قال الرئيس الاميركي بوش ان زيادة الاستقرار في العراق، قد تسمح بسحب المزيد من القوات الاميركية من هناك. وامتدح بوش زيادة امكانات الحكومة العراقية وقواتها الامنية وقال بان الارهابيين على حافة الاندحار . وجاءت تصريحات بوش في مؤتمر مبكر غير اعتيادي خارج المكتب البيضوي، في اوضح مؤشر لحد الان بانه ينوي للبدء بتخفيض عدد القوات الاميركية قبل مغادرة منصبه في اقل من ستة اشهر . وقال بوش ان الولايات المتحدة كانت \" دوما تحقق التقدم \" في المفاوضات حول الاتفاقية الامنية طويلة الامد مع الحكومة العراقية، التي ستحدد شروط الوجود العسكري الاميركي في العراق وتخضع للتدقيق الدقيق في كلا البلدين . لكن بوش لم يذكر شيئا عن الاتفاقية النهائية، بالرغم من بعض المؤشرات بان الولايات المتحدة والعراق قريبتين من الاتفاق. وبدت ملاحظات بوش – بحسب صحيفة نيويورك تايمز مكرسة لابراز النجاحات التي حققها قراره في السنة الماضية بزيادة القوات الاميركية ب 30000 جندي اميركي والتي ساعدت في احتواء العنف الطائفي والعرقي في العراق . وذكر بوش ان العنف في العراق هو في ادنى مستوياته منذ ربيع سنة 2004 ، وان مستواه بقي مستقرا في الشهور الثلاثة الاخيرة ، حتى مع مغادرة القوات التي شكلت زيادة الجيش الاميركي للعراق .
وهناك الان – بحسب النيويورك تايمز – 140 الف جندي اميركي في العراق الكثير منهم مضى عليه سنتين هناك حينما بلغ العنف اوجه – ولكن بوش قال بان التحول في العراق سيسمح \" بالمزيد من التخفيض في قواتنا القتالية مع ماتسمح به الظروف \". وامتدح بوش ايضا قراره بتخفيض مدة الدورة القتالية للجنود الاميركيين من 15 شهرا الى 12 شهرا وهو القرار الذي اتخذه في شهر نيسان الماضي . وكان قرار زيادة تلك الفترة الى 15 شهرا قد ارهقت الجيش الاميركي ولقي معارضة شعبية كبيرة وعدم قبول في صفوف الجيش الاميركي . وقال بوش :\"نحن ندين بتقديم امتناننا الى جميع الجنود وعوائلهم التي ساندتهم في اعمالهم الحيوية ، وكان بوش يتكلم لوحده بعد وقت قصير من الساعة الثامنة صباحا في الفسحة المقابلة للمكتب البيضاوي، مضيفاً القول:\" والطريقة الافضل لتشريفهم هي دعم مهمتهم واعادتهم الى اميركا مع الانتصار \". وقد استمر موضوع القوات الاميركية ليكون الموضوع المستمر في السياسة الاميركية ، والتخفيض الذي وافق عليه بوش قد يكون في اكثر مرحلة كثيفة من الحملة الرئاسية الانتخابية ، وكان المرشح الديمقراطي اوباما قد دعا الى سحب جميع القوات القتالية الاميركية خلال جدول زمني من 16 شهرا ، وهو موقف ازدراه المرشح الجمهوري ماكين واعتبره بمثابة الاندحار . ويقوم الجنرال بيتريوس قائد القوات الاميركية في العراق بمراجعة العمليات في العراق، ومن المتوقع ان يقدم توصياته في منتصف شهر ايلول المقبل، في الوقت الذي حذر بوش واخرون، وانذروا بان الحرب الاهلية في العراق يمكن ان تتأجج مرة اخرى ، فانه لم يبق من شك بان القوات الاميركية سيتم تخفيضها في العراق. واشار مسؤولون من الادارة والجيش الاميركيين ، بان بوش يمكن ان يسحب او على الاقل يعلن عن سحب ثلاثة الوية قتالية بما لا يقل عن عشرة الاف جندي اميركي قبل ان يغادر المكتب الابيض في بداية شهر كانون الثاني المقبل. وقال مسؤولون اميركيون ان الجنرال بيتريوس قد يوصي بتخفيض حذر ومتدرج .والرئيس بوش من طرفه لايسعى الى الاعلان عن الانتصار السابق لاوانه ، وهو شيء لازمه منذ ان ظهر في السابق واعلن \" المهمة انجزت \" كشعار يرفعه في سنة 2003 . وقال بوش :\" سنبقى شعبا في حالة حرب ، والقاعدة هي في حالة هروب في العراق ، ولكن الإرهابيين يبقون خطرين ، وقد صمموا على ضرب بلدنا وحلفاءنا مرة اخرى \". والاعتراف الاخير لبوش – بحسب النيويورك تايمز – بان الانسحاب كان \" هدفا طموحا \" احيا المباحثات عن الاتفاقية الامنية طويلة الامد ودفع الامر الى العمل على استكمالها. وقال جلال الدين الصغير القيادي في المجلس الاسلامي في العراق :\" النية هي الاحتفاظ بكامل السيادة للعراق مع الملاحظة الدقيقة للوضع الامني، والتي ستقرر بالتحديد متى لم يعد العراق يحتاج للقوات الاميركية \". وبالرغم من التحسن الامني الواسع النطاق في العراق وبسرعة اكبرعما كان متوقعا في الشهور السابقة ، الا ان هذا التحسن قد يتقوض بسرعة وهي الصورة التي برزت خلال الاسبوع الاخير في مدينة كركوك ، حينما تصاعد التوتر الى اقصاه بين الاكراد والتركمان ، بعد ان تسبب انفجار انتحاري بمقتل 24 شخصا واثارات اتهامات متبادلة بين المكونات العرقية والتي تطورت سريعا الى اعمال شغب .وقال احد المسؤولين الاميركيين في واشنطن والمعني بالمفاوضات حول الاتفاقية الامنية :\" وصلت المفاوضات الى النقطة التي تم فيها توزيع المسودة الخاصة بها \". ويدفع الاميركيون – بحسب النيويورك تايمز – بقوة للتوصل الى اتفاقية خلال اليومين المقبلين ، كما قال حيدر العبادي المقرب من المالكي ، ولكنه قال بان العراقيين ، ليسوا مستعدين وبانه غير واثق بانهم سيتمكنون بالتوصل الى الاتفاقية خلال اليومين المقبلين . وكان الاجل الرسمي لادارة بوش هو 31 من الشهر الماضي ، على الرغم من ان تفويض الامم المتحدة الذي يغطي وجود القوات الاجنبية سينتهي في نهاية هذه السنة ، وقد زاد قلق المسؤولين الاميركيين والعراقيين بانه مع الاقتراب من المفاوضات الرئاسية الاميركية والانتخابات المحلية العراقية فقد لايكون من الممكن التوصل الى اتفاق طالما ان الحملة الرئاسية هي في اوجها وبانه من الافضل الانتهاء من المفاوضات خلال الصيف. وقال مسؤولون اميركيون بانه يتباحثون حول سحب جميع القوات الاميركية بمن فيهم المدربين والمستشارين بحلول سنة 2010 ، ولكن تاريخ المغادرة سيعتمد على تطورات الظروف على الارض .وقال اياد السامرائي القيادي السني بان الترخيص للوجود العسكري الاميركي سوف يتجدد دوريا بحيث انه اذا ساءت الظروف او تحسنت ، فان العراقيين يمكن ان يتجاوبوا معها ، واعترف العديد من العراقيين بهذا التصور . وقال النائب الكري فؤاد معصوم بان الاتفاقية قسمت الى ثلاثة اجزاء ، والقسم الاول عن \" الاطار الاستراتيجي \" المثير للخلاف والذي يرسي مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة والعراق . والقسم الثاني هي عبارة عن \" بروتوكول \" وهو يتضمن القواعد التي تحكم وضع القوات ، وهو سيرخص لاستمرار الوجود العسكري الاميركي في العراق وتعطيهم السلطة بالقيام بعمليات عسكرية ولكن فقط بموافقة العراقيين ، وهذا القسم سوف يتعامل مع الحصانة الممنوحة للجنود الاميركيين ، وهو المطلب الطويل الامد من المتفاوضين الاميركيين ، وسيستمر الجنود الاميركيين في الحصول على الحصانة اثناء قيامهم بالعمليات العسكرية الموافق عليها ، وكذلك في قواعدهم ، كما قال النائب على الاديب القيادي في حزب الدعوة- جناح المالكي. ولم يوضح الاتفاق كيف سيتم التعامل مع المتعاقدين الاميركيين ، في الوقت الذي قال الاميركيون ، بان الشركات الامنية الخاصة ، لن يسمح لها بالحصانة امام القانون العراقي ، وهناك العديد من المتعاقدين الاخرين ، مثل المترجمين والعاملين في تزويد الغذاء ، الذيم لم يتم توضيح وضعهم بعد.والقسم الثالث من الاتفاقية، هو ملحق سوف يصف الية الادارة التي تسسمح باجازة العمليات العسكرية الاميركية ، وسوف تكون هناك لجنة اميركية – عراقية مشتركة في كل محافظة التي ستجيز القيام بالعمليات وستكون هناك لجنة مشتركة مركزية على مستوى العراق لحل المشاكل . وتبدو مشكلة اعطاء الموافقة للاميركيين على السماح لهم باعتقال العراقيين غير محلولة لحد الان ، استنادا الى العديد من العراقيين المعنيين بالمفاوضات، وهناك مشكلتين: فيما اذا كانت القوات الاميركية ستسطيع اعتقال العراقيين في المستقبل ، ومالذي يجب فعله مع هؤلاء الذي ستعتقلهم القوات الاميركية. وتحتجز القوات الاميركية في الوقت الحاضر حوالي 22000 عراقي في كامب كوبر في بغداد، وكامب بوكا قرب الحدود العراقية – الكويتية، وفي الوقت الذي لن توجه التهمة الى القسم الاعظم من هؤلاء بموجب القانون العراقي لانه ليست هناك ادلة كافية لجلبهم الى المحاكمة ، يقول الاميركيون بانهم سيحتفظون بثلث هؤلاء بسبب خطورتهم الامنية ، ويبقى السؤال – وايضا بحسب النيويورك تايمز – حول متى سيتم تحويل السجناء العراقيين الى السلطات العراقية ، في حين ان معظم السجناء هم من السنة ومعظم قوات الامن العراقية من الشيعة. والنقاش مع الكثير من النواب العراقيين، تقول النيويورك تايمز ، قد اوضح بان القرارات الاميركية بالقبول بمناقشة امد لنهاية الوجود العسكري الاميركي في العراق، قد لعب دورا كبيرا في التوفيق بين المتفاوضين الاميركيين والعراقيين.وقال اياد السامرائي ايضا :\" الافق الزمني هو مهم جدا بالنسبة للعراق لان العراق لامصلحه له بابقاء القوات الاميركية لفترة طويلة \" واضاف بان المباحثات ستشمل سحب جميع القوات الاجنبية لتشجيع القوات الاميركية على اداء دورها بفعالية\" .
المصدر : الملف برس
أقرأ ايضاً
- سكان 80 قرية في ذي قار يهربون من الجفاف إلى المدن بحثا عن فرصة حياة
- تركيا منفتحة على المبادرة العراقية للوساطة مع سوريا وتدعو لاجتماع ثلاثي
- تحدث عن تلاعب من قبل الكرد.. تركيا تحذر من "العبث" بالتركيبة الديموغرافية في كركوك