قال سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي أمس إن طرابلس قبلت الاعتراف بالمسؤولية عن حادث تفجير طائرة بان اميركان فوق مدينة لوكربي عام 1988 لمجرد رفع العقوبات عن البلاد، متهما عائلات ضحايا الطائرة بـ«الجشع». واضاف سيف الاسلام انه يعتقد ان عبد الباسط المقرحي، الضابط السابق في الاستخبارات الليبية والمدان بالضلوع في التفجير، ليس مسؤولا عن عملية التفجير.
وردا على سؤال حول ما اذا كانت ليبيا قد قبلت المسؤولية عن التفجير، قال سيف الاسلام في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي): «نعم. لقد كتبنا رسالة الى مجلس الامن (عام 2003) تقول اننا مسؤولون عن تصرفات موظفينا ومواطنينا، ولكن ذلك لا يعني اننا قمنا بالتفجير في الحقيقة». واضاف: «ماذا بامكانك ان تفعل؟ لو لم نكتب هذه الرسالة، لما كنا نستطيع التخلص من العقوبات. اعترف اننا لعبنا على الكلمات. لقد كنا مضطرين لذلك، لم يكن هناك أي حل آخر».
وانتقد سيف الاسلام كذلك عائلات ضحايا الطائرة المنكوبة والذين وافقت ليبيا على دفع تعويضات لهم في صفقة قام هو بالتوسط فيها، وقال: «اعتقد انهم (العائلات) كانوا في غاية الجشع، وكانوا يتاجرون بدماء ابنائهم وبناتهم». واضاف ان «الوضع معهم كان فظيعا للغاية وكانوا ماديين وجشعين للغاية وكانوا يطلبون المال ومزيدا من المال ومزيدا من المال». وتابع: «كانوا يتحدثون عن المال. المال المال المال المال». وقال أيضاً إن على عائلات الضحايا التوقف عن «ابتزاز» ليبيا والعمل مع طرابلس على «العثور على المجرم الحقيقي الذي كان وراء الهجوم».
وردا على سؤال حول المقرحي، قال سيف الاسلام: «لا اعتقد ان ذلك الرجل المسكين كان وراء هذه العملية المعقدة. لا اعتقد ان هذا الرجل المسكين على درجة من الذكاء والقدرة التي تمكنه من القيام بذلك العمل».
من جهة أخرى، بايعت قبائل افريقية الليلة قبل الماضية الزعيم الليبي معمر القذافي «ملك ملوك افريقيا»، وذلك في حدث غير مسبوق جمع العشرات من زعماء القبائل الافارقة في بنغازي في شرق ليبيا. وجاء في بيان صدر في ختام «ملتقى» جمع بدعوة من العقيد القذافي اكثر من مائتي شيخ قبيلة «نعلن مبايعة الاخ القائد معمر القذافي ملكا لملوك وسلاطين وامراء وشيوخ وعمد افريقيا، ويسمى اعتبارا من هذا التاريخ ملك ملوك افريقيا».
واضاف البيان ان المجتمعين قرروا «تأسيس ملتقى الملوك والسلاطين والأمراء والشيوخ وعمد افريقيا ليكون اطارا اجتماعيا ينظم العلاقة فيما بيننا، ويعتبر القائد القذافي رئيسا له، وينعقد مرة سنويا على الاقل وان يكون موعد انعقاده في اليوم التاسع من الشهر التاسع من كل عام». وقرر المجتمعون كذلك «تشكيل امانة دائمة للملتقى تكون مدينة سرت مقرا دائما لها».
من جهته دعا القذافي زعماء القبائل الى تحمل مسؤولياتهم في الضغط على حكومات بلدانهم من اجل توحيد افريقيا وتشكيل «الولايات المتحدة الافريقية» التي كان الزعيم الليبي اول من اطلق فكرتها.
وقال القذافي: «ادعو القبائل الى التحرك بسرعة والضغط من اجل انشاء الولايات المتحدة الافريقية»، مؤكدا انه سيضع كل الامكانات بتصرف العاملين من اجل تحقيق هذه الغاية.
وحول شأن ليبي آخر، قالت مصادر في الحكومة الإيطالية إن روما وطرابلس توصلتا أمس إلى الخطوط العريضة لاتفاق من شأنه ان يحل خلافهما الاستعماري، وأن رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني سيزور بنغازي اليوم للقاء القذافي. واوضحت الوكالة ان البلدين توصلا عمليا الى «اتفاق صداقة وتعاون حتى وان كان لايزال عليهما تسوية مسائل جانبية» ستحال الى مجموعة عمل ايطالية ـ ليبية.
واشارت الوكالة نقلا عن المصادر عينها الى ان مدة الاتفاق ستكون 25 عاما وسيتناول خصوصا الوعد الذي قطعه برلوسكوني في 2004 حول بناء روما طريقا ساحلية تقطع ليبيا من الشرق الى الغرب اي من الحدود مع تونس الى الحدود مع مصر. ولم يتسن الحصول على اي تأكيد رسمي لهذه المعلومات من الحكومة.
ووصل وفد ليبي الى روما منذ ايام للتفاوض على هذا الاتفاق قبل زيارة برلوسكوني المرتقبة الى ليبيا.
الشرق الاوسط
أقرأ ايضاً
- كوريا الشمالية: الولايات المتحدة تخلق جواً من المواجهة النووية
- الحكيم يدعو لإطلاق حملة وطنية للتوعية بإجراءات السلامة المرورية
- الامم المتحدة تصف العلاقات بين طهران وبغداد بـ"متشابكة" وطهران تعتبر توجيهات السيد السيستاني الاخيرة خريطة طريق لحكومة العراق.