك كميات أخرى ستعد مستقبلا لمشروع التذهيب القادم كالطارمة الشريفة، فالمصوغات الذهبية تمر بمراحل تقنية وفنية وبضوابط قانونية وشرعية، تصرف جميعها على العتبة المباركة لإظهارها بأبهى صورة وبأيدي عراقية عملا ونظارة وشفافية ونزاهة.
أقرأ ايضاً
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب
- التعويض عن التوقيف.. خطوة نحو تطور التشريع الإجرائي